الهندي الذي حول 8 دولارات الى مليارات في ابوظبي
الرجل –دبي:
قبل 43 عام وصل شاب هندي الى الامارات باحثاً عن فرصة عمل تعينه على اتمام حياته كباقي اقرانه ، و كحال العمالة الوافدة كانت تنتظره تحديات عديدة ، من البحث عن عمل الى تغطية النفقات اليومية ، فالاعتياد على حرار الصيف ، وصولا الى العيش في سكن مشترك مع اخرين ، اضف الى ذلك انه في ذلك الوقت كان جل ما يحمله الشاب 8 دولارات امريكية فقط لا غير ، مرت الايام لكنها لم تكن عادية حتى اصبحنا ابناء اليوم وتحول الدولارات الثماني الى مليار دولار امريكي ، نتحدث هنا عن رجل الاعمال الهندي المقيم في الامارات بي ار شيتي الذي اصبح نجم قصص النجاح في ايامنا هذه ، ومالك لشركة من اهم الشركات في المنطقة وربما العالم .
يقول الدكتور بي آر شيتي: “كان يوم 3 مايو 1973 يوماً لا ينسى في حياتي عندما وصلت إلى أبوظبي على متن رحلة للخطوط الجوية الهندية وأنا أبلغ من العمر 19 عاماً ولا أحمل معي أكثر من 8 دولار، وكان يوماً تقليدياً في الإمارات من حيث حرارة الصيف، ولم أكن أحمل معي أي أمتعة من بلادي”.
وبحسب صحيفة خليج تايمز التي تناولت قصة وافد هندي وصل إلى الإمارات في السبعينات من القرن الماضي وهو يحمل مبلغاً لا يتجاوز 8 دولار، واليوم أصبح واحداً من أهم رجال الأعمال في الإمارات بل وفي العالم ، استأجر شيتي بيتاً قديماً في منطقة مدينة زايد برفقة 4 أشخاص، وفي الظروف الجوية القاسية بأبوظبي كان الحصول على مروحة نعمة كبيرة، حيث لم تكن مكيفات الهواء والثلاجات قد وصلت إلى البلاد في ذلك الوقت.
وعانى شيتي حياة قاسية بسبب الطقس الحار والرطب، وكان عليه المشي لمسافات طويلة على الطرقات الترابية بحثاً عن وظيفة، وحاول أن يجد وظيفة في مجال الصيدلة بالقطاع الحكومي، إلا أن عدم إلمامه باللغة العربية جعل فرصه محدودة، وعلى مدى شهر كامل تقدم إلى العديد من الشركات بسيرته الذاتية دون جدوى.
وبعد شهر من البحث، حصل شيتي على وظيفة لها علاقة بالمستحضرات الصيدلانية ومواد التجميل في أبوظبي، وكان أول رجل مبيعات في الهواء الطلق يقوم بالتجول على المتاجر والمخازن العامة لتسليم البضائع، وحصل على 500 درهم كأول راتب له أرسل جزءاً كبيراً منها لوالدته لتسديد دفعة من ديون العائلة.
وفي غضون أشهر قليلة، تعرف شيتي على أسواق أبوظبي واكتسب مهارات كبيرة في خدمة العملاء وأسلوب العمل كمندوب مبيعات، واحتاج إلى 18 شهراً ليسدد كامل الديون التي اقترضتها أسرته للإنفاق على حفل زفاف شقيقته وتمويل حملته الانتخابية لمنصب نائب رئيس مجلس بلدي في بلدة أودوبي بولاية كارناكاتا الهندية.
وفي عام 1975، وبوحي من رؤية الشيخ زايد رحمه الله لتقديم أفضل مرافق للرعاية الصحية للمواطنين والمقيمين في الإمارات، خطرت للسيد شيتي فكرة إنشاء عيادة وصيدلية في شقة من غرفتين في منطقة مدينة زايد. وبدأ المركز الطبي الجديد بطبيب وطبيب أسنان ومختبر لعلم الأمراض مجهز بالكامل. وكان المركز فريداً من نوعه في ذلك الوقت.
وسرعان ما توسعت أعمال السيد شيتي لتنطلق من الإمارات إلى 10 دول في العالم، و الشركة التي أسسها عام 1975 مدرجة في الوقت الحالي في بورصة بلندن وقيمتها السوقية تصل إلى حوالي 2.7 مليار دولار، كما أنشأ في عام 1980 مركز الإمارات للصرافة الذي يعد واحداً من أكبر الشركات العاملة في مجال تحويل الأموال في الإمارات، حيث تشير الإحصائيات إلى أن الشركة حولت ما قيمته 26 مليار دولار في العام الماضي 2014. وفي عام 2003 غامر شيتي بإنشاء شركة نيوفارما التي قدرت قيمتها السوقية بحوالي 2 مليار دولار خلال العام الحالي 2015.