لماذا أثار ملياردير الكيماويات الكثير من الجدل بعد نيته مغادرة بريطانيا والعيش في موناكو؟
عقب كشف تقارير إعلامية عن اتجاهه لمغادرة المملكة المتحدة من أجل العيش في موناكو، أثار مؤسس ورئيس شركة إنيوس العملاقة للكيماويات الملياردير البريطاني "جيم راتكليف" كثيرًا من اللغط والجدل كونه كان داعمًا كبيرًا لحملة "بريكست".
تشن تيانكياو أول ملياردير في سن الثلاثين في عالم الإنترنت
سيطرة حكيمة
ووفقا لتقرير لـصحيفة "بلومبرج" فقد كان راتكليف صعد إلى صدارة قائمة أكبر أغنياء بريطانيا بسبب نجاح إنيوس التي حققت 6.6 مليار دولار من الأرباح -قبل خصم الضرائب والفوائد والإهلاكات ومخصصات استهلاك الدين- في عام 2017، بعدما سجلت مبيعات قدرها 60 مليار دولار، وذلك بفضل الطلب القوي والسيطرة الحكيمة على التكاليف.
"راتكليف" البالغ من العمر 65 عامًا يسعى إلى الدخول إلى عالم السيارات عبر تطوير سيارة دفع رباعي تخلف مركبة "لاند روفر دفيندر" التي توقفت "جاكور لاند روفر" عن تصنيعها عام 2014، علاوة على اقتناص مجموعة من الأصول المميزة، مثل صانع ملابس الدرجات النارية الشهير "بيلستاف"، وناد سويسري لكرة القدم ومتنزه للسفاري، كما أشارت تقارير إلى رغبته في شراء نادي تشيلسي الإنجليزي لكرة القدم.
إيلون ماسك اعترف أنه «منهار».. فما الذي يمكن تعلمه من تجربته؟
شخصية معقدة
على رغم تصدره لقائمة أغنى رجال المملكة المتحدة متفوقا على عدد قياسي من المليارديرات الذين يعيشون في بريطانيا ويبلغ عددهم 145 شخصا. إلا أن "راتكليف" اشتهر بالغموض وشخصيته المعقدة، تمامًا كشركته الأنجلو- سويسرية المحاطة بسياج من الانطوائية والتكتم، ومع ذلك، فإن الطريقة التي جعلته أغنى رجل في بريطانيا لم تعد سرية بعد الآن، أو على الأقل جزء كبير منها لم يعد كذلك.
بدأ رجل الأعمال جيم راتكليف الذي حياته من الفقر بلا مأوى إلى قمة الثراء والسر في ذلك أنه كان يتقد بالتحدي، حيث كان والد راتكليف يعمل كنجار في مصنع متخصص في صنع أثاث المختبرات، في حين كانت والدته تعمل في مكتب للمحاسبة.
تلقى راتلكيف تعليمه الإعدادي والثانوي في مدرسة بيفرلي غرامر، وبعد ذلك تخصص في الهندسة الكيميائية بجامعة برمنغهام، وعقب ذلك حصل على ماجستير في إدارة الأعمال من كلية لندن للأعمال ثم عمل في وقت لاحق في مجال التمويل المغامر كرائد أعمال في عام 1992 عندما كان يبلغ من العمر 40 عامًا، وأسس شركة "إنيوس قبل 20 عامًا فقط من الآن.
لاعب كبير في قطاع البتروكيماويات
عمل راتكليف على توسيع أعماله عن طريق شراء الأصول البتروكيماوية غير المألوفة التي سعت شركات النفط والكيماويات الكبرى للتخلص منها، وعن طريق خفض التكاليف الثابتة، سرعان ما حقق معظمها الكثير من المال، ما سمح للرجل بإعادة تمويل القروض.
نجح "راتكليف" في إقناع البنوك بإقراضه مبالغ طائلة مقابل أصول "إنيوس" لاستخدامها في المزيد من الصفقات، التي كانت أهمها الاستحواذ على "إنوفين" للبتروكيماويات التابعة لـ"بي بي" مقابل 9 مليارات دولار عام 2005، وقد ساهمت هذه الصفقة في جعل "إنيوس" لاعبًا كبيرًا في قطاعها.
جينا رينهارت.. أغنى مواطنة في أستراليا
رفض الاستسلام للفشل
ومع خطورة الأزمة المالية رفض "راتكليف" أن يستسلم وظل يقاوم حتى عبر بالشركة إلى بر الأمان،
وباتت "إنيوس" التي تدار من قبل فريق صغير مكون من 40 شخصًا في مقر الشركة في نايتسبريدج في لندن، تملك ما يقرب من 20 ألف عامل في أكثر من 30 وحدة للكيماويات والنفط والغاز.
ويعد راتكليف أول شخص مولود في المملكة المتحدة يتصدر قائمة الأثرياء، منذ دوق وستمنستر الذي تصدر القائمة عام 2003. كما أنه من مؤيدي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وقال عام 2015 "إن المملكة المتحدة يمكن أن تزدهر خارج الاتحاد الأوروبي، وإن البريطانيين قادرون تماما على إدارة أمورهم ولا يحتاجون إلى بروكسل لتخبرهم كيف يديرونها". وأضاف حينها "أنا لا أؤمن بمفهوم الولايات المتحدة الأوروبية، إنه غير قابل للتطبيق".