نجيب ساويرس لـ"الرجل" سأشتري جزيرة للاجئين
نجيب ساويرس
نجيب ساويرس، ارتبط اسم عائلة ساويرس بنجيب الذي يعدّ الأشهر بين إخوته، بالرغم من أنه ليس الأغنى بينهم، لكنه الوحيد الذي اهتمّ بالسيطرة على الإعلام، وكذلك بالعمل السياسي، فأسس حزب "المصريين الأحرار".
يعدّ نجيب ثاني أغنياء مصر، فهو رجل أعمال ناجح وسياسي محنّك؛ هو نجل أنسي ساويرس، مؤسس مجموعة شركات "أوراسكوم"، ويمتلكها وعائلته في عدد من القطاعات، أبرزها المقاولات والاتصالات.
يتحدث نجيب عن حياته ويقول: رغم كل الظروف الصعبة التي مرّ بها والدي، فإنه كان حريصاً على مشروعه الكبير. وكان هذا المشروع هو أولاده الثلاثة، سميح وناصف ونجيب، الذين كانوا بالنسبة إليه كل رصيده الذي يملكه. ويضيف لقد كان من أعظم قرارات والدي المبكرة أنه وضع استثمارات هائلة لتعليمنا وتزويدنا بأفضل مستويات الخبرة، حيث كان يرى أن أولاده هم رأسماله الحقيقي، وتمثل أجرأ قرار اتخذه في حياته بإيفادنا للتعلم في الخارج. تعلمت منه الإصرار والصدق، والتفاني في العمل، والانضباط، وأهمية السمعة الطيبة، وكذلك عدم الاسراف أو الاهدار، وتقدير قيمة الأموال، حتى لو كثرت.
يتذكر نجيب أول عملية تجارية قام بها كان رأسمالها عشرة آلاف جنيه. ويؤكد أن نقطة التحول في حياته هي اليوم الذي قرر فيه، بعد الحصول على الخبرة، أن ينطلق منفرداً بشركة "أوراسكوم تيلكوم"، للحصول على رخص الهاتف المحمول في بلدان عدّة، ومن بعدها وصلت الشركة إلى العالمية وإلى رأس مال سوقي سجل 19 مليار دولار.
فلسفه نجيب الخاصة، تتلخّص بأنه تعوّد على الأزمات، فأصبح محصناً ضد الصدمات، ويتعامل معها ويواجهها بشجاعة وبسرعة، وهما من العوامل المهمة لتدارك الأزمة قبل أن تتفاقم. وأكد صحة ما ورد عن عزمه شرائه جزيرة إيطالية أو يونانية يحتضن فيها المهاجرين الهاربين من سوريا ودول تشهد نزاعات. يقول: أردت أن أفعل شيئاً لمساعدة هؤلاء المساكين الذين يشردون وعائلتهم ويقاسون ظروفا صعبة جداً قد تودي بحياتهم، ومعاملة غير آدمية على بعض الحدود.
وأكد نجيب أنه لا يحبّ الظهور في وسائل الاعلام، ولكن لمجلة "الرجل" تاريخاً يسعده أن يفتح قلبه لها.
* حدثنا عن الطفولة ،وكيف كانت البدايات ؟
ما أتذكره عن الطفولة، وكان له علاقة بالأعمال هو انني كنت دائماً ألعب لعبة "البلي"، وكنت متفوقاً جداً فيها، وأحقق مكاسب طائلة منها، وأرجع إلى المنزل، وجيبي مملوء بالبلي والفلوس. وكان هذا يعطيني إحساساً بالفرحة الشديدة، وأعتقد أن لهذا تأثيراً في رغبتي أن أكون رجل أعمال.
*ماذا بقي في ذاكرتك من تلك الحقبة ؟
أصدقائي؛ أصدقاء الطفولة، وقصص"الشقاوة" في المدرسة، حيث كنت مشاغباً، لكنني مجتهد.
*هل كان طموحك منذ الصغر أن تصبح رجل أعمال؟
نعم؛ رجل أعمال أو سياسي، أو كليهما. يعني أسطيع أن أقول إن طموحي منذ الصغر كان أن أكون مؤثراً.
* ما الذي تعلمته من والدك؟
الإصرار، والصدق، والتفاني في العمل، والانضباط، وأهمية السمعة الطيبة، وكذلك عدم الإسراف أو الإهدار وتقدير قيمة الأموال، حتى لو كثرت.
* كم كان رأس مالك في بداياتك التجارية؟
أول عملية تجارية قمت بها كان رأسمالها عشرة آلاف جنيه.
* عرفنا أن لك قصه في تحول تجارة عائلة ساويرس، عندما أسست شركة "كونتراك الدولية المحدودة"، حدثنا عن تلك التجربة.
لم تكن عائلة ساويرس تعمل بالتجارة؛ كنا نعمل في الاستيراد والتوكيلات، وفي هذه الأثناء أتيحت الفرصة، فأحيينا نشاط المقاولات الذي كان والدي يعمل فيه في الخمسينات. وأسّسنا نشاط مقاولات في مصر، وكنا ننفّذ مشاريع المقاولات من الباطن من الشركات الأمريكية في ذلك الوقت؛ عصر الانفتاح الاقتصادي الذي بدأه السادات. وولدت فكرة شركة "كونتراك"؛ وهي أن نتجه إلى أمريكا ونؤسّس شركة هناك، حتى لا نضطر إلى أخذ المقاولات من الباطن، بل ترسل إلينا مباشرةً من المنبع. فكوّنا "كونتراك"، وهي شركة أمريكية تخصصت في المقاولات وتنفيذ مشاريع المعونة الأمريكية في مصر.
* حدثنا عن أول ربح مالي حصلت عليه ؟
كنت أنا وصديق لي، في الثامنة عشرة، اشترينا صفقة مكيّفات، إذ كان هناك شخص قد ورّدها. ثم اتضح أنها غير مناسبة له، فأراد التخلص منها. فاشتريناها ووجدنا تاجراً بعناها له. صديقي كان هو الذي وجد البائع وأنا وجدت المشتري. وربحنا مبلغاً تقاسمناه، لكلٍ منّا 6 آلاف جنيه، وكان آنذاك يعدّ ثروة لمن في مثل سنّنا.
* كيف كانت نقطة الانطلاقه الحقيقية في عالم الأعمال ؟
كوّنت شركة مع صديق لي، وبعد سنتين حققنا نجاحاً يعدّ كبيراً بالنسبة لسننا، فكوّن كلّ منّا ثروة بنحو 250 ألف دولار، وهو مبلغ ضخم في ذلك الوقت. ثم بعد ذلك أصرّ والدي أن أعمل معه، وقال لي: أنت أثبتّ نجاحك دون مساندتي، والآن أريدك أن تعمل معي. واشترطت عليه أن أعمل في مجالات جديدة، حتى يكون ما أحققه كله بمجهودي أنا. وبالفعل حصلت على توكيلات جديدة، وفتحت مجالات لم تكن شركة والدي تعمل بها من قبل، فأنشأت قسم السكة الحديد، ثم قسم الكمبيوتر والسوفت وير، وأصبحنا من كبرى شركات الكمبيوتر وأنظمة المعلومات في مصر.
وحين بدأت ثورة الاتصالات، أضفت مجال الاتصالات والإنترنت. وكانت بدايتي في مجال الاتصالات، هي الحصول على رخصة المحمول في مصر التي انطلقت منها، للحصول على رخص محمول أخرى في دول عربية وإفريقية، وكانت هذه انطلاقتي نحو العالمية، حيث وصلت شركة "أوراسكوم" للاتصالات، لأن تكون من أكبر مشغلي الهاتف المحمول في العالم، بشبكات في أكثر من 24 دولة؛ بل وصلت مجموعتنا إلى إدارة شبكات الهاتف المحمول في إيطاليا وكندا، ودول كثيرة في آسيا وإفريقيا.
* دخلت في شراكات مع مستثمرين عالميين، حدثنا عن تلك التجربة ؟
بدأت الشراكات، مع بدايتنا، من خلال تمثيل الشركات العالمية في مجالات مختلفة في مصر؛ مثلاً في الأسمنت والمعدات، أنشأنا شراكات مع شركة "غروب" الألمانية. وفي المعدات الثقيلة مع شركة "جون دير" الأمريكية، و"فولفو بنتا" السويدية، وكلها شركات عملاقة. وعندما دخلت مجال الاتصالات كانت بدايتي في "موبينيل" شبكة المحمول في مصر، وهي شراكة مع "فرانس تيليكوم" و"موتورولا" العالميتين. وحرصت على أن أكتسب من هذه الشركات العالمية الخبرة في مجال الهواتف المحمولة الذي كان مجالاً جديداً بالنسبة لنا هنا في الشرق الأوسط، وتعلم كل شيء منهما، وكذلك بالنسبة لطاقم العمل معي، بحيث استطعنا مع الوقت التفوق في هذا المجال واستكمال الانطلاق فيه في دول كثيرة. في البداية كنت دائماً مع شريك عالمي صاحب خبرة، ثم مع مرور الوقت أصبحنا نستطيع خوض المنافسة على رخص المحمول، وتشغيل الشبكات وحدنا، بل ومنافسة هذه الشركات العالمية والتفوق عليها في كثير من الأحيان.
* متى كانت نقطة التحول في حياتك؟
اليوم الذي قررت فيه، بعد الحصول على الخبرة، أن أنطلق منفرداً بشركة "أوراسكوم تيلكوم"، للحصول على رخص الهاتف المحمول في كثير من الدول. ومن بعدها وصلت بالشركة إلى العالمية، وإلى رأس مال سوقي سجل 19 مليار دولار في أعلى وقت للشركة.
* ما المستوى الدراسي الذي وصلت إليه؟
حصلت على البكالوريوس في الهندسة، والماجستير في الإدارة الفنية من جامعة المعهد الفدرالي للتكنولوجيا بزيورخ في سويسرا( (ETH.
* ترأست مجالس إدارات شركات مصرية وعالمية؛ حدثنا عنها، وما خططها اليوم؟
أترأس مجلس إدارة شركة "أوراسكوم للإعلام والتكنولوجيا"، ومقرّها في مصر، ومن قبلها "أوراسكوم تليكوم"، التي دمجناها مع شركة "فيمبلكوم" العالمية في 2010، ونحن نسعى الآن لتوسيع نشاط "أوراسكوم للاتصالات" لتشمل مجالات جديدة واعدة للاستثمار في مصر والمنطقة، منها الخدمات المالية، والطاقة الجديدة والمتجددة، والخدمات اللوجستية والنقل، والصناعات الزراعية. أما عالمياً، فأترأس "أو تي إم تي إنفست منتس" التي تملك عدداً من الأصول في مجال التكنولوجيا وإدارة المعلومات والمحتوى الرقمي والمجالات الجديدة، مثل الحوسبة السحابية في إيطاليا وإنجلترا وأمريكا وغيرها. كما أترأس شركة "لا مانشا" العالمية لإنتاج الذهب، وفي عام 2015، أتمت الشركة صفقتين متميزتين، حيث تحالفت مع شركة "إيفولوشن للتعدين"، لخلق ثاني أكبر منتج للذهب في استراليا، وتحالفت مع شركة "إنديفور للتعدين" لخلق ثالث أكبر شركة تعدين في إفريقيا. وهي المسهم الأكبر في مجلسي إدارتي الشركتين. كما استحوذنا على 53٪ من "يورونيوز"، القناة الإخبارية الأكثر مشاهدة في أوروبا، وواحدة من القنوات الرائدة في العالم، حيث تصل إلى 425 مليون منزل في 158 دولة بـ 13 لغة مختلفة. وبدأت "يورونيوز" هذا العام، تنفيذ مرحلة طال انتظارها من التحول التام، والانتقال إلى مقرّ جديد مطوّر بأحدث أنواع التكنولوجيا، لدفعها لدخول العصر الرقمي وتحفيز موجة من النموّ فيها.
* حدثنا عن برنامجك اليومي؟
أنا أستيقظ دائماً بين الساعة 6:30 و7:30 صباحاً، مهما كان الوقت الذي خلدت فيه إلى النوم، وأول ما أفعله صباحاً هو قراءة الجرائد، وتشغيل التليفزيون على القنوات الإخبارية العالمية مثل CNN , و CNBC. ثم أتناول وجبة الإفطار ثم أنزل إلى مكتبي في حدود الساعة 8:30 أو 9:00.
* هل أنت مركزي في العمل؟
نعم.
* هل توسعكم في مختلف المجالات يتم من خلال خطط مدروسة؟
نعم؛ لكن أحياناً تتاح لنا فرص لم تكن مخططاً لها. هذه ندرسها أسضاً، ونتحقق من جدواها.
* أين الترفيه في حياة نجيب ساويرس؟
الترفيه يشغل مساحة جيدة من حياتي، فأنا رجل معروف عني أني أهوى السهر والخروج، وحضور المباريات والأفلام والمعارض الفنية والعروض الفنية المختلفة.
* خلال هذه الفترة ما الذي أثر في شخصيتك؟
الصعوبات التي واجهتها في حياتي العملية، فلم يكن سهلاً على شخص مثلي لا تقف وراءه حكومة أو مؤسسات، أو أي قوى أخرى، في أزمات كبرى تعرضت لها، فكان لابدّ أن أواجه هذه الأزمات وأحلها بمفردي، ما كان له تأثير في زيادة الصلابة، وزيادة الإصرار، لكنّها لم تخلُ أيضاً من بعض الآلام والضيق.
* ما الذي استفدته من السفر والترحال في تلك الفترة؟
معرفتي بالثقافات والحضارات، وطباع الشعوب المختلفة، وكذلك فهمي لمشكلات العالم المتنوّعة.
* هل وصلت إلى النجاح الذي تتمناه ؟
نعم.
* هناك شخصيات خلف كل نجاح؛ من كان له تأثيرفي حياتك؟
الشخصيات التي أثرت فيّ وأدين لها، والدي ووالدتي. والدي تعلمت منه كل الصفات التي ذكرتها من قبل، وجعلتني ناجحاً في حياتي العملية، ووالدتي علّمتني الإيمان بالله الذي أتوكل عليه في كل ما أفعل ولذلك أنا لا أخاف أحداً، لأني أؤمن أن كل شيء يأتي بإذن الله وليس من صنع الانسان. كما علّمتني حب الناس والإحساس بهم، والضعيف خصوصاً.
* تحمّلت المسؤولية مبكرا كيف كان ذلك؟
كان هذا شيئاً في شخصيتي، فأنا دائماً كانت عندي صفات القيادة، وكان جميع أصدقائي يعتمدون عليّ، وكذلك إخوتي بصفتي الأخ الأكبر، كما كان والدي يلقي عليّ بمسؤوليات كثيرة، وكلّما كنت أؤديها بإتقان، كان يزيد المسؤوليات التي يحمّلني إياها.
* ما الذي كان يستهويك في فترة الشباب؟
الموسيقى والتاريخ والسياسة.
* ما الذي يساعد على صناعة النجاح؟ وكيف ترى واقع الشاب العربي؟
التعليم الجيد، والأسرة البارّة، والإيمان بالله سبحانه وتعالى، والحرص على رضاه. وضع الشاب العربي الآن سيّئ للغاية، فما يحدث في العالم العربي، يجعل الشباب في وضع صعب. دول قليلة جداً في المنطقة تتمتع بالاستقرار وفيها فرص للشباب، وحتى هذه الدول، في بعضها نسبة بطالة مرتفعة، مثل مصر، إذ لا يجد الشباب فرصة لتحقيق ذواتهم أو التفوق أو العمل.
* أنت رجل أعمال ناجح؛ كيف تستطيع التنسيق بين أعمالك المختلفة؟
الإدارة، وتوزيع المهام والمسؤوليات. لكن أهمّ عنصر هو أن يحيط الشخص نفسه بكوادر جيدة تعمل معه، فبهذا تحقق الشركات والمؤسّسات النجاح الحقيقي، وأنا دائماً كنت أهتم جداً باختيار أكفأ الناس للعمل معي.
* على ماذا يتوقف النجاح في عالم التجارة؟
على العناصر التي ذكرتها من قبل، يضاف إليها السمعة الجيدة، والالتزام، وحسن تقدير المخاطر.
* هل تمّ تأهيل الجيل الثاني من أبنائك في إدارة أعمالك ومشاريعك؟
أنا لا أتدخل في رغبات أبنائي، بل أتركهم يختارون ما يريدون للمستقبل، ولكن بعضهم قرر الذهاب إلى العمل الحر، وأنا طبعاً سعيد بذلك.
* ما الدول التي تفتتح بها مشاريعك ؟ وهل من عقبات وجدتها؟
أهم دولة خارج مصر هي إيطاليا، ولم أجد فيها أي عقبات، كما لديّ مشاريع في دول مختلفة، منها قبرص وأستراليا وغرينادا وكازاخستان ودول كثيرة في إفريقيا.
* ما المعوقات التي واجهتك خلال مسيرتك ؟ وكيف تغلبت عليها؟
واجهت معوقات كثيرة جداً، وتغلبت عليها بقوة الإرادة والإيمان بالله سبحانه وتعالى، والمواجهة، وعدم التنازل عن مبادئي أو حقوقي، واستخدام كل الطرق القانونية للدفاع عنهما.
* وكيف تتعامل مع الأزمات؟
تعوّدت على الأزمات، فأصبحت محصّناً ضد الصدمات، وأتعامل معها وأواجهها بشجاعة، وبسرعة، والسرعة في مواجهة الأزمات من العوامل المهمة جداً، لتداركها قبل أن تتفاقم.
* كيف تكسب ولاء الآخرين، لاسيّما العاملين معك؟
أعتقد أن هذه من أهمّ الصفات التي تتمتع بها شركتي، فالعاملون معي دائماً يشعرون بولائي لهم، خاصةً أني معروف عني أنني قد أتنازل عن حق لي، لكن لن أتنازل أبداً عن حق أحد العاملين معي، فهم دائماً يعلمون أن وراءهم من سوف يساندهم. وفي الأزمات تكون أولى أولوياتي هي الحفاظ على من يعملون معي والدفاع عن حقوقهم.
* عرف عنكم إسهامكم في الأعمال الخيرية ومساعدة الآخرين؛ حدثنا عن هذا المجال؟
أفضل عدم الحديث عنها. فمبدئي أن العمل هو الذي يتحدث عن نفسه.
* ما بين التجارة والاعمال الخيرية، أين أصدقاؤك ؟
أنا ألتقي أصدقائي مرتين أو ثلاثاً في الاسبوع.
* اليوم وأنت على رأس أثرياء العرب، ما فلسفلتك في العمل؟
الجدية، والأمانة، والإصرار، وأن أكون منصفاً تجاه شركائي أو من أتعامل معهم، فأنا لا أبرم صفقة ناجحة على حساب الطرف الآخر، أرى أن الصفقة الناجحة هي الصفقة التي يخرج منها الطرفان رابحين.
* خلال تتبع سيرتك الذاتية نجدك متربعاً على قائمة أثرياء مصر، ماذا تعنى لك هذي المسميات ؟
لا شيء؛ فالثراء ليس هدفاً في حد ذاته، بل النجاح هو الهدف.
* كيف ترى مستقبل اقتصادات الدول العربية ؟
لن تنمو اقتصادات الدول العربية، إلا بقيام سوق عربية مشتركة حقيقية، على غرار السوق الأوروبية، وليس كما تمّ حتى الآن من محاولات هزيلة فاشلة.
* كيف هي علاقتك مع حكام الدول العربية ورؤساء الدول ؟
ليس لديّ علاقات بحكام الدول العربية.
* بعض أثرياء العالم يتبرّعون بثرواتهم، هل لديك مثل هذا التوجه ؟
أنا أفضل التبرّع لمشكلات محددة، وأشرف عليهاً أيضاً؛ فالتبرع لا يكون مادياً فقط ولكن بالمجهود والإمكانات الإدارية والفكر.
* هل تملك طائرة خاصه ؟
نعم.
* هل تحققت طموحاتك ؟ ام لديك أمنيات ؟
طموحاتي فيما يخصّ العمل والنجاح تحققت. أمّا الأمنيات، فهناك ما لم يتحقق بعد، وهي أن أعمل عملاً إنسانياً كبيراً يتذكره الناس من بعدي.
* كم تصرف في الشهر ؟
لست سفيهاً في الصرف، ولست من دعاة التوفير الشديد أيضاً، ومعروف أنّني لست مسرفاً.
* ماذا عن الرياضة في حياتك ؟
صفر.
*كم تبلغ مجموعات شركاتكم ؟
شركاتنا كلها مدرجة بالبورصات العالمية، ومن السهل الوصول إلى قيمتها السوقية في أي وقت، حسب تغير قيم الأسواق.
* وكم موظفاً لديكم اليوم ؟
لم يتمّ إحصاء رسمي، لتشعب شركات مجموعة "أوراسكوم" التابعة لعائلة ساويرس، ولكني أعتقد أن العدد الإجمالي لكل الشركات قد يصل 40 ألف موظف.
* أبرز التحديات التى تواجه رجل الاعمال ؟
التعامل مع الحكومات والبيروقراطية.
* هل أنت مجازف في استثماراتك ؟
نعم.
* كم تصل ثروتك اليوم ؟ وهل فعلاً لا يعرف الاثرياء الرقم الحقيقي لثرواتهم ؟
لا أرغب في الإجابة عن هذا السؤال.
* ما بين إمبراطوريتك الاقتصادية وتوجهاتك الإعلامية ورغباتك السياسية،أين تجد نفسك اليوم؟
أجدني مشوّشاً. أي أنّني أشعر أن كل اتجاه يجذبني إليه.
* دخلت معترك العمل السياسي، حدثنا عن تجربة حزبك؟
دخلت المجال السيلسي بعد ثورة 25 يناير، لأنّي علمت أن الشباب الثوري الطاهر الذي قام بهذه الثورة، أراد أن يخرج من الصورة ويعود أدراجه بعد أن أطاح النظام السابق في مصر، وهو ما كنت أرى أنه خطر كبير عليها، لأنه بعد الإطاحة بالنظام، كان يجب تنظيم قوى سياسية تعمل على إرساء المبادئ الديمقراطية والعدالة الاجتماعية التي طالبت بها الثورة، فكان يجب استكمال المسيرة بممارسة العمل السياسي. ولكن الشباب لم يفعلوا ذلك.
كذلك رأيت أن القوى الوحيدة المنظمة في مصر، هم الإخوان المسلمون الذين كانوا ينظمون صفوفهم منذ ثمانين عاماً. وكنت أعرف أنه يجب أن تنشأ أحزاب سياسية مدنية وليبرالية تتصدى لتوجّههم بالاستيلاء على حكم مصر، ورأينا فيما بعد ما كانوا يحيكونه للبلاد. فأسّست حزب "المصريين الأحرار"، ليكون قائماً على مفاهيم الاقتصاد الحرّ الذي يراعي البعد الاجتماعي، على غرار النموذج الألماني الغربي، ويناصر مبادئ الديمقراطية والتعددية.
وخاض الحزب الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وحقّق نتائج جيدة جداً وحصل على أكبر كتلة برلمانية لحزب سياسي في البرلمان الحالي.
* حدثنا عن تجربتك في الاعلام، وكيف ترى مستقبله؟
دخلت مجال الإعلام أولاً في مصر بإنشاء قناة "أون تي في" التي أفخر أنها كانت القناة صاحبة الصوت الحرّ، وكان لها دور تاريخي في ثورة 25 يناير، إذ انفردت بالتغطية، ولم تنحنِ لبطش النظام أو تهديداته. وأكملت ذلك بثورة 30 يونيو. لكن بعتها مؤخراً لاعتبارات إقتصادية، وكذلك بعد أن أتتني من ورائها مشكلات أثرت سلبياً في حياتي، وأتعبتني.
فلم يكن أحد راضياً عما تقدمه القناة، سواء قوى ثورة 25 يناير أو من يطلق عليهم الفلول أو المحافظون أو الإصلاحيون أو الحكومة أو المعارضة، كلهم على حد سواء تحولوا الى نقاد لا يعجبهم ولا يرضيهم أي شيء، وانهال عليّ العتاب واللوم والشكوى من كل الاتجاهات، فضلاً عن صعوبة التعامل مع الإعلاميين، على الرغم من حبي لهم.
وذكرت سابقاً أنني أستحوذ على 51% من قناة "يورونيوز"، وأنا متفائل بأنها سوف تحقق نمواً كبيراً بعد عملية التطوير التي تقوم بها الآن.
وأرى أن الإعلام سوف يتحول إلى رقمي، وسوف ينتهي الإعلام التقليدي كما نعرفه اليوم.
* أعلنت نيّتك شراء جزيرة إيطالية أو يونانية، وإعلان استقلالها "لإقامة بلد جديد" يحتضن المهاجرين الهاربين من سوريا ودول تشهد نزاعات، أين وصلت في تلك الخطوة ؟
أنا جادّ جداً في هذا العرض، إذ إنّني أردت أن أفعل شيئاً لمساعدة هؤلاء المساكين الذين يشرّدون وعائلاتهم، ويقاسون ظروفاً صعبة جداً، وأحياناً تودي بحياتهم. أو يعانون معاملة غير آدمية على بعض الحدود، ولقد عرضت فكرتي على رئيس وزراء اليونان، وقلت له إنني بالفعل بحثت ووجدت عدداً من الجزر معروضة للبيع، وملائمة للغرض، وعرضتها على الحكومة اليونانية، لتحدّد جزيرة أو جزيرتين تراهما مناسبتين، وتكون مستعدّة للرقابة على الحدود وإصدار التأشيرات أو الموافقات لإيواء هؤلاء اللاجئين. فأنا لم تكن فكرتي إقامة بلد جديد كما ذكرتم، ولكن هذه الجزيرة سوف تكون تحت سيادة الدولة التابعة لها (إيطاليا أو اليونان). ووجودهم على الجزيرة لن يشكل أي عبء على اقتصاد الدولة التي سوف تسمح لي بشراء جزيرة من جزرها، فأنا مستعدّ لتكفل جميع احتياجات إنشاء مجتمع متكامل، يضمن العيش الكريم لهؤلاء الناس.
* اليوم بعد أن جمعت تلك الثروة ما الرقم الذي تريد أن تصل إلية ؟
بعد ما تعرضت له في الجزائر وأزمتي هناك، لم يعد لديّ أي رقم معين أريد أن أصل له، وأنا سعيد بما أنعم الله به عليّ.
* "لكي تكون رجل أعمال لابدّ أن يكون لديك عضلات، فهدف كل بيروقراطي أن يوقفك. النصيحة أن تكافح في دولة فيها الكثير من العوائق". كان هذا تصريحاً شهيراً لك؛ كيف تجاوزت تلك العوائق؟
بالكفاح والإصرار.
* ماذا قدّمتم للمواطن المصري في مجال المسؤولية الاجتماعية ؟
خلق فرص عمل كثيرة، كما أن مؤسسة "ساويرس للتنمية الاجتماعية"، وأعمالها ونشاطاتها معروفة، ويمكن الاطلاع عليها كلها على موقعها على الإنترنت.
* كيف ترى واقع الاقتصاد المصري والاقتصاد العالمي بشكل عام ؟
الاقتصاد المصري اليوم يواجه تحدّياً كبيراً، نتيجة لنقص موارد السياحة وعدم قدرة الحكومات المتعاقبة على القضاء على البيروقراطية التي تمثل عائقاً كبيراً للاستثمار والنموّ الاقتصادي. أما الاقتصاد العالمي، فمازال مهزوزاً وهشّاً، ويمكن أن يقع في أزمات كبرى في أي وقت.
* كيف تنظر للاتفاقيات وصندوق الاستثمار المصري السعودي مؤخراً ؟
العبرة بالتنفيذ؛ أنا معروف أنّني من دعاة التلاحم المصري السعودي الإماراتي. وأعتقد ان هذه الدول الثلاث يمكن أن تكون هي صمام الأمان في الفترة القادمة، خاصة في ظل ما تتعرض له المنطقة من تحديات، وخاصة من المحور الجديد؛ الإيراني - الأمريكي الذي اتّضح لنا، أن لديه خططاً لا نرحب بها.