تفادي الإفراط في استخدام «الأنا الذاتية» يجعل منك قائداً عظيماً
إعلاء صوت الأنا بداخلك يحيل بينك وبين موهبتك في الإدارة أو أن تصبح في يوم من الأيام واحداً من ضمن كبار القادة في مجال ريادة الأعمال. وفي الواقع يتجنب أفضل المدراء استخدام كلمات من نوعية "أنا، نفسي، يخصني" وفقاً لكل من رامسوس هوجارد و جاكيلين كارتر أحد الخبراء الإداريين بالمنظمات والمؤسسات الكبرى المتخصصين في تدريب القادة بعدد من الشركات البارزة ككيان جوجل المؤسسي وشركة نايك واكسنتشر وجنرال الكتريك.
تأثيرات الألفاظ في نفوس العاملين ومدرائهم
ووفقاً لما ورد بكتاب "عقول القادة"، أضاف الخبراء السابق ذكرهم والمشاركون في عملية الكتابة أن أكثر الرواد المؤثرين هم الدائمين على توظيف لفظ الجماعة "نحن، جميعنا أو كلنا" داخل سياق خطاباتهم و توجيهاتهم حيال الموظفين لديهم، يقابلها مدراء قليلوا التأثير على العاملين معهم بصور إيجابية نظراً لاعلاء صيغ الأنا في أحاديثهم وحواراتهم.
لماذا يحرص أثرياء العالم على اتقان أبنائهم لهذه اللغة الغريبة ؟
المدراء الناجحون أيضاً هم القادرون وبكفاءة عالية على أن يعرضوا ويسلطوا الأضواء على توجهات الآخرين العاملين لديهم ورصد مصلحة الموظفين في أطر تساعد على زيادة إنتاجيتهم بالعمل بينما المسؤولون الأقل كفاءة ونجاحاً في التواصل مع العاملين معهم عادة ما يوجهوا تركيزهم على توجهاتهم الشخصية فضلاً عن إعلاء مصلحتهم على حساب مصلحة العمل والعاملين لديهم. كما أوضحت الأبحاث والدراسات مدى فعالية وقوة الألفاظ الجماعية عند إلقاء الخطب وإقامة الاجتماعات بمواقع العمل لما لها من دور مؤثر وفعال يؤدي لقيادة من حولك من ٌأناس فضلاً عن زيادة إيمانهم بقضيتك المطروحة واتباع خطاك المتبعة تجاهها.
أنا ومن بعدي الطوفان
بينما من تسوقه الأنا الذاتية من جانب المدراء والمسئولين فعليهم الانتباه لما ينوه عنه كلا من الخبراء الإداريين هوجارد، وكاتر في ملاحظاتهم المدونة بكتاب "عقول المدارء" والذين أوضحوا من خلاله أن هناك 4 سلبيات رئيسية تمكن الأنا منك كريادي مسئول وتتحكم في مسارات نهجك بالإدارة.
أولى السلبيات:
تأثرك سلبياً كمسؤول بالانتقادات الموجهة إليك يدفعك للتصرف بشكل سيء حيال ماتواجهه من نكسات كما أن إعلاء الأنا يقوض قدرتك على التعلم من أخطائك، كما أنه من الصعب أن ترصد من خلال هذه الأخطاء الدروس المستفادة من عمليات الانتقاد الموجهة إليك واستخلاص الأسباب الحقيقية وراء سقوطك وإدراك الفشل منك.
ثاني السلبيات:
تضخم الأنا بداخلك يجعلك عرضة للتلاعب من قبل الآخرين المدركين لتلك السمة المعيبة الخطيرة المتحكمة بتصرفاتك، وهنا ينصح الخبراء في كلمات مدونة بالمؤلف قائلين إنك عندما تكون ضحية لاحتياجاتك النفسية الشخصية ينبغي عليك أن تعي أولاً لذلك وتلاحظه كمسئول يرغب في التميز والعلا،. ووقتها عليك أن تتخذ القرار بضرورة إنهاء هذه التصرفات المرهونة وفقاً لأهوائهم الشخصية والتي تدر بغير النفع عليك وعلى المؤسسة القائم على إدارتها.
منتجع بولغري دبي واحة استجمام راقية تضاف إلى مجموعة فنادق ومنتجعات بولغري
السلبية الثالثة:
إن تضييق مجال رؤيتك للأمور المطروحة يزيد الوضع صعوبة من حيث الرصد وقبول الفرص الجديدة الأوسع نطاقاَ،. وهو الأمر الذي قد يضخم شعورك بأنك ضحية للقيود التي تعيق طريقك للنجاح وتقود بك في نهاية المطاف إلى انحسار معدلات النمو والازدهار المقصود تحقيقها داخل الكيان المؤسسي المسئول عنه.
السلبية الرابعة والأخيرة:
السلطة والمال من الأمور المرغوبة وبشدة في امتلاكها من قبل الرادة إلا أن عدم التخطيط يؤدي إلى انتقاء أشياء وأمور لا تنحاز على الإطلاق للمصلحة العامة وهو الأمر الذي يفقدك التواصل والتلامس مع ذاتك الحقيقية، فضلاً عن آدائك دور بالغ الوضوح للجميع بأنك كمسؤول تمثل الطرق المؤدية لصالحك الشخصي فحسب والتي تتسبب في إلقاء الأذى بالمحيطين داخل مؤسسة العمل بالإضافة إلى تعارضها التام لمبادئ الحكم والقضاء المخولة إليك أيضاً كمدير وقائد أعمال من أجل معالجة الملفات والقضايا المراد البت في أمرها.
ترويض النفس على ترك الضار نفع واسع المجال
وهنا يدلي الخبراء الإداريين باعتراف بالغ الأهمية ويؤكدون فيه على أنه ليس بالأمر السهل ممارسة تدريبات القيادة الخالصة من صفات الأنا الذاتية، ولكن رغم ذلك تستطيع أن تمرّن نفسك على الحد من الأنا بواسطة التركيز على كيفية تعاملك مع الآخرين داخل موقع العمل، وتكثيف ملاحظتك لأدواتك اللفظية المستخدمة بغرض تقنين استخدامك للفظة "أنا، ومايخصني" والتركيز في المقابل على الاستعانة بمفردات أكثر شمولية وتعم بالنفع على الآخرين