العطّارة العالمية أماندين ماري لـ "الرجل" : قد أحتاج إلى عام لأبدع عطراً
أماندين ماري
أماندين ماري، الفخامة الصافية والنبيلة، الأصالة والأناقة الراقية، الرهافة الإيطالية ، هو ما يبحث عنه المميّزون في عطورهم. تقول ذلك العطّارة العالمية أماندين ماري في حديثها إلى "الرجل " "إن اختيار المواد الأولية الأعلى حصرية، يجعل العطور مميزة جداً. ماري أخدتنا الى مختبرها وكشفت لنا عن تركيبة عطرها الجديد من بوتيغا فانيتا:
* كيف بدأ شغفك بالعطور؟
لديّ شغف بالعطور منذ أن كنت طفلة. كانت والدتي تعمل في دار عالمية للعطور، وكنت أمضي ساعات في الجلوس بقربها في مختبرها، أتعلم، وألمس المواد الأولية وأتحسّسها. يبدو أن ابتكار العطور يسري في دمي. أما مسيرتي المهنية فقد انطلقت "رسمياً" في 2001، وكنت مسرورة بالانضمام إلى "فيرمينيش" (Firmenich) في 2011.
* ما سرّ ابتكار عطر جيّد؟
هنا شيء أبعد من المتطلبات التقنية الضرورية، من القوة والانتشار، فضلاً عن افضل توازن بين النفحة العلوية، والقلب والقاعدة. أنا أبحث بشكل متواصل عن شيء جميل، التناغم المثالي لكل قصة عطرية أكتبها. وظيفتي تشبه عمل الباحث، وفي بعض الأحيان يكون صعباً التحديد عند أية نقطة قد وصلت بهدفي.
* ما مصادر إلهامك؟
المواد الأولية، أولاً وأهم شيء. أحب خصوصاً جلسات التقييم التي تُقدَّم لنا خلالها مستويات جديدة للجودة أو حتى مكوّنات جديدة. أنا أحلم بنغمات جديدة، وتركيبات جديدة. مخيّلتي لا تعرف حدوداً. ثم يمكنني القول إن لقاء فنانين جدد، سواء كانوا مصممي أزياء أو مديري إبداع فني، والدخول إلى عالمهم ومشاركة الأفكار معهم أمر محفز جداً.
* ما النّفحات أو المواد الأولية تفضّلين العمل بها؟
الورود هي المكوّن الأكثر روعة. وحدها الوردة تستطيع أن تعطي مثل هذا التعدّد في الأوجه وهذا الكمّ الكبير من التنوّع. لم يتوقف قطّ صانعو العطور عن استكشاف الوردة، وأشك في أنهم سيتوقفون يوماً. تتمتّع الورود بكل المزايا التي يمكن توقعها في عطر، وهي نفسها أكثر أنواع العطور تعقيداً. وبصورة قاطعة، أحب السيبريول أيضاً، وهو خشب يتمتع بمزايا البتشولي مع لمسة عصرية. إنه رطب قليلاً، مائي تقريباً ويعزز التباينات بين الانتعاش والجاذبية.
* ما مصادر الإلهام لديك لابتكار هذا العطر؟ هلاّ أخبرتِنا عن العملية الإبداعية؟
الطريقة التي تعمل بها بوتيغا فينيتا مع الجلد، وانتعاش الغابات مع كل طاقة الروائح العطرة القوية من العرعر، والمريمية (sage)، الصنوبر وأرقى الحمضيات. تباين ذكي بين الانتعاش والجاذبية.
* ما مدة العمل التي تطلبها ابتكار عطر جديد من دار بوتيغا فانيتا ؟
سنة واحدة.
* كيف تصفين عطر Pour Homme Essence Aromatique؟
ماء كولونيا عطرة ومنعشة ترتكز على بنية خشبية صلبة، تُبرز قوة تأثير الدفعات.
* أخبرينا عن أوجه الاختلاف والتكامل بين عطر Pour Homme Essence Aromatique وعطر Essence Aromatique fragrance للنساء؟
يتشارك كِلا Essences Aromatique الميل نحو أكثر المواد الأولية رهافة وأناقة. يدور تطوير كلاهما حول الجلد، أو، أكثر تحديداً، السويد والنفحات الخشبية العطرية.
تطيل البهارات الباردة التأثيرات العطرية المنعشة للنسخة الرجالية، في حين تكمل البهارات الدافئة حدة النسخة النسائية. تُبرز أوجه الفانيلا وزهور الورود والسوسن اللمسة النسائية.
* نودّ أن نعرف المزيد عن القصد بأن تكون عطور EssenceAromatique ماء كولونيا بدلاً من ماء بارفان أو ماء تواليت. ما معنى هذا من حيث اختلاف التركيبات، تكوين العطر والتطبيق؟
يقف Aromatique Essences في مكان ما بين الكولونيا، "شيبر" الحمضيات وكولونيا العنبر. هنا، تنقص براعم زهور البرتقال من الهيكلية الرسمية للكولونيا، لكن كمية الحمضيات التي تميّز هذه العائلة، توفر إحساساً قوياً بالانتعاش، وتسهم في تراثها كعبير كلاسيكي. أما العنبر فهو اللمسة الأخيرة المهيمنة التي تزيد الأخشاب الجافة والناعمة من عظمتها.
* إلى أية عائلة عطرية ينتمي هذا العطر؟
إلى العائلة العطرية الخشبية، من الحمضيات.
* اذا ما خلطتك السرية ؟
البرغموت، والصنوبر، والجلد والعنبر. يدور بناء Pour Homme EssenceAromatique حول هذه المكونات الرئيسة الأربعة.
النفحات العليا هي جرعة سخية من البرغموت، التي يتبعها نغمات حادة من المريمية (sage)، مع لمسة من "الميرابيل" (mirabelle) لإضفاء القليل من الطابع العصري إليها.
يتمّ إبراز تأثير دفقات الكولونيا عبر الصنوبر السيبيري، الذي تميل نغماته القوية، المنعشة جداً والريفية إلى العرعر. توفر لمسة من السويد مقدمة شاعرية وغنية لخشب الصندل مع المسك والعنبر الأبيض.
*. بالنسبة لك، أي نوع من الرجولة يمثل هذا العطر؟ هل هناك من رجل يمكنك أن تتخيليه يضعه؟
الأسلوب الإيطالي ذو الأناقة المطلقة. يمكن وضع أرقى المواد الأولية بشكل طبيعي تماماً.
*. هل قمت بأية مجازفة في ابتكار هذا العطر؟ هل هناك من مكونات غير اعتيادية أو نادرة؟
كان ابتكار عطر يجب أن يحافظ الانتعاش فيه على قوته، على الرغم من النفحات الشرقية ويكون بتميّز العنبر نفسه، وخشب الصندل هو حركة جريئة بحد ذاته. كان ضرورياً إضفاء الانتعاش من النفحات العليا وصولاً إلى القاعدة لكي يثببت إلى أطول مدة ممكنة وليطيل تأثير الدفعات، إلى أن يتطور العطر إلى جاذبية أنيقة. أما اختيار الصنوبر فهو كذلك غير اعتيادي وحديث نوعاً ما. كان انتعاشه ضرورياً لكي يأتي بعد الحمضيات ويتَّحد بشكل مثالي مع النفحات العطرية.