لماذا تختفي الكنافة بعد رمضان؟.. «الأمر مرتبط بأحد الخلفاء»
ما أن تحدد دار الإفتاء موعد حلول أول أيام شهر رمضان يبدأ الجميع في الاستعداد، وتبرز مظاهر يتمتع بها المواطنون في 30 يومًا فقط طوال العام، متمثلة في تعليق الزينة والمصابيح الكهربائية والفوانيس، بجانب احتلال ماكينتي الكنافة والقطايف ركنًا أساسيًا في متاجر الحلوى.
بعد الإفطار توزع ربة المنزل أطباق الحلوى المتنوعة بين الكنافة والقطايف، وهما الصنفان اللذان يتواجدان باستمرار خلال رمضان فقط دون غيره من الشهور، ما أثار تساؤل كثيرين حول سبب عدم تمتعهم بمذاقهما طوال العام.
بالعودة إلى البدايات، يرجع أصل الكنافة إلى عصر الخلفاء الراشدين، وأول من أكلها هو معاوية بن أبي سفيان والي الشام آنذاك، وقُدمت له على وجبة السحور حتى «تمنع عنه الجوع الذي يشعر به في ساعات الصيام»، حسب المذكور بمقال الكاتبة شادية يوسف بصحيفة «الأهرام».
حسب رواية الكاتبة اتخذت الكنافة مكانتها من بين بقية أنواع الحلوى الأخرى التي ابتدعها الفاطميون فيما بعد، مضيفةً أنه من لا يأكلها في الأيام العادية لابد أن يتناولها خلال رمضان.
بهذا الشكل تحولت الكنافة من مجرد طعام للملوك إلى عادات مرتبطة بالشهر الفضيل في العصور التالية، وأصبحت من نصيب الأغنياء والفقراء على حد سواء.
بالنسبة للقطايف جاء ظهورها الأول في العصر المملوكي، واتخذت مسمى «فطيرة القطايف»، لأنها تُقدم للضيوف آنذاك محشوة بالمكسرات، وظهرت نتيجة تنافس صانعي الحلوى على ابتكار كل ما هو طيب، إلى أن أطلقوا عليها «قطايف» فقط لأن ملمسها يتشابه مع ملمس قماش القطيفة حسب رواية الكاتبة.
بالعودة إلى الوقت الراهن، يشتهي كثيرون تناول الصنفين في الأيام العادية، لكنهم لا يستطيعون الوصول إليها ويُجبرون على انتظار رمضان من عام لآخر، وهو ما حاول «المصري لايت» معرفة سببه.
في درجة حرارة عالية يعمل «عم عيد» بدأب على ماكينة صناعة القطايف، في حين تتوقف نظيرتها الخاصة بالكنافة عن العمل مؤقتًا، وسط زحام شديد من المواطنين لشراء الصنفين.
يقول «عيد»، عامل في محل حلوى بمنطقة الهرم، إن الكنافة والقطايف تتواجدان باستمرار في المصنع الذي ينتج العجين الخاص بهما، وهو المتواجد بمنطقة الطوابق بشارع فيصل.
مردفًا: «المصنع شغال طول السنة، والناس بتشتري منهم، بس ساعتها بيوزعوا للمحلات اللي بتعمل أطباق الحلويات وللعربيات بردو»، موضحًا أنه خلال الشهر الكريم يتغير الحال: «في رمضان بقى هما اللي بيوزعوا العجين لكل المحلات».
أوضح «عيد» أن الماهرين في إعداد عجين الكنافة قليلون، مشيرًا إلى أن لكل محل عامل واحد فقط يعمل بانتظام لـ30 يومًا، رغم ذلك يصل أجره إلى 6 آلاف جنيهًا حتى لو انخفضت عائدات صاحب المتجر، بحسب المصري لايت.
وعن ظهور الكنافة والقطايف في رمضان فقط قال إن الأمر يتعلق بتفضيل المصريين لتناول مختلف الأطعمة في ذلك الوقت من كل سنة: «ده الموسم بتاعها زي الكحك والبسكوت في العيد»، وختم: «هي لو ظهرت في الأيام العادية الناس كلها هتشتغلها، ومش هيكون الأمر مقتصر على كام واحد بس بيعرف يعملها».