إذا كنت من دائمي النسيان.. إذا أنت في نعمة وليس نقمة!
هل تشعر بالإستياء إذا نسيت أين وضعت مفاتيحك أو أغراضك الشخصية؟
يشعر الكثير من الأشخاص بالإستياء لتعرضهم إلى حالات مؤقتة من النسيان التي تتمثل بنسيان أماكن وضع الأغراض الشخصية أو إنجاز بعض المهام البسيطة أو طرق الوصول إلى أماكن جديدة، ولكن أظهرت آخر الدراسات أن نسيان حالة طبيعية مفيدة للحفاظ على صحة العقل.
ووجدت الدراسة التي تم نشرها في مجلة نيورون أن نسيان المعلومات ليس فشل بعمل الدماغ إنما على العكس فهو يعد حالة طبيعية تساعد العقل على العمل بشكل أفضل بشرط أن لا يكون النسيان سبباً لتعرض إلى مواقف خطرة. ومن جهة أخرى، خلصت الدراسة أن الهدف الرئيسي للدماغ هو التركيز على اتخاذ قرارات جيدة في المستقبل وليس تذكر أدق التفاصيل اليومية.
ويقول المؤلف المشارك بالدراسة بليك ريتشاردز وهو أستاذ مساعد في علم الأحياء بجامعة تورنتو: "تغمر المعلومات الجديدة الدماغ بشكل مستمر، وسيكون من المستحيل تذكرها. ويحتاج عقل الإنسان إلى نسيان بعض التفاصيل غير الضرورية من أجل تذكر الأمور التي تساعده على اتخاذ القرارات المهمة في حياته اليومية".
الآخرون يحكمون عليك خلال 30 ثانية.. فكيف تترك أفضل انطباع أولي؟
وقد وجدت العديد من الأبحاث الحديثة أنه يوجد أليات معينة تعزز فقدان الذاكرة إلا أنها تختلف عن تلك التي تشارك في تخزين المعلومات، لذلك إذا لم يكن الدماغ معتاداً على النسيان فلا يوجد شيء يثير القلق.
نحن نعيش اليوم في عالم مليء بالمتغيرات السريعة ومن الصعب على الدماغ مواكبة كل هذه التغيرات واستيعابها خلال وقت قليل لذلك يلجأ الدماغ إلى النسيان من أجل التركيز على اتخاذ القرارات المناسبة حسب الظروف المحيطة. وبناءً على ذلك يعد النسيان ضرورياً للحفاظ على صحة العقل في حال لم يتجاوز نسيان بعض المعلومات البسيطة.