درس لا يُنسى عن المال تعلمه الطاهي الشهير ألتون براون في عمر الخامسة
كانت أولى مشترياته سبباً في أن ينتهج سلوكاً متـفرداً وهو في عمرٍ صغيرة لم تتعد بعد الخمس سنوات، وذلك عندما قرر ألتون بروان أن ُيكنز المال ويجمعه سنتاً فوق الآخر على مدار 16 أسبوع لنيل مطلبه الذي كان سبباً في ارتطامه بحقائق جعلت بينه وبين المال حالة من التضجر والتذمر لما قد يخلفه الأمر من مواقف مخيبة للآمال في بعض الأحيان.
وهو الأمر الذي تسبب في تطور الحس الفلسفي لدى أحد أشهر الطهاة في العالم أجمع وتكوين مفاهيمه الخاصة تجاه الأسباب التي تدعونا إلى ضرورة توفير وادخار الأموال.
من هو خبير الطهي العالمي "آلتون براون" ؟
براون الذي يبلغ من العمر 56 عاماً هو واحد من أشهر الوجوه في عالم الطهي والذي حقق نجاحات باهرة في برامج تليفزيونية عدة من بينها برنامج "الأكلات الجيدة" أو "جود إيتس" القائم على إعداده وإنتاجه وتقديمه على مدار 13 سنة، كما أنه من المقرر إصدار حلقات جديدة من البرنامج خلال عام 2019 المقبل، بالإضافة إلى تقديمه برنامج الطهي المعروف "آيرون شيف أمريكا"، فضلاً عن بلوغ عدد المتابعين له عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر إلى ما يقرب من 4.5 مليون متابع.
موقف يعود للستينيات من القرن الماضي وكان بمثابة نقطة تحول جذرية في علاقته بالمال للأبد من حيث الكم المدخر، والأسباب وراء فكرة ادخار المال، بل وعدم إنفاقه على الإطلاق فيما لا ينفع، لاسيما بعد خوضه غمار تجربة حياتية في عمر الطفولة وهي حكاية يقوم بسردها لنا الطاهي المتألق في عالم الميديا آلتون بروان، وذلك عندما استهل حديثه قائلاً" لقد صُدمت وسُحقت، فقبل انقضاء تلك الساعات التي دامت لقرابة 16 أسبوع كنت وقتها أعيش مع خيالي وأترقب لحظة ملامستي واقترابي لعالم السحر الذي كنت أصدق فيه حقاً، حتى حانت لحظة الحقيقة المؤلمة" والتي لازالت تطارده حتى وقتنا الراهن بحسب قوله.
حكايته مع الألعاب والنقود
خلال تلك الحقبة الزمنية، كان كل الأطفال الصغار يحملون ألعاباً على هيئة بندقيات مع اختلاف أنواعها ويقول بروان إنه كان لا يرغب في امتلاك هذه النوعية من الألعاب وخاصة تلك البنادق، ولكنه كان يفضل في المقابل ألعاب "ستار تيرك" المشهورة بالألعاب الالكترونية حالياً، والمعروفة منذ عقود بالألعاب الوميضية المبهرة لأعين الأطفال مثل تلك اللعبة التي جذبت ألتون براون في صغره وكانت على شكل بندقية يصدُر منها شعاعًا متعدد الألوان فيما جعله يعتقد أنها ناراً تتحول في صورة ألوان بواسطة هذه اللعبة غريبة الأطوار.
وظل مغرماً بها ولكن بسبب رفض والدته شراء اللعبة باعتبارها إحدى الشخصيات غير المحبذة لفكرة الألعاب المعتمدة على حمل السلاح، قرر وقتها براون صاحب الخمس سنوات أن يتحمل مسئولية شراء اللعبة بنفسه من خلال تكنيز العملات المعدنية التي يتقاضاها من أبويه لحين تكوين ثمن اللعبة والتمكن من شرائها.
وأخيراً حان موعد الشراء ويقول بروان" أتذكر جيداً حملي للعبة وترقبي للحظة ضغطي على الزناد لإصدار هذه الأضواء المبهرة وهنا كانت خيبة الأمل الكبرى حينما لم يصدر الجهاز أية خطوط إشعاعية بألوان قوس قزح!" ويشير براون إلى مدى إصراره على رؤية هذا العالم الساحر بالاقتراب مراراً وتكراراً من الضوء الصادر عن اللعبة والتي لم يكن يخرج منها سوى 3 ألوان شاحبة على جدران غرفته.
وهنا أدرك براون الصغير أن التاجر قد تلاعب به وسرقه وأنها مجرد أكذوبة قد عاش معها طوال تلك الفترة وأنه خسر كل ما وفره من نقود في شيء بلا قيمة، ليستوعب على المدى البعيد ما هو المعنى الحقيقي لقيمة المال، حيث تعلم ألتون براون درساً لم ينساه طوال مشوار حياته وهو كيفية الحرص على توفير المال دون صرفه فيما لا يستحق.
درس في الصغر خلف وراءه دروساً عديدة مستفادة في الكبر
هذا ويلُخص الطاهي العالمي أتون براون تجربته الفريدة مع المال والدرس القاسي الذي تعلمه في باكورة عمره من خلال حدوتة البدل والمصروف الخاص به والذي ظل علامة لا يقلُ ومضيها في ذهنه مطلقا،ً في عدد من الدروس المستفادة وهي كالأتي:-
إيمانه بفكرة ادخار الأموال ليس بهدف توفيره فحسب ولكن لغرض ومغزى واضحة ملامحه، ويشير بروان إلى أنه غالباً ما ينفق أمواله في مستلزمات تصب جميعها في نطاق مهنته.
ادخار المال لفترة من الوقت قبل الإقدام على عملية الشراء.
التدقيق العالي في مسألة الاختيار وقيمة الشيء المراد دفع المال من أجل امتلاكه.
إدراك أن لاشيء يمكن الحصول عليه بدون مقابل مادي أو تقاضيك المال بدون أدائك فعل تستحق عليه أجراً.
من ملهمك في الحياة من بين أفضل وألمع عشرة قادة على مر العصور؟
ادخر ولكن بشروط
وينهي الطاهي الشهير كلماته بالتأكيد على أنه شخص لا يكنُّز المال وذلك من خلال إلقائه الضوء على نقاط الضعف التي تتملك منه وتدفعه لإنفاق الكثير من المال وهي عشقه الكبير للسيارات قديمة الطراز، حيث يوضح أنه يمتلك 3 سيارات قديمة حتى الآن. وينصح آلتون براون كل طامح لادخار وتوفير المال أن لا يكون لديه أطفال أو ولع وشغف بشراء السيارات العريقة.