مكمل حمض الأسبارتيك DAA.. هل مفيد لبناء العضلات أم ضرره أكبر؟
البِنية الجسدية القوية والعضلات المفتولة غاية كُلّ رياضي، وقد تُساعِد بعض المكملات في تحقيق تلك الغاية، إمّا بزيادة هرمون التستوستيرون أو بتوفير البروتين أو الأحماض الأمينية اللازمة لبناء العضلات، ويُعدّ حمض الأسبارتيك أحد الأحماض الأمينية المُستخدَمة لذلك الغرض، وقد تضاربت الدراسات في شأنه ولم تصل إلى جوابٍ شاف، فهل لهذا الحمض الأميني فوائد حقيقة؟ وماذا عن أضراره؟
ما هو حمض الأسبارتيك؟
أحد الأحماض الأمينية غير الأساسية، ويُسهِم في إنتاج الهرمونات والحفاظ على وظائف الجهاز العصبي، إذ يتكوّن ذلك الحمض الأميني بصورةٍ طبيعية في الجسم، ويُوجَد في الغدد الصماء، بما في ذلك الغدة الصنوبرية والغدة النخامية والبنكرياس والغدة الكظرية والخصيتين، وأيضًا في الجهاز العصبي.
يُوجَد حمض الأسبارتيك في صورتين، هما حمض ل-أسبارتيك، وحمض د-أسبارتيك "DAA" المُستخدَم في المكملات الغذائية، فهو المسؤول المُباشِر عن إطلاق الهرمونات، بينما يدخل ل-أسبارتيك في بناء البروتينات.
فوائد حمض الأسبارتيك
اشتهر ذلك الحمض الأميني بقدرته على زيادة مستويات هرمون التستوستيرون وتعزيز الخصوبة، وفيما يلي حقيقة تلك الفوائد بدقة:
1. قد يزيد مستويات التستوستيرون
يشتهر هذا الحمض الأميني بقدرته على زيادة إنتاج هرمون التستوستيرون طبيعيًا، ومع ذلك فإنّ المُراجعات التي أُجريت لبحث ذلك لا تزال مُتضاربة، إذ أظهرت بعض الدراسات عدم فعاليته.
وقد قيّمت مُراجعة منهجية نُشرت في المجلة الدولية للطب الحيوي التناسلي "International Journal of Reproductive BioMedicine" نحو 23 دراسة حيوانية و4 دراسات بشرية، وقد أظهرت الأبحاث زيادة الأسبارتيك لمستويات هرمون التستوستيرون عند الحيوانات، بينما لم تكُن النتائج على نفس المنوال في البشر.
ووجدت دراسة أُجريت في إيطاليا أن حمض الأسبارتيك له دور في تنظيم وإنتاج الهرمون الملوتن "LH" والتستوستيرون في البشر والفئران، فقد وجد الباحثون أنّ ذلك الحمض الأميني يُصنع في الغدة النخامية والخصيتين وقادر على زيادة مستويات هرمون التستوستيرون.
ومع تتبُّع أثر الحصول على مكملات ذلك الحمض الأميني لمدة أكبر من شهر، وجد الباحثون أنّه عندما تناول الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 27 - 43 عامًا تلك المكملات لمدة 90 يومًا، شهدوا زيادة بنسبة 30 - 60% في مستويات هرمون التستوستيرون.
لكن هذه الدراسة لم يكُن المشاركون فيها من ذوي النشاط البدني، ومع ذلك، فحصت ثلاث دراسات أخرى تأثيرات حمض الأسبارتيك على الرجال النشطين، فلم تجد إحدى تلك الدراسات أي زيادة في هرمون التستوستيرون على الشباب البالغين الذين أجروا تدريبات الوزن، وحصلوا على الحمض الأميني لمدة 28 يومًا.
كما وجدت دراسةٌ نُشرت في مجلة الجمعية الدولية للتغذية الرياضية "Journal of the International Society of Sports" أنّه عندما يأخذ الذكور المشاركون في تدريب المقاومة 6 غم من حمض د-أسبارتيك "D-aspartic" يوميًا لمدة 14 يومًا، انخفضت مستويات التستوستيرون لديهم بالفعل.
أمّا أولئك الذين تناولوا 3 غم من مكملات حمض د-الأسبارتيك يوميًا، لم يُواجِههوا أي تغييرات في مستويات هرمون التستوستيرون.
اقرأ أيضًا: المكملات الغذائية.. ما حاجة الجسم إليها؟ وما أنواعها وأضرارها؟
2. تعزيز صحة الأعصاب
كشف بحث عن أنّ الأحماض الأمينية دي "D-amino acids" موجودة في الأجهزة العصبية والغدد الصماء، وحمض د-الأسبارتيك، مُتوفّر بكثرة في الجهاز العصبي، كما يتحكّم في العديد من غدد الجسم لإفراز الهرمونات.
وهذه الهرمونات تُنظِّم العديد من العمليات الحيوية في الجسم، بما في ذلك التكاثر والنوم وضغط الدم، واستهلاك الطاقة، وبدون إنتاج هذه الهرمونات بكمية مناسبة، قد يختل اتّزان الجسم، ولا يصير قادرًا على أداء مهامه الحيوية كما ينبغي.
3. تحسين إنتاج الهرمونات
يُساعِد الحمض الأميني الأسبارتيك في إنتاج الهرمونات وتعزيز أنشطة الجسم المختلفة، بل قد يُساعِد تناول الأطعمة الغنية به في موازنة الهرمونات الموجودة في الجسم طبيعيًا.
لكن وجدت الدراسات التي أُجريت على مكملات حمض د-الأسبارتيك لتعزيز تنظيم الهرمونات اختلاطًا في النتائج، لكن دراسات الفئران في المُختبر أظهرت أنّها تزيد مستويات هرمون التستوستيرون والهرمون المُلوتن والبروجسترون وهرمون النمو.
ويُظنّ أنّ حمض الأسبارتيك قد يُساعِد في زيادة إنتاج الهرمونات عبر التراكُم في الغدة النخامية والخصيتين، ما يُؤدِّي إلى استجابةٍ هرمونية.
4. تعزيز خصوبة الرجل
تناولت أبحاث محدودة أثر حمض الأسبارتيك في خصوبة الرجال، ومع ذلك فهُناك دراسات واعدة؛ إذ وجدت إحدى الدراسات المنشورة في "Adances in Sexual Medicine" أنّ مكملات الأسبارتيك دي زادت بشكل كبير تركيز وحركة الحيوانات المنوية في مجموعة تتألّف من 30 رجلًا.
وقد أفاد الأسبارتيك المرضى الذين يُعانُون نقص عدد الحيوانات المنوية وضعف حركتها؛ إذ تضاعف تركيز الحيوانات المنوية، بل وجد الباحثون أيضًا أنّ استخدام تلك المكملات لمدة 90 يومًا حسّن مُعدّل حمل الزوجات، إذ أصبح 27% منهم حاملًا في أثناء الدراسة.
لكن لا تزال هناك حاجة إلى مزيدٍ من الأبحاث لتأكيد فوائد حمض الأسبارتيك في هذا الجانب، إذ كشفت دراسةٌ أخرى عن أنّ تناول منتج يحتوي على حمض د-الأسبارتيك وحمض الفوليك، وفيتامينات ب6 وب12، ضاعف تركيز الحيوانات المنوية وحركتها في دراسةٍ صغيرة، شارك فيها 60 رجلًا، وهذا ساعد في زيادة مُعدّلات حمل الزوجات، والمُلاحظ ها هنا أنّ الحمض الأميني لم يكن المكمل الغذائي الوحيد.
5. علاج الفصام
تُشِير بعض الأبحاث إلى أنّ مكملات حمض د-الأسبارتيك قد تُساعِد في تخفيف أعراض الفصام المُقاوِم للعلاج، وقد دُرس ذلك الأثر في الفئران، فتبيّن أنّ أولئك الذين لديهم مستويات عالية من ذلك الحمض الأميني، زاد اتصال الدماغ لديهم والذاكرة المكانية.
أمّا الدراسات البشرية، فكانت صغيرة جدًا، تضمّنت 20 شخصًا فقط، وتبيّن أنّ مستويات حمض د-الأسبارتيك كانت أقل بنسبة 30% في أدمغة المُصابِين بالفصام، مقارنةً بمن لا يُعانُون ذلك الداء النفسي.
لكن لا تزال هناك حاجة إلى مزيدٍ من الدراسات السريرية لتأكيد فوائد الأسبارتيك في تخفيف أعراض الفصام.
اقرأ أيضًا: هل اقتناء الفيتامينات والمكملات إهدار للمال؟
هل يُساعِد حمض الأسبارتيك في بناء العضلات؟
حسب موقع "healthline"، فإنّ هناك العديد من الدراسات التي بيّنت أنّ الرجال الذين يُمارِسون تدريبات الوزن لم تزدد لديهم مستويات التستوستيرون، كما لم يشهدوا زيادة القوة أو الكتلة العضلية عندما تناولوا مكملات حمض د-الأسبارتيك.
كما وجدت إحدى الدراسات أنّه مع تناول حمض د-الأسبارتيك، وممارسة تدريب الوزن لمدة 28 يومًا، زادت الكتلة الخالية من الدهون بمقدار 1.3 كغم، ومع ذلك شهدت المجموعة الأخرى في نفس الدراسة الوي تلقّت دواءً وهميًا زيادة مماثلة تُقدّر ب1.4 كغم.
وقد أُجريت دراسة مُطوّلة، استمرّت 3 أشهر، فوجدت أنّ الرجال الذين مارسوا الرياضة، زادت لديهم كتلة العضلات وقوتها بنفس القدر، سواء تناولوا مكملات حمض د-الأسبارتيك أو دواء وهمي، ومِنْ ثَمّ فإنّ حمض الأسبارتيك ليس فعّالًا في زيادة كتلة العضلات ولا قوتها عند الحصول عليه مع برنامج تدريبات الوزن.
جرعة حمض الأسبارتيك
تُستخدَم مكملات حمض د-الأسبارتيك بشكل شائع لزيادة مستويات هرمون التستوستيرون، وتتراوح الجرعة النموذجية له بين 2.5 - 3 غم يوميًا، وحسب بحثٍ أُجري في جامعة ويسترن، سيدني، في أسرتاليا، فإنّ شركات المُكمّلات تُوصِي حاليًا ب3 غم من الحمض الأميني مرة إلى مرتين يوميًا، وقد توصّلوا إلى هذه التوصيات من دراسات الجرعة الوحيدة على البشر.
قد يرغب بعض الرجال في زيادة الجرعة المُتناوَلة يوميًا إلى 6 غم للحصول على نتائج أفضل، لكن الحقيقة أنّ ممارسة تدريبات المقاومة أو كمال الأجسام بالتزامُن مع تناوله بهذه اجرعة، قد أدّى بالفعل إلى انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون، كما أوضحت بعض الدراسات، أو على أقل تقدير لم تُحدِث فارقًا كبيرًا.
الأطعمة الغنية بحمض الأسبارتيك
يُمكِن الحصول على حمض الأسبارتيك من العديد من الأطعمة، مثل:
- الأفوكادو.
- دبس السكر.
- الدجاج.
- الديك الرومي.
- لحم البقر.
- الأسماك.
- البيض.
- منتجات الألبان.
- الهليون.
- السبيرولينا.
أضرار حمض الأسبارتيك
بصورةٍ عامة، لا تتوفّر الكثير من المعلومات حول أمان مكملات الأحماض الأمينية، مثل حمض د-الأسبارتيك، خاصةً عند تناولها بجرعات كبيرة أو استخدامها لفترة طويلة، فقد تُؤدِّي زيادة مستويات بعض الأحماض الأمينية إلى اختلال تركيزات الأحماض الأمينية الأخرى في الجسم، وقد يُسبِّب حمض الأسبارتيك بعض الآثار الجانبية، مثل:
- القلق.
- الصداع.
- التهيّج وسرعة الانفعال.
- زيادة مُعدّل ضربات القلب.
اقرأ أيضًا: "لا تنخدع بعد اليوم".. هذه المكملات غير ضرورية في بناء العضلات
هل يزيد حمض الأسبارتيك الوزن؟
لا تُوجَد أدلة على أنّ تناول مكملات حمض د-الأسبارتيك سيزيد الوزن. أمّا الدراسات التي قيّمت قدرة ذلك الحمض الأميني على زيادة كتلة العضلات وأداء تدريبات الوزن، فلم يكُن الحمض الأميني ذا أثرٍ كبير.
هل يتفاعل حمض الأسبارتيك مع الأدوية
قد يتفاعل حمض د-الأسبارتيك مع بعض الأدوية، خاصةً التي تُؤثِّر في مستويات الهرمونات، مثل:
- أدوية الصرع.
- أدية الفصام.
- مضادات الاكتئاب.