استخدامات زهرة الباتشولي في عالم العطور
يحضر الباتشولي في عدد هائل من العطور الرجالية والنسائية.
فهو يضفي على العبق تلك الهالة من الغموض الخشبي.
يُكسبه إحساساً مُذهلاً من العمق، فيجعله يلتصق بالجسد، وكأنه بات جزءاً لا يتجزأ من البشرة.
ويكثر الطلب على الباتشولي، حتى ان اسمه يتصدر احياناً كثيرة الكثير من القوارير الفاخرة في العالم.
ما هو الباتشولي؟
إنما رغم رواجه، يبقى غامضاً، لا يعرف كثُر ما ينطوي عليه من معانٍ.
لذلك، نطلعك عزيزي الرجل على بعض المعلومات المهمة عن الباتشولي:
يُشتقُّ اسم الباتشولي من كلمتين في لغة التاميل، وهما "باتشاي" التي تعني "أخضر" و"إيلاي" التي تعني "أوراق"، أي أن كلمة "باتشولي" تعني "الأوراق الخُضر".
الباتشولي هو نوع من انواع النبات يستخرج من زهرة الباتشولي المنتمية إلى فئة "بوغوستيمون" (Pogostemon).
يتّسم بكثافته وقِصره، إذ إنه غالباً ما لا يتعدّى ارتفاعه متراً واحداً.
كما انه ينتمي الى أنواع نبات النعناع.
وتحمل نبتة الباتشول زهرة صغيرة بيضاء.
غالباً ما تنمو في المناطق الاستوائية الآسيوية، علماً ان زراعتها تشهد حالياً طفرة كبيرة، بسبب تزايد الطلب عليها من مصانع العطور في كل انحاء العالم.
من بين الدول التي انكبّت على زراعة الباتشول، الصين، إندونيسيا، الهند، الفيليبين، ماليزيا، تايوان، فيتنام، كمبوديا، المالديف، سيشيل، مدغشقر، جنوب افريقيا، وسواها من الدول التي تنعم بطقس استوائي دافئ.
اقرأ أيضًا:خزانة عطور بتوقيع BOSS
استخدامات الباتشولي في العطور؟
فيما يلي نستعرض أهم المعلومات المتعلقة باستخدام الباتشولي في العطور:
يُستخرج زيت من هذه النبتة صاحبة الشذى الخشبي، ويتميّز الزيت بفرادته، إذ إنه يصبح أجمل كلما شاخ.
لذلك إن زيت الباتشولي الجديد يتّسم بحدّته مقارنة بنظيره القديم.
لذلك يُترك عادة لكي تتطوّر رائحته فيُصبح شذاه أعمق وأغنى.
اشتُهر الباتشولي في العصور القديمة، حتى انه استُخدم على مدى قرون طويلة بخوراً في القصور والمعابد.
اما في الولايات المتحدة فلم يشتهر قبل عام 1960.
كان المصريون القدامى من أهم الشعوب وأولها في استخدام الباتشولي، حتى انه يقال ان الفرعون توت عنخ آمون قد دفن مع 40 ليترا من زيته، ما يدل على اهمية هذا المستحضر العشبي واقترانه بالملوك والاباطرة وطبقة الاغنياء عموماً.
أما التجار الاوروبيون القدامى فعدّوا هذا المستحضر مرادفاً لقيمته للذهب؛ فكان يستخدم أحياناً عملة في عمليات المقايضة.
عبرت هذه النبتة الى منطقة الشرق الاوسط، عبر ما كان يعرف سابقا بـ"طريق الحرير".
ثم تابعت طريقها نحو اوروبا التي بلغتها بفضل نابوليون بونابرت.
كان هذا القائد العسكري وملك فرنسا، قد استقدم من مصر وشاحَين معطرين بالباتشول الذي كان يعدّ آنذاك شذى غامضاً جداً.
اقرأ أيضًا:كيف ألهم القدماء المصريون صناعة العطور الحديثة؟
عطور برائحة الباتشولي
ورغم عبقه الفاخر الذي يتسم بالكثير من الغموض، كان يستخدم لاغراض وقائية، إذ إنه كان يحمي الكشمير من الحشرات بفضل مزاياه المضادة للبكتيريا والعفن.
حُفظ سرّ هذه النبتة طوال عقود الى ان تمكن عالم النبات الاسباني فرانسيسكو مانويل بلانكو، عام 1937 من اكتشاف لغز هذا العبق الشرقي الغامض، ليفصح عنه امام العالم الغربي.
خلال حقبة الستينات، وتحديداً في ظل تصاعد موجة "هاري كريشنا" الدينية التي نشأت في نيويورك، شهد هذا العبق انحداراً قوياً في قيمته وصورته المرموقة طوال عصور.
كان "الهيبيون" (Hippies) من اكثر المنخرطين في هذه الموجة التي ترتكز على عقائد هندية قديمة.
وهم كانوا من الاكثر استهلاكاً للباتشول القادم من الهند أساساً.
لذلك، اقترن شذى هذه النبتة بهذه المجموعة من الناس التي كانت تختار النوعية الصناعية الرديئة منها، بسبب تدني سعرها.