إن كنت تعمل في هذه المجالات.. فوظيفتك محصنة ضد هيمنة التكنولوجيا
التكنولوجيا هيمنت على الحياة بجوانبها المتعددة، ولعل الفئة الأكثر تضرراً منذ سنوات وحتى يومنا هذا من التطور التكنولوجي هم الفئة العمال وليس الذي يشغلون مناصب متقدمة.
البداية كان مع آلات التصنيع والتجميع في المصانع والإستغناء عن أعداد مهولة من العمال، ولاحقاً بدأ التطور التكنولوجي يهيمن على وظيفة تلو الأخرى وهكذا بدأت عمليات الإستغناء. بشكل عام جيل الألفية ولحسن حظه، تنبه لهذه الجزئية وعليه فالوظائف التي يتم إختيارها إما تسير مع الركب التكنولوجي أو محصنة ضد هيمنة التكنولوجيا.
موقع إنديد والذي هو الموقع الأول عالمياً في مجال البحث عن الوظائف والذي يبلغ عدد زواره ٢٠٠ مليون شخصاً في الشهر قام بدراسة تحليلية شاملة تمكن من خلالها من معرفة المهارات والوظائف التي ما تزال مطلوبة رغم كل التطور التكنولوجي.
الوظائف التي ما تزال صامدة بوجه التكنولوجيا هي تلك التي يصعب مكننتها لأنها تتطلب مهارات متعددة ومعقدة قائمة على التطور ووضع الإستراتيجيات والإبداع وبعض الوظائف الأخرى لا يمكنها الإستمرار من دون «اللمسة البشرية». ولكن هذا لا يعني أن التكنولوجيا لن يكون لها دورها في هذه الوظائف في المستقبل ولكن ما هو واضح، حتى الأن، أن الإنسان سيلعب الدور الرئيسي فيها.
شيف ( طاهي)
إن كنت تعمل كشيف فوظيفتك بعيدة كلياً للوقت الحالي عن دائرة الخطر. البشر كانوا وما زالوا وسيستمروا بالإستمتاع بتجربة تناول الطعام في المطاعم وتجربة نكهات جديدة.
المهنة هذه تحتاج الى الإبداع والمهارات في التنفيذ ومهارات القيادة والتعامل مع المشاكل الأنية والبعيدة المدى . أي آلة لا يمكنها الجمع بين المهارات اليدوية والإبداعية والقيادية كما يفعل الشيف البشري مهما حاولوا تطوير هذه الألة أو تلك .
التسويق والتصميم
العاملون في مجال التسويق والتصميم بآمان ولوقت طويل. الآلات مهما كانت البرامج الخاصة بها متطورة لا يمكنها إتقان التفكير النقدي، أو الخروج بأفكار مبدعة ومثيرة للإهتمام.
صحيح أن الآلات والتكنولوجيا سهلت العمل في المجالين وعليه فإن التقنيات المستخدمة في التسويق والتصميم مختلفة كلياً عما كانت عليه سابقاً ولكن مصدر الأفكار والإبداع هم البشر. المجالان يحتاجان الى الإبداع وكل ما هو جديد، كما انهما يأخذان بالحسبان الفئة التي يتوجهون اليها وعليه هي قائمة على التواصل البشري. الآلات لا تعمل بنفس منهجية البشر في المجالات الإبداعية.. هذا لغاية الآن على الأقل.
العاملون في المجال الصحي
بعض المهن محصنة ضد التكنولوجيا وبشكل كبير جداً ولمدة طويلة جداً لكونها تتطلب التفاعل بين البشر. العاملون في المجال الصحي بآمان ولوقت طويل، التمريض ورغم أنه يتطلب الدراسة والمعرفة والدراية ولكنه في أساسه مبني على أمر هام جداً ألا وهو مهارات التواصل مع الاخرين والقدرة على التخفيف من الآلام من الناحية النفسية و الجسدية.
الأطباء لن يتم إستبدالهم بآلات ليس فقط لان التكنولوجيا لا يمكنها التفاعل بل لان البشر لن يصلوا لمرحلة يقبلون فيها وضع حياتها بين يدي آلة في المنظور القريب. المرحلة هذه لعلنا قد نصل إليها ولكن ليس قبل مئات السنوات.
العاملون في مجال التعليم
المعلمون والمعلمات من أكثر الوظائف المطلوبة حول العالم. المؤسسات التربوية صحيح أنها إستبدلت الكتب بالأجهزة اللوحية وتم إدخال التكنولوجيا في مجالات اخرى ولكن المتحكم بكل هذه الأمور هم البشر. وفق الدراسات فان المعلومات الجديدة عند الأطفال والمراهقين يمكن فهمها بشكل أسرع حين يتعلمونها من البشر وليس من الالات. التعليم مهنة قائمة على التفاعل بشكل مختلف مع كل تلميذ في الصف، وقولبة الشرح بأشكال وأنماط مختلفة تتناسب مع قدرة كل شخص على الإستيعاب.. وهذا أمر لا يمكن للالة القيام به.
خبراء في مجال الامن المعلوماتي
إرتفاع مهول في الطلب على العاملين في هكذا مجال. مع تطور التكنولوجيا ووسائل تخزين المعلومات وتبادلها عبر شبكة الانترنت باتت أمن البيانات يشكل هاجساً كبيراً وحيوياً ومهماً للغاية. توفير الحماية للمعلومات وتأمين الحواجز التي تمنع سرقتها من الوظائف الضرورية جداً خصوصاً وأنه في كل مرة يتم فيه تطوير برامج حماية يقوم «الفريق الاخر» بتطوير مهاراته لخرقها.
الطلب كما العرض في هذا المجال في إرتفاع دائم ما يعني أن الطرفين ما زالا يريدان البشر لتولي هكذا مهام.
الموارد البشرية
التسمية وحدها تؤكد انها بآمان حالياً، فهي موارد بشرية وليس تكنولوجية. الموارد البشرية هي الادراة التي تهتم بالعاملين في الشركة من خلال التركيز على مهامهم كما تشمل مهامها التوظيف والتدريب والتوجيه وتوفير الإستحقاقات ومتابعة السجلات. المهنة هذه تتطلب الذكاء العاطفي والقدرة على قراءة الاخرين ومن دون هذين الامرين لا يمكن لهذا الفرع العمل وبما ان الالات لا يمكنها القيام بذلك فهي مستمرة.
الشحن والخدمات اللوجستية
خلافاً لما تم الحديث عنه مؤخراً عن توجه الشركات للإستغناء عن البشر من خلال القيام بعمليات التسليم بطائرات من دون طيار ولكن هذه الوظيفة ماتزال بآمان. الطلب على هكذا وظيفة مرتفع للغاية والمشكلة التي يواجهها ارباب العمل هو أن العرض عليها قليل وقد لا يحصلون على رد على عرض وظائفهم حتى بعد ٦٠ يوماً من طرحها. القطاع اللوجيستي في أي شركة كانت يحتاج الى البشر ولا يمكنه بأي شكل الإستغناء عنهم.. وهذا أمر محسوم.