فيصل بن تركي لـ"الرجل" ابي عارض التحاقي بالقوات الجوية
الامير فيصل بن تركي رئيس نادي النصر السعودي
الأمير فيصل بن تركي بن ناصر بن عبد العزيز آل سعود الملقب بـ "كحيلان"، جده لأمه هو الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود، وليّ العهد السعودي، يرحمه الله. ولد في الرياض عام 1973، ويشغل حالياً منصب رئيس نادي النصر لكرة القدم.
لم تكن العلاقة التي تربطه بالنادي مجرد علاقة رئيس نادٍ بفريقه، وإنما يمكن أن توصف بحالة عشق بدأت منذ الطفولة، ولاتزال مستمرة حتى اللحظة، فقد كان حب فيصل بن تركي لنادي النصر حباً أطلق فيه لخياله العنان، واستطاع أن يحوّل كثيراً من أحلامه إلى واقع لمسته جموع الجماهير العاشقة للون الأصفر، إذ استطاع أن يعود بهذا النادي العريق إلى صدارة المشهد الرياضي في المملكة، كذلك كان عمله في الدبلوماسية، الذي جعل منه مفاوضاً ماهراً، يستطيع أن يحسم لناديه صفقات مميزة.
بدأ ارتباطه بنادي النصر من الطفولة، وتحديدًا منذ انضمام والده الأمير تركي، رئيساً لهيئة أعضاء شرف النادي، حيث كان لدعم سموّه للنادي عظيم الأثر في زيادة العشق لهذا الكيان داخل قلب الأمير، أسهم رئيس نادي النصر بدعم مالي تجاوز 240 مليون ريال.
اقتحم عالم كرة القدم، عبر رئاسته للجنة الرباعية لدعم نادي النصر باللاعبين عام 2007. بعد أقل من عام عُيّن نائباً لرئيس النادي، قبل أن يكلّف رئاسة مجلس ادارة النادي. وخلال فترة توليه الرئاسة، وعلى الرغم من الانتقادات والصعوبات التي واجهته في البداية، استطاع الأمير فيصل بن تركي أن يقود “النصر” لأن يعود اسماً على مسمّى، وأن تتصدر أخبار انتصاراته صفحات الجرائد والبرامج الرياضية.
عاش أيام طفولته ودراسته الأولى في مدينة الخبر، بعد ذلك سافر إلى الولايات المتحدة، حيث درس إدارة الأعمال، وحصل فيها على درجة البكالوريوس، ثم اتجه إلى دراسة العلوم السياسية، وحصل على درجة الماجستير من جامعة جون هوبكنز. وبدأ عمله في الدبلوماسية مع تعيينه في وزارة الخارجية السعودية، ثم في السفارة السعودية في العاصمة الأمريكية واشنطن، بعدها عُيّن مستشاراً للأمير بندر بن سلطان، قبل أن يعود معه إلى أرض الوطن، ويبدأ رحلته في عالم الرياضة التي استطاع أن يحقق فيها نجاحاً كبيراً، جعل منه رمزاً لأحد أكبر النوادي الرياضية السعودية وأعرقها. وفي حواره مع "الرجل" يتحدث الامير فيصل عن جوانب خاصه في حياته؛ فإلى تفاصيل اللقاء .
* حدثنا عن مراحل الطفولة وكيف عشتها؟ وأين؟
بداية طفولتي كانت عسكرية نوعاً ما، فقد فتحت عينيّ وسيدي الوالد الامير تركي، قائد لوحدة التدريب الانتقالي في القوات الجوية الملكية السعودية، حيث يغلب على طبيعة البيت الانضباط الذي لم يمنع من بعض اللين الذي اجده من الوالدة، الاميرة نوره بنت سلطان بن عبدالعزيز، بحكم أني اول ولد لوالديّ، وسُمّيت على رجل المرحلة في ذلك الوقت، وهو المغفور له بإذن الله، الملك فيصل بن عبدالعزيز ، وقد عشتها في مدينة الخبر في الساحل الشرقي للمملكة، حيث عمل الوالد في تلك الفترة. أما الطفولة، فقد كنت، وبشهادة الجميع، بعيداً عن الشقاوة؛ فمعظم وقتي إما في المدرسة أو مرافقة الوالد في زياراته الرسمية، كما لا أنسى تشرّفي بمرافقة المغفور له بإذن الله، الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز، لحضور المباراة النهائية لكأس اسيا عام ١٩٨٨، والعودة بالكأس الغالية.
* ماذا عن بدايات حياتك العلمية؟
بحكم وجودي في مدينة الخبر، كانت مدارس الظهران الأهلية، الأميز في ذلك الوقت، فالتحقت بها، وقد كان الوالد شديداً في معاملتي بشكل يختلف عن بقية الطلاب، حيث كنت من القلائل الذين ينتمون إلى الأسرة المالكة في المدارس، فكانت توصيته لمدير المدارس والمدرسين عند كل اجتماع لأولياء الأمور، بالحزم والشدة وعدم التهاون في أي تقصير مني، فكانت دراستي تتسم بالشدة وعدم التقصير في الواجبات والاختبارات.
هذا شارع ابوك ؟!
بدأت حياتي العملية بعد التخرج، في الماجستير والعمل في سفارة خادم الحرمين الشريفين في واشنطن، مع البدء ببعض الاعمال التجارية الخاصة داخل المملكة.
كانت ايّاماً جميلة ومميّزة بالنسبة لي، فقد كانت الخبرة ذلك الوقت اصغر بكثير مما هي عليه اليوم، وكنت أتحاشى ان يتعرف إليّ احد، حتى لا يميّزني عن الآخرين، وأذكر انني كنت أقود سيارتي الخاصة وتعطلت في شارع سُمّي باسم سيّدي الوالد، توقفت السيارة بشكل غير نظامي، فتوقفت دورية أمنية، وأول كلمة سمعتها من الشرطي:"هو شارع ابوك عشان توقف بهالشكل؟" ويبدو ان الشرطي الآخر عرفني، فجاء مسرعاً وقال: "نعم شارع أبوه، هذا الأمير فيصل بن تركي بن ناصر"، فشعر الأول بالحرج، وتأسّف. فقلت له: ليس ذنبي فقد توقفت السيارة ولَم استطع تحريكها.
* هل من قصص ومواقف شخصيه لك تذكرها مع والدكم يحفظه الله ؟
الوالد كان الأب والصديق، فقد كان يتعامل معي منذ الصغر بمبدأ "إن كبر ولدك خاويه"، ولكن الوالد طبق هذا المثل منذ دخولي المدرسة في سن السادسة، وقد كنت انهي كل طلب يطلبه مني بكلمة "أمرك". كما لا أنسى انه عارض رغبتي في الالتحاق بالقوات الجوية الملكية، خدمة للوطن نظرا لإصابتي في الإذن عندما كنت صغيراً التي تمنعني من القبول في الكلية، لرفض الوالد لأي استثناءات في هذا المرفق المهم، وتحولت رغبتي إلى السلك الدبلوماسي الذي بدأت بدراسته في مرحلة الماجستير.
* أين درست المرحله الجامعية؟ وهل كانت مرحلة تغيير جديد في حياتك ؟
في مدينة بوسطن بولاية ماساتشوستس في الولايات المتحدة الامريكية في عام 1992، وكان خط السير الخبر باريس بوسطن، وقد كانت مرحلة تغيير جذري في حياتي، حيث ابتعدت عن كثير من حياة الراحة والترف التي عشتها في كنف والديّ حفظهما الله، وقد بدأت حياتي طالباً يتسلّم مخصصاً شهرياً، كأي طالب، حيث كان الوالد يُصرّ على ان يكون مصروفي الشهري مقارباً للمخصّص الخاص للمبتَعَث، ولأكون صريحاً فقد كانت والدتنا ترسل وبشكل سري بعض المبالغ بدون علم الوالد، والمفاجأة ان هذا الدعم كان بمباركته.
مصروفي الجامعي
كما ذكرت سابقا، كان الوالد حريصاً على عدم معاملتي بتمييز عن بقية الطلاب، ما حدا بكثير من المعلمين بتدقيق إجاباتي في الواجبات والاختبارات والحضور، حتى انني كنت أغار من بعض الطلاب اذا غابوا عن المدرسة، مع علمي بأنه لايوجد سبب قاهر يمنعه من الحضور.
* هل تذكر كم كانت نسبتك حين أنهيت دراسه المرحلة الثانوية ؟
لا أذكر بالضبط، ولكن كنت من الطلاب الجيدين.
* من كان الأقرب إليك من الأصدقاء؟ أثناء فترة الدراسة؟ وهل تذكر أحداً منهم؟
المراحل الأولية: نايف الخضري، ومحمد الجندان، وماجد الغسلان، وهم من أقضي أكثر وقتي معهم.
المرحلة الجامعية: عبدالرحمن الدهام، ورائد السماعيل، وهيثم البكري، وباسم مال، وجميعهم تربطني بهم صداقة حتى هذه اللحظة
* ما الفترة الأطول التي ابتعدت فيها عن السعودية؟ وكم كانت مدتها؟
ستة أشهر، وكانت في بوسطن.
* بعيدا عن المراحل الحياتية، ما هواياتك؟ وهل أثر تعلقك بالكره في مستوك الدراسي ؟
كرة القدم، وكرة القدم الامريكية، ولَم تؤثرا بأي حال الاحوال في مستواي الدراسي وتحصيلي العلمي في مرحلة البكالوريوس والماجستير.
علاقتي بالاسرة المالكة
* كونك أحد أفراد الأسرة المالكة، كيف تصف لنا العلاقة بينكم؟
علاقة احترام وتقدير الصغير للكبير وعلاقة عطف وودّ الكبير على الصغير
* هل سببت الرياضه أي خلافات مع أحد منهم ؟
لم تسبب الرياضة، ولن تسبب، اي خلاف بيني وبين اَي فرد، سواء كان من الاسرة المالكة أو من اخواننا المواطنين، فاختلافي معهم في الملعب فقط، اما خارج الملعب فتربطني علاقات قوية حتى مع من له ميول للفرق المنافسه.
* كيف علاقتك مع الملك ووليّ عهده الأمين ووليّ وليّ العهد؟
علاقة الابن لوالدي الملك وسيدي ولي العهد، وعلاقة الأخ لولي ولي العهد، فأولاً وأخيراً هم ولاة الامر، بايعتهم على السمع والطاعة وفِي العسر واليسر.
* هل هناك حلم تسعى إلى تحقيقه للوطن أو لك شخصياً؟
أتمنى للوطن البقاء في مصاف الدول المتقدمة. وأتمنى النجاح في تحقيق ما اتمناه لكل عمل أقوم به.
* كيف تقضي برنامجك اليومي؟
الغداء مع عائلي الصغيرة، زوجتي الأميرة العنود، وأولادي سارة، وتركي، ونورة، والعشاء مع عائلتي الكبيرة الوالدين، أخواتي، وأخي الأمير عبدالله، وباقي اليوم لنادي النصر.
* ما المكان الذي يحنّ إليه الأمير فيصل دائماً؟
مدينة دالاس بولاية تكساس في الولايات المتحدة، لأنها مقرّ الفريق الذي اشجع في كرة القدم الامريكية فريق دالاس كاوبويز.
* ما الذي لا يعرفه الناس عن الأمير فيصل بن تركي ؟
سعة اطلاعه.
* حينما تتاح لك فرصة القراءة، فماالذي تقرأه الأدب أم السياسة؟
السياسة بشكل كبير، وأخصّص ساعة الى ساعتين للوقوف على آخر المستجدات السياسية في العالم، اما الأدب فمكانه على كرسيّ الطائرة، خلال تنقلي مع الفريق أو سفري في الإجازة السنوية.
* هل تدوم صداقة العمل؟
نعم؛ فقد أقمت صداقات مع كثير ممّن عمل معي في ادارة النادي، ومازالت هذه الصداقات مستمرة.
* المقربون منك يتحدثون أنك تتمتع بالهدوء، هل هذا الهدوء يحمل خلفه بركاناً غاضبا؟
(يضحك): لو كنت اخفي بركان غضب قد ينفجر، لما حظيت بهذا الحب والتقدير من جميع من عرفني، فأنا مؤمن أنا الضغوط الحياتية ليس من النبل اظهارها لأحد، فهي خاصة بي لايمكن لي ان اخرجها لأي شخص حتى اقرب قريب.
* أبرز ماتعلمته في الحياة ؟
الصبر، وعدم التسرع في اتخاذ القرارات، فمن خلال عملي في نادي النصر اكتسبت هاتين الميزتين، وأوصلتا الفريق إلى منصات التتويج بعد تقهقر مستوى الفريق وبقيه الألعاب الاخرى في النادي خلال السبع سنوات الماضية.
* فريق عملك، أيهم أقرب إليك؟
الوفيّ والصادق والمخلص والامين ومن يخاف الله.
* ما اكثر سمة أثرت فيك من الوالد تركي؟
بعد النظر ورؤية الأمور من جميع الزوايا وبالتالي اتخاذ القرار السليم.
ازمة لوكربي من اهم تجاربي الدبلوماسية
كانت تجربة غنية، خصوصاً انها تحت قيادة صاحب السموّ الملكي الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز، حفظه الله، وعملي مع سموّه مستشاراً، حيث اتاحت لي الفرصة للتعلم من عميد السلك الدبلوماسي في الولايات المتحدة الامريكية، اسرار العمل الدبلوماسي والتعامل مع الأحداث، ومنها ملفات كثيره ومعظمها سرية، ومن اهم الاعمال التي اشتركت بها أزمة لوكربي الشائكة التي استطعنا بحنكة سيدي الامير بندر ودهائه، حلها وإنهاء الحظر على الإخوة في ليبيا.
* ما هي المنجزات الرياضية الابرز في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز؟
عظيمة بشكل عام؛ فقد صدر في الفترة القريبة الماضية قرار تاريخي يُعدّ الأهم في مسيرة الرياضة السعودية، وهو قرار خصخصة الأندية، ما يحافظ على المبالغ المدفوعة للنادي ويصبح لها مردود من المكاسب المتوقعة لكل ناد.
* أين يقضي فيصل بن تركي إجازته السنوية ؟
مدينة لوس انجلس بولاية كاليفورنيا، مرورا بدولة أوروبية تتغير عن السنة التي تسبقها.
* مع وجود الاعلام الجديد وشبكات التواصل الاجتماعي ؟ كيف تجد تلك الشبكات هل قربت فيصل بن تركي من محبيه؟
بكل تأكيد، ففي وقت كنا نسمع فيه النقد في الْيَوْمَ التالي لأي حدث، من خلال الصحف الورقية، اصبح الآن يصل بعد لحظات من وقوع الحدث، كما ان تعاملي المباشر مع الجميع خلال هذه الشبكات، أوجد صدقية لبعض المواضيع التي تحتاج إلى التوضيح.
* مالذي يغضبك ؟
الكذب والكذب والكذب.
* متى يسعد الأمير فيصل بن تركي ؟
عند تحقيق اَي منجز وأسعد كثيراً اذا كان صعب المنال.
* ماالذي تحلم بتحقيقه ؟
الحفاظ على مكانة المملكة العربية السعودية بين الامم، والسعي لرفعتها في كل المجالات.
* والدتكم كيف كان تأثيرها في حياتكم ؟
اختصرها بما قاله إسلام شمس الدين، "حينما أنحني لأقبل يديك، وأسكب دموع ضعفي فوق صدرك، وأستجدي نظرات الرضا من عينيك، حينها فقط أشعر باكتمال رجولتي".
* ما فلسفتك في الحياة ؟
ليس مهماً ان تعمل ما تحب ولكن المهم ان تحب ما تعمل.
* الحياة ليست كلها سعادة، فما الايام (الحزينة) في حياتك؟
اقساها خبر وفاة جدي وسيدي الأمير سلطان بن عبدالعزيز.
* حكمة دائماً ترددها ؟
where there's a will there's a way
* هل لديك اعمال تجارية؟ وهل نجحت فيها؟
بكل تأكيد، فلديّ اعمال داخل وخارج المملكة العربية السعودية وأتابعها من حين إلى آخر، وقد قلّت متابعتي لها لارتباطي بنادي النصر سعياً مني في التركيز على رفعة النادي ووصوله لمنصات التتويج.
مستقبل الكرة السعودية
الكرة السعودية تحتاج إلى وقوف القطاع الخاص، فهو مرفق حيوي جاذب للمستثمرين في جميع أنحاء العالم، الا في المملكة، وقرار التخصيص وإن كان متأخراً (أن تصل متأخراً خير من أن لا تصل أبداً) فهو بداية الطريق لرفعة الرياضة السعودية.
* كرة القدم السعودية تعاني على صعيد المنتخبات و الأندية، بدليل غيابها عن منصات التتويج، برأيك ما الذي تسبب في هذا التراجع ؟
القيمة السوقية العالية للاعبين، ما قلل الطموح لديهم الذي انعكس على مستوياتهم الفنية خلال المباريات.