ما معنى مصطلح «الكفاءة الذاتية في العمل»؟
يعتبر البروفسور ألبرت باندورا من جامعة ستانفورد من أوائل الباحثين الذين استطاعوا تحديد مفهوم الكفاءة الذاتية، والتي عرّفها على أنها قدرة الأشخاص الذاتية على أداء الأعمال بفعالية.
وتعتمد نظرية باندورا في جوهرها على أن الأفراد الذين يملكون توقعات كفاءة ذاتية عالية قادرون على تحقيق وإنجاز الأهداف التي يطمحون إليها، وبنفس الوقت يتمتعون بصحة جيدة وفعالية كبيرة بالمقارنة مع أولئك الذين يملكون توقعات منخفضة عن كفاءتهم الذاتية بشكل عام.
وفي هذا السياق، تؤثر الكفاءة الذاتية على الكثير من القرارات التي يتخذها الأشخاص في حياتهم، ويستطيع الأشخاص الذين يمتلكون توقعات عالية بكفائتهم الذاتية أن يواجهوا التحديات أو حتى التغلب على الفشل أو تجنبه، كما تؤثر التوقعات العالية على الجهد الذي يبذله الأفراد في تحقيق انجازاتهم،
علاوة على ذلك، فإن العديد من الدراسات العلمية أثبتت صحة القول المأثور "نحن نجسد أفكارنا"، من خلال أبحاث أجريت على الدماغ الذي يمتلك القدرة على إعادة تنظيم نفسه في كل مرة يكتسب فيها الإنسان قدرات وخبرات جديدة.
ووفقاً للطبيب جون كوينوس، أستاذ مختص بعلم النفس والأعصاب الإدراكي في كلية الطب بجامعة دريكسل: "تتغير الروابط العصبية لدى الإنسان بعد التحدث بشكل ايجابي مع الأخرين لمدة 20 دقيقة، الأمر الذي يفسر الحصول على تأثير ايجابي يتمثل برفع التوقعات الذاتية بعد التحدث بشكل مركز عن الكفاءة الذاتية الشخصية مع الأخرين".
ويمكن تطبيق حكمة الفيلسوف أرسطو في البحث عن السعادة ومعنى الحياة، فبحسب أرسطو يحتاج الإنسان إلى القسوة العاطفية والفكرية الذاتية ليعيش حياته ويستغل كل إمكانياته فيها، كما يحتاج إلى توقعات عالية بكفاءته الذاتية التي تدفع الأفراد إلى تحقيق رؤيتهم المستقبلية الشخصية بنجاح، إذ يقول: "تعتمد الحياة الجيدة على تطوير الإمكانات البشرية وتوفير الظروف التي يستطيع الموظفين خلالها للقيام بذلك، وتقع هذه المسؤولية الأخلاقية على القادة الذين يحرمون موظفيهم من هذه الفرصة لتطوير قدراتهم التي تحرمهم بدورها من تطوير إنسانيتهم".
وبحسب الباحث تشارلز شواب: "لم يولد أحد وهو يمتلك صماماً ليوقف تدفق طاقته أو تحديد نسبة قدراته، فلا يوجد حدود من الممكن أن يقف عندها الإنسان، فهو يمتلك قدرة لامحدودة على التوسع والتطور والتغلب على العقبات التي تقف في طريقه".