كيف انتشل ستيف جوبز آبل من وضعها المالي المذري لتصبح الأعلى قيمة سوقية في العالم؟
حسمت "آبل" السباق نحو التريليون لصالحها بعد منافسة من "أمازون" و"ألفابت " بعدما ارتفعت سهم آبل بنسبة 3% إثر إغلاقه في جلسة الخميس عند 207.4 دولار، وهو ما يعد مستوى قياسيًّا جديدًا دفع القيمة السوقية للشركة إلى أعلى تريليون دولار للمرة الأولى في تاريخها.
تأثير العبقري
ولا يمكن إخفاء تأثير العبقري ستيف جوبز عملاق التكنولوجيا والمدير التنفيذي لشركة أبل على ما على هذا الإنجاز الذي حققته الشركة بوصولها إلى أعلى تريليون دولار للمرة الأولى في تاريخها بفضل الابتكارات التي قامت بها أبل في عهده والتي لامست من خلالها مختلف نواحي الحياة بدءا بأجهزة الكمبيوتر المحمول، مرورا بالأيفون، واجهزة الموسيقى، والافلام، وصولا الى الأيباد وانظمة التشغيل.
وكشف تقرير نشرته "بيزنس إنسايدر" حجم الجهود التي بذلها المدير التنفيذي الراحل لإنقاذ الشركة بعد أن تعرضت لكارثة شديدة بعدما بات الوضع المالي لـ"آبل" مذريا عام 1997 لدرجة أن المدير التنفيذي ومؤسس شركة "دل " "مايكل دل" صرح وقتها بأنه لو أنه في مكان "جوبز"، لأغلق "آبل" وأعاد المال إلى المساهمين بيد أن "جوبز" أعلن عام 1998 أن "آبل" أخيرا عادت لتحقيق الأرباح مجددا بفضل منتجاتها وبدعم من "مايكروسوفت".
تعرف على أغنى وأفقر دول شبه القارة الهندية
خلف الكواليس
وعلى رغم أن"جوبز" عين في نفس العام "تيم كوك" لقيادة عمليات "آبل" العالمية إلا أنه ظل خلف الكواليس يحدث تغييرات جذرية من خلال موظفي "آبل" وكان حريصا على توفير سبل الترفيه والراحة لهم مثل الكافيتيريا وتحسين الوجبات الغذائية من أجل التركيز، وبعد عام من استثمارات "مايكروسوفت"، طرحت "آبل" حاسوب "آي ماك" وبعد خمسة أشهر فقط من طرحه باعت "آبل" منه 800 ألف وحدة
وفي عام 2001 اتخذت آبل خطوة هامة عندما أصدرت "ماك أو إس إكس" وهو تصميم بني على تكنولوجيا "يونيكس" و"بي إس دي" فبدأت الأمور تتحسن وتتطور سريعا، وافتتحت "آبل" أول متجر تجزئة تابع لها عام 2001 في "فرجينيا" وكاليفورنيا وفي نفس العام، اتخذت "آبل" خطواتها الأولى بعيدا عن "ماك" من خلال مشغل الموسيقى "آيبود" الذي كان قادرا على استيعاب ألف أغنية رقمية يمكن الاحتفاظ بها في جهاز يوضع في الجيب، وفي عام 2003، فتحت "آبل" متجر الموسيقى "آي تيونز" .
كيف استغلت هذه الدولة برنامج المواطنة في جذب الاستثمارات؟
النجاحات تتوالى
وتوالت نجاحات "آبل" وفي غضون 6 سنوات فقط، أصبحت لاعبا رئيسيا في القطاع التكنولوجي وقفز سهمها في الفترة بين عامي 2003 و2006 من 6 دولارات إلى 80 دولارا، بمرور السنوات، كان على "جوبز" دراسة تغيير تصميمات منتجات "آبل" والعمل على تطوير شاشة تعمل باللمس، وفي 2004، تم إطلاق مشروع "بروجمت بيربل" تحت إشرافه لإنتاج شاشة تعمل باللمس، وفي عام 2005، قدمت "موتورولا" جوالا تحت اسم "ROKR" بالتعاون مع "آبل"، وكان أول جوال يمكنه تشغيل موسيقى من متجر "آيتيونز".
وفي عام 2006، اتخذ "جوبز" خطوة جوهرية ربما كانت السبب في إنقاذ "ماك" من خلال طرح "ماك بوك برو" بجانب نسخة "آي ماك" جديدة وكلتاهما زودتا بمعالجات "إنتل" وفي نفس العام افتتحت "آبل" متجرا جديدا في "مانهاتن" كما كان هذا العام بمثابة انتصار شخصي لـ"جوبز" حيث بعث برسالة عبر البريد الإلكتروني لجميع الموظفين في "آبل" قائلا: "فريق العمل. يبدو أن (مايكل دل) لا يجيد التكهنات أو التنبؤ بالمستقبل، فعلى أساس إغلاق السهم، أصبحت (آبل) أعلى قيمة من (دل)، ربما يهبط أو يرتفع السهم غدا، لكنني رأيت أن هذه اللحظة فارقة".
سنوات من التكهنات
وفي يناير عام 2007 وبعد سنوات من التكهنات، كشف "جوبز" رسميا عن "آيفون" وجمع بين مزايا "آيبود" من حيث تشغيل الموسيقى وشاشة اللمس
وقد كان وقع "آيفون" على مسامع السوق قويا للغاية حيث باعت "آبل" مليون وحدة في غضون 74 يوما فقط من إطلاقه وفي عام 2008، أطلقت "آبل" أول تحديث كبير لـ"آيفون" من خلال "آيفون 3 جي إس" التي تميز بدعمها للشبكات السريعة، ولكن التغير الأكبر كان من خلال إطلاق "متجر آبل" للتطبيقات.
ومع إصابته بالسرطان بدأت صحة "جوبز" في تدهور وفي عام 2009، تولى "تيم كوك" منصب المدير التنفيذي بشكل مؤقت بعد أن حصل "جوبز" على إجازة مرضية للمرة الأولى، وفي عام 2010، اطلق "جوبز" أخيرا الحاسوب اللوحي "آيباد" وكان آخر ظهور علني لـ"جوبز" في يونيو عام 2011 عندما اقترح إنشاء مقر جديد لـ"آبل" والذي افتتح عام 2017 واتخذ شكل سفينة فضائية وتكلف خمسة مليارات دولار.
كيف تجمع معلومات حول الشركة التي ستتقدم للحصول على وظيفة فيها قبل موعد مقابلتك الشخصيّة؟
تنحي جوبز
وفي الرابع والعشرين من أغسطس عام 2011 تنحى جوبز عن منصب المدير التنفيذي بعد تدهور حالته الصحية وانتشار السرطان في جسده، وبعد ذلك بفترة قصيرة، أُعلن عن وفاته في الخامس من أكتوبر من نفس العام، وهو ما يعني أنه عمل لآخر يوم في حياته في آبل التي واصلت نموها بشكل مبهر تحت قيادته حتى بلغت القيمة السوقية لعملاق التكنولوجيا الأمريكي الخميس الماضي، تريليون دولار لتصبح أول شركة في التاريخ تبلغ هذا المستوى القياسي، متجاوزة شركة "أمازون"، التي نافستها على اللقب.