كيفية رمي الجمرات في الحج
لطالما تميزت فريضة الحج عن باقي الفرائض والعبادات بمجموعةً من المناسك والأعمال التي فيها يستذكر المسلم ما جرى مع نبي الله إبراهيم عليه السلام عندما أمره الله بذبحِ ابنه إسماعيل؛ فعرض عليه الشيطان ألا يذبح ابنه إسماعيل، كي لا يُطيع الله تعالى، لكن إبراهيم عليه السلام عصى الشيطان وامتثل لأمره، فافتدى الله تعالى إسماعيل بذبحٍ عظيم.
تعرف على ملخص صفة الحج بالشرح الفقهي
أول من رمي الجمرات
وقد ذكر أهل العلم أن الحكمة من رمي الجمرات هي إهانة الشيطان وإذلاله وإرغامه وإظهار مخالفته حيث ورد في الأحاديث النبوية الشريفة: (أنَّ جبريلَ ذهب بإبراهيمَ إلى جمرةِ العقبةِ فعرض لهُ الشيطانُ فرماهُ بسبعِ حصياتٍ فساخ ثم أتى الجمرةَ الوسطى فعرض لهُ الشيطانُ فرماهُ بسبعِ حصياتٍ فساخ ثم أتى الجمرةَ القصوى فعرض لهُ الشيطانُ فرماهُ بسبعِ حصياتٍ فساخ فلمَّا أراد إبراهيمُ أن يذبحَ ابنَهُ إسماعيل قال لأبيهِ : يا أبتِ أوثقني لا أضطربُ فينتضحُ عليك من دمي إذا ذبحتني فشُدَّهُ فلمَّا أخذ الشفرةَ فأراد أن يذبحَهُ نُودِيَ من خلفِهِ: (أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا).
ما هي مبطلات الحج وكفارتها؟
حكمة رمي الجمرات
وجاء في فتوى لابن باز مفتي المملكة العربية السابق: "على المسلم طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم واتباع الشرع، وإن لم يعرف الحكمة، فالله أمرنا أن نتبع ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وأن نتبع كتابه".
وأضاف ابن باز: "إن الله جل وعلا وله الحكمة البالغة والحجة الدامغة شرع للمسلمين رمي الجمار في الحج، تأسياً بنبيهم لأنه لما حج حجة الوداع رمى الجمار يوم العيد، بسبع حصوات رمى جمرة العقبة فقط، يعني الجمرة التي تلي مكة، بسبع حصوات يكبر مع كل حصاة، ثم رمى الجمار في الأيام الأخيرة، في الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر، رماها بعد الزوال، كل واحدة رماها بسبع حصوات، يكبر مع كل حصاة، ويقول -عليه الصلاة والسلام- عند أداء المناسك : (خذوا عني مناسككم)، وهو ما يعني أنه يأمر الأمة بأن يتعلموا منه، وأن يعملوا بما يشاهدون من عمله -عليه الصلاة والسلام- وما يسمعون من قوله".
ما هي شروط الحج عن الغير؟
طريقة رمي الجمرات
ومن المعروف أن رمي الجمرات يبدأ منذ صبيحة اليوم العاشر من ذي الحجة، أي يوم النحر وهو أول أيام عيد الأضحى المبارك. وهي تشتمل على سبعين حصاة، لمن استكمل الرمي في الأيام الأربعة فرمى يوم العيد سبع حصوات بعد ارتفاع الشمس إلى غروب الشمس كله محل رمي يكبر مع كل حصاة لرمي الجمرة الكبرى التي تلي مكة، وهي جمرة العقبة، وإن رماها في الليل بعد نصف الليل أجزأ ذلك، ولا سيما للضعفاء والعجزة، أما الأقوياء فالسنة لهم أن يكون رميهم مثلما رماها النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد ارتفاع الشمس ضحى، وإن رماها بعد الظهر أو بعد العصر فلا حرج، ويجوز على الصحيح، أن يرمي بعد الغروب – أيضا - تلك الليلة لمن لم يرم في النهار، إلى آخر الليل.
أما الأيام الأخرى الثلاثة وهي أيام التشريق فإنها ترمى بعد الزوال، كما رماها النبي - عليه الصلاة والسلام- ولا يجوز رميها قبل الزوال؛ لأن ذلك خلاف الشرع المطهر، ويرميها المسلمون بعد الزوال إلى غروب الشمس، ومن لم يتيسر له ذلك، من عجز عن ذلك أو شغل عن ذلك، جاز رميه لها بعد الغروب تلك الليلة في اليوم الذي غربت شمسه في أصح قولي العلماء؛ لأنها حالة حاجة وضرورة ولا سيما عند كثرة الحجيج، فإن الوقت لا يسع لهم ما بين الزوال إلى غروب الشمس، ولهذا جاز على الصحيح أن ترمى بعد غروب الشمس لمن لم يتيسر له الرمي بعد الزوال في ذلك اليوم، يعني اليوم الذي غابت شمسه يرمي فيه بعد الغروب.
دعاء رمي الجمرات
وفي كل رميةٍ للجمرات على الحاج أن يُكبّر وهو يرمي الحُصيّات وهو يقول: “الله أكبر”، ومن ثم يرمي في كل يومٍ من أيام العيد وهي أيام التشريق سبع جمرات، وتوافق أيام الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة، وذلك في موقع الرمي المخصص.