لماذا يمكن لإعلانات القصص غير القابلة للتخطي إنقاذ فيس بوك؟
عودة إلى عام 2016 حيث كانت وسائل الإعلام تغطي حرب فيس بوك على سناب شات وقيامه بنسخ مزايا هذا الأخير خصوصا ميزة القصص إلى مختلف تطبيقاته، ونتحدث عن فيس بوك وماسنجر إضافة إلى انستقرام وحتى واتساب.
وكما نعلم فالقصص عبارة عن مقاطع فيديو عمودية قصيرة، تعرض مجموعة من الصور أو مشاهدة حية ولا تتعدى مدتها بضعة ثوان فقط.
والآن مع إعلان الشركة عن النتائج المالية للربع الثاني من هذا العام والكشف عن تباطؤ العائدات الإعلانية، واعترافها بأن النمو سيتراجع خلال الفترة القادمة، يبدو أن الشركة الأمريكية تبحث عن استغلال القصص لتوليد عائدات وأرباح جيدة الفترة القادمة.
كل ما تريد معرفته عن منصة Slack
لهذا عليك أن تستعد لأن الشركة تعمل على إعلانات غير قابلة للتخطي سيتم عرضها مع القصص على مختلف خدمات الشركة الأمريكية، وهذا ما تؤكده العديد من التقارير والتسريبات التي انتشرت خلال الفترة الأخيرة.
ويعد هذا منطقيا بالنظر إلى أن الشركة استنزفت تماما مختلف المساحات المتوفرة لديها على شبكتها الإجتماعية بما فيها خلاصة الأخبار التي تظهر فيها المنشورات الممولة إلى جانب المنشورات المجانية، رغم أنها إلى الآن لم تستفيد بشكل جيد من المجموعات ومن مقاطع الفيديو حيث لا تعرض بها الإعلانات.
وفيما تراجعت مستوى المشاركات الشخصية على المنصة فإن توجه أغلب المستخدمين هي استخدام القصص ونشرها وحتى الإطلاع عليها، لهذا فقد وصل عدد مستخدميها الإجمالي على خدمات فيس بوك إلى 1 مليار مستخدم على الأقل منها 450 مليون مستخدم لها على واتساب و 400 مليون مستخدم لها على انستقرام إضافة إلى 150 مليون مستخدم لها على منصتها الرئيسية و 70 مليون مستخدم لميزة القصص على ماسنجر.
لهذا من الطبيعي أن تفكر الشركة الأمريكية في استغلال القصص لتوليد المزيد من العائدات والأرباح رغم أن عائداتها من الإعلانات التي تظهر في خلاصة الأخبار وصلت العام الماضي إلى 50 مليار دولار، بينما تحقق في كل فصل حوالي 5 مليارات دولار من الأرباح.
لكن تباطؤ نمو العائدات والأرباح وحتى تراجع التفاعل مع هذه الإعلانات، يجعل الشركة تفكر في نوع جديد من الإعلانات يقدم للمعلنين نتائج جيدة ويزيد من عائداتها، وهنا يطرح البعض بقوة الإعلانات غير القابلة للتخطي والتي يمكن أن تظهر عند تشغيل القصص.
المستخدمون بدون شك سيتضايقون من تلك الإعلانات وسيبحثون عن طريقة لتعطيلها، لكنها ستكون رسوما مقابل الخدمة التي تقدمها الشركة الأمريكية.
الانتقال من إعلانات خلاصة الأخبار إلى إعلانات القصص سيكون انتقالًا أكبر من إعلانات سطح المكتب إلى إعلانات الجوال بالنسبة لشركة فيس بوك، إذ أنه في الحالة الأولى جعلت الإعلانات متوافقة مع شاشات الهواتف الذكية والجوال، بينما إعلانات القصص هي وحش جديد ومختلف تماما.
أفضل برامج لمكالمات الفيديو لعقد أسهل اجتماعات عمل
ورغم أن هناك تخوف من أن ذلك قد يؤثر سلبا على تجربة المستخدم، فإن ما يشجع أكثر فيس بوك على هذا الإتجاه هو أن سناب شات قد بدأت خلال مايو الماضي بعرض الإعلانات الغير القابلة للتخطي على القصص.
وتعرض سناب شات إعلانات عبارة عن مقاطع عمودية مدتها لا تتجاوز 6 ثوان، وهي تشبه إلى حد كبير الإعلانات التلفزيونية، إذ تروج للأفلام والمنتجات والمسلسلات والبرامج التلفزيونية وتظهر عادة في منتصف كل قصة ولا يمكن تجاوزها.
هذه النوعية من الإعلانات التي اعتمدتها شركة سناب شات، لا تأتي مرفقة مع أي روابط أو أزرار للشراء أو توجيه المشاهدين إلى أي مكان، وهو ما يجعلها مشابهة تماما لتلك الإعلانات التي تظهر في الفقرات الإعلانية على التلفزيون.
وكانت العديد من التقارير قد أكدت أن فيس بوك لم يكن ينوي أن يسبق سناب شات في عرض هذه الإعلانات، فالشركة الأمريكية تراقب منافستها وتراقب عن كثب ردود أفعال مستخدمي سناب شات على تلك المحتويات الإعلانية في القصص حتى يتسنى لها اتخاذ أفضل قرار ممكن.
فيس بوك: كل ما لا تعرفه عن النتائج المالية المخيبة للربح الثاني من 2018
لهذا السبب أتوقع أن نرى فيس بوك سريعًا يبدأ في اختبار إعلانات القصص غير القابلة للتخطي، من المرجح أن يتم تغطيتها بشكل كبير في البداية، ربما سيتم عرض إعلانات إلى 3 إعلانات لكل مستخدم يوميا.
اتخذ موقع فيس بوك أسلوبًا مماثلًا لإطلاق إعلانات فيديو التي تعمل بشكل تلقائي على خلاصة الأخبار ببطء في عام 2014. ومن المحتمل أن يحدث نفس الأمر مع إعلانات القصص الغير القابلة للتخطي والتي سيتم إطلاقها بالتدريج حتى اعتمادها لكافة الأسواق.