ليست للتسلية فقط.. شركات ودول استفادت من موسوعة جينيس
الأرقام القياسية التي يتم تسيجلها في موسوعة غينيس ليست فقط للتسلية وهي لا تتمحور فقط حول أطول شعر في العالم أو أقصر رجل في العالم. واقع تدركه جيداً الدول والشركات التي باتت تسعى وتدأب لتحطيم الأرقام القياسية وذلك للترويج لنفسها ولمنتجاتها. المبدأ هذا تعتمده كل الشركات وكل الدول، ولكن قلة تملك المؤهلات التي تمكنها من تحطيم الأرقام القياسية ودخول موسوعة غينيس للترويج لنفسها. في عالمنا العربي الإمارات العربية المتحدة بشكل عام ودبي بشكل خاص هي السباقة في هذا المجال.
دبي ما تنفك تحطم الأرقام القياسية وإهتمامها يتمحور حول الجذب السياحي، دول أخرى تعتمد مقاربات في مجالات مختلفة، الشركات تروج لمنتجاتها من خلال الأرقام القياسية، فلنتعرف على المقاربات التي تم إعتمادها من قبل الشركات والدول.
الدول والشركات الترويج السياحي
دبي هي أشهر مثال على أهمية الارقام القياسية ودورها الكبير في جذب السياح. برج خليفة هو أطول برج في العالم، والكل يود زيارته، ولجذب المزيد من المتسوقين لمهرجان دبي للتسوق قررت الجهات المسؤولة في الذكرى العشرين تسجيل الرقم القياسي لأطول سلسلة مصنوعة يدوياً والأمثلة عديدة جداً فالأرقام القياسية الخاصة بالفنادق والحدائق وعوامل الجذب السياحي عديدة.
في المقابل الترويج لا يتمحور فقط حول الأفضل والأكبر والأكثر فخامة فمثلاً ألمانيا سجلت رقماً وهو أضيق شارع في العالم، وهو لا يصلح للمرور وفي مكان غير جذاب ومع ذلك بات من مناطق الجذب السياحي.
الصين دخلت أيضاً الترويج السياحي من خلال حديقة تشانغجياجيه الوطنية والتي فيها أطول مصعد في الهواء الطلق في العالم.حتى المعالم الطبيعة نجد الدول تتسابق من اجل تسجيلها في موسوعة غينيس.
أهمية الأرقام هذه هي انها تجذب السياح فالكل يريد رؤية وزيارة كل المعالم التي تعتبر الاكبر والاطول والاعلى في العالم. كما أنها دعاية حين تسجل لان الصحف كلها ستنشر الخبر وفي كل دول العالم كما ان الرقم سيحفظ في الموسوعة.
الشركات الناشئة والصغيرة تستفيد من الارقام القياسية
الشركات الناشئة والصغيرة عادة تدرك بأنها تحتاج الى الكثير من الوقت قبل أن تتمكن من منافسة الشركات الكبرى التي لها سمعتها، فالزبون الذي اعتاد على شركة ما لن يبدل رأيه بين ليلة وضحاها ولكن الارقام القياسية ضمن غينيس يمكنها أن تجعل هذه المؤسسات تبرز خلال فترة قياسية.
مؤسسة صغيرة في تكساس تتخصص في صناعة الشوكولاتة برزت وبقوة حين دخلت موسوعة غينيس من خلال اكبر «ترافل شكولاتة». شهرة فورية ودعاية مجانية حول العالم لم وإقبال لاحق وثقة لم تكن تحلم بها هذه المؤسسة.
فندق صغير يقال عنه بأنه مسكون قرر الإستفادة من «السمعة السيئة» فما كان منه الا ان دخل موسوعة غينيس من خلال أكبر لوح ويجا في العالم تم بنائه على سطح الفندق.
حتى التطبيقات يمكنها الإستفادة من غينس فمثلاً شركة تانغو تاب والتي صممت تطبيقاً يمكن الزبائن من العثور على مطاعم في المنطقة التي يعيشون فيها دخلت غينيس من خلال اكبر عدد للأشخاص يقومون بتحضير السندويتشات في الوقت عينه، وكي تستفيد أكثر من الحدث كل السندويتشات التي تم تحضيرها تم التبرع بها لبنوك الطعام والجمعيات الخيرية.
حملات التسويق والإعلانات والإستفادة من غينيس
بطبيعة الحال الدخول الى موسوعة غينيس للارقام القياسية يتطلب الوقت والجهد والموارد البشرية التي تعمل من أجل ضمان تحقيق الهدف. ولكن دخولها يعني دعاية مجانية مدى الحياة وبأفضل الطرق الممكنة. شركات الإعلانات وخصوصاً للشركات الكبرى في سباق دائم من اجل تحقيق الغاية هذه لانه وبمجرد تحطيم الرقم فإن الاسم سيبقى الى الابد. من الأرقام القياسية التي حققتها شركات الاعلانات اقصر اعلان تلفزيوني في العالم لمحطة كندية للموسيقى تدعى «متش ميوزيك». الإعلان مدته ١/ ٦٠ من الثانية وفيه ١٢ اطاراً، هو ليس الاعلان الاكثر فعالية ولكن الجميع بات يعرف إسم مصمم الاعلان وإسم المحطة التلفزيونية.
شركة بروكتر اند غامبل تحمل الرقم القياسي لاكثر حضور اعلاني وذلك من خلال إعلانات اولد سبايس والمثير في حملة الشركة هذه هي أنها لم تحقق الرقم القياسي فحسب ولكن الكل يعرف أولد سبايس ولسبب بديهي فهي في كل مكان ناهيك أنه تم وضع الجهود من اجل جعلها مرحة وبالتالي علقت في الذاكرة.
الشركة نفسها تحمل رقماً قياسياً ثانياً وهو اكثر شركة تنفق على الاعلانات ففي العام ٢٠١٠ انفقت ٨٥٧٨ بليون دولار على الاعلانات التلفزيونية عالمياً. النتيجة هي مبيعات خيالية في متاجرها الموزعة على ١٨٠ دولة حول العالم.
تحسين بيئة العمل داخل الشركات
الشركات تدرك أهمية بيئة العمل وكذلك موسوعة غينيس ولذلك هي باتت توفر الخدمات للعلامات التجارية وللمؤسسات سواء كانت تريد الترويج لنفسها أو العمل على بيئة العمل ويمكن الإطلاع على الحلول التي تقدمها هنا. من الحلول التي قدمتها غينيس لشركة أفولون لتأجير الطيارات لتحفيز الموظفين للعمل كفريق هو تحطيم رقم قياسي وهو أكبر عدد من طابة التنس التي تصيب الهدف في ٣ دقائق. أهمية هكذا ارقام هو انه يتم تحقيقها من الموظفين وبالتالي مقاربة غير تقليدية للتخلص من السلبية.
دوماستيك اند جنرال التي وبعد اعلانها عن خطة نمو كبيرة قررت ان تزود فريق العمل بالطاقة والحماسة التي يحتاجون اليها فقامت بتحطيم رقم قياسي من خلال ٢٠٠ موظف وهو أسرع وقت لتمرير ١٠ تي شيرت على طول سلسلة من الناس . الإنجازات هنا ليس غير مسبوقة بل عادية ولكنها حققت ما تسعى اليه الشركات وهو إحياء روح العمل كفريق ومساعدة الموظفين على خلق الروابط القوية.
«فيرجن ميجاستور» تطلق برنامج «سيركل» للارتقاء بتجربة العملاء المميزين