ما هي مبطلات الحج وكفارتها؟
على رغم أن فرصة أداء فريضة الحج لا تأتي للمسلم إلا مرة واحدة في حياته، إلا أن هناك بعض الحجاج قد يضيع هذه الفرصة على نفسه بفعله عددا من الأشياء التي تفسد وتبطل حجه وفقا لقوله تعالى (فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ) ولذلك فإن المسلم وهو يؤدي هذه العبادة يجب أن يدقق في شروط وأركان الحج وأن يكون حريصاً على سلامتها من الشوائب والمنغصات بله المفسدات والمبطلات حتى يرجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه، اقتداءً بقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: “من حج، فلم يرفث ولم يفسق، رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه".
ما هي شروط الحج عن الغير؟
أنواع مبطلات الحج
ولا شك أن مفسدات الحج نوعان مفسدات تفسد الحج وتبطله؛ لأنها منافية للصحة. ومفسدات لا تنافي الصحة لكنها تنافي القبول ففيما يخص القسم الاول هناك مفسدات تروك ومفسدات أفعال، أما التروك فهي تتمثل في ترك الأركان كلها أو ترك ركن منها على اختلاف نقصاً أو زيادة، ما الأفعال المفسدة فهي الجماع بالتفاصيل المعروفة.
أما النوع الثاني من المفسدات فينقسم إلى قسمين محظورات تجبر بدم أو فدية أو صيام منها أفعال ومنها تروك. فمن الأفعال: قتل الصيد، والطيب، واللباس المنافي للإحرام بالنسبة للرجال، ودواعي الجماع، وإزالة الشعر والأظافر. أما التروك فهي: ترك واجب من الواجبات كترك المبيت بمنى أو بمزدلفة أو طواف الوداع عند الجمهور بلا عذر حيض أو طواف القدوم عند مالك. في حين يؤثر النوع الثاني في سلامة الحج من حيث القبول وهذا النوع من الجنايات التي لم يرتب الشارع عليها فداء ولا هدياً ولكنها منافية لحرمة الحج وقبوله.
رسائل تهنئة عيد الأضحى المبارك 2018 مكتوبة
الجماع
باتفاق جميع الفقهاء يعتبر الجماع أحد أهم مبطلات الحج إلا أنهم اختلفوا في الوقت الذي يكون فيه الجماع مبطلاً أو مفسداً للحج وشروطه؛ فذهب فقهاء المالكية إلى أنّ الحج يبطل ويفسد بالجماع، أو إنزال المني بسبب المداعبة أو التقبيل، قبل رمي جمرة العقبة، أما إذا حصل الجماع أو الإنزال بعد قيام الشخص برمي جمرة العقبة، أو بعد طواف الإفاضة، أو بعد مضي يوم النحر، ولم يكن الشخص قد رمى أو طاف، فإنّ حجه لا يفسد ولكن يلزمه في هذه الحالة ذبح الفداء.
فيما ذهب فقهاء الحنفية إلى أنّ الحج يبطل بالجماع إذا وقع الجماع قبل الوقوف بعرفة، أما فقهاء الشافعيّة فقالوا يبطل الحج بالجماع بشروط؛ أن يكون الجماع تاماً أو ناقصاً، أن يكون الشخص القائم بالجماع عامداً مختاراً عالماً، وأن يقع منه قبل التحلل الأول (أسباب التحلل عند الشافعية ثلاثة: رمي الجمار، والحلق، والطواف، ويكون التحلل بفعل اثنين منهما ولا يُشترط الترتيب)،
بدورهم فرق فقهاء الحنابلة في العبارة بين مفسد ومبطل للحج، فالحج يفسد بالجماع إذا كان الجماع قبل التحلل الأول، ويبطل الحج عندهم إذا ارتدّ الشخص عن الإسلام أثناء النُسُك.
محظورات الإحرام.. أفعال يجب تجنبها أثناء الحج تعرفوا عليها
ترك ركن من أركان الحج
وفقا لجمهور العلماء فإن أركان الحج أربعة وهي:
1- الإحرام ويُقصد به: نيّة الدخول في النُسُك، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلَّم: (إنما الأعمالُ بالنياتِ، وإنما لكلِّ امرئٍ ما نوى، فمن كانت هجرتُه إلى دنيا يصيُبها، أو إلى امرأةٍ ينكحها، فهجرتُه إلى ما هاجر إليه)، كما أن للحج وقتا محددا وميقاتا محددا.
2- الوقوف بعرفة: وذلك لما رواه عبد الرحمن بن يعمر الديلي: (أن ناساً من أهلِ نَجْد أتوا رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهو بعرفةَ، فسألوهُ فأمرَ منادياً ينادي: الحجُّ عرفةُ، من جاءَ ليلةَ جمعِ قبلَ طلوعِ الفجرِ فقد أدركَ الحجَّ). المقصود بجَمْع: المزدلفة، ويبتدئ وقت الوقوف بعرفة من زوال شمس يوم التاسع من ذي الحجة، ويمتد إلى وقت طلوع فجر يوم النحر، وقيل يبتدئ يوم عرفة من طلوع فجر اليوم التاسع من ذي الحجة، فمن تمكن في هذا الوقت من الوقوف بعرفة ولو لحظة واحدة فقد أدرك الوقوف، وأجزأه الوقوف بأي مكان من منطقة عرفة.
3- طواف الإفاضة: وذلك لقول الله سبحانه وتعالى: (ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ)، ووقت طواف الإفاضة بعد الوقوف بعرفة ومزدلفة.
4- السعي بين الصفا والمروة: ووقت السعي بالنسبة للحاج المتمتع بعد الوقوف بعرفة، ومزدلفة، وطواف الإفاضة، أما بالنسبة للحاج القارن والحاج المفرد فوقته بعد طواف القدوم.