الخليجيون هجروا لبنان هذا الصيف.. فإلى أين توجهوا ؟
لطالما تواجد السائح الخليجي في لبنان بغض النظر عن الموسم، فكان حاضراً في الصيف والشتاء. ولكن الأعداد هذه بدأت بالتقلص عاماً تلو الاخر حتى وصلت الى مراحل هي الأدنى خلال العام الحالي. لبنان والذي ما ينفك يختبر أزمة تلو الاخرى لم يشهد على حالة «تخلي» جماعية كما هو الحال هذا العام. السياحة لطالما كانت «معقدة» بين الدول العربية، فالسياسة تفرض نفسها عند كل منعطف ناهيك عن الأسباب الإقتصادية وفي حالة لبنان هناك الاسباب البيئة والتلوث وغيرها.
لماذا تخلى السائح الخليجي عن لبنان؟
لبنان يمر بأزمات سياسية وأمنية وإقتصادية منذ سنوات طويلة ولكن العام الحالي كل «المصائب» إجتمعت دفعة واحدة.
الدول الخليجية أصدرت تحذيراتها منذ فترة وأي مواطن خليجي يزرو لبنان يتغاضى عن تحذيرات دولته التي لم ترفع الحظر عن المجيء الى لبنان بعد. يضاف الى ذلك واقع أن النفايات في لبنان والتي ما تزال أزمتها تتفاقم منذ العام الفائت ورغم أنه تمت إزالتها من الشوارع لكن الآثار ظهرت. السائح الخليجي يجد نفسه أمام بلد لا تريد دولته ان يقوم بزيارتها لانها غير آمنة، كما أنه لا يمكنه الإستمتاع بشواطئها بسبب التلوث والأمراض الجلدية التي تصيب كل من يقرر السير بهذه المغامرة الخطيرة، وحتى أن بعض الأنهار والشواطئ في لبنان وصلت نسبة التلوث فيها الى ١٠٠٪.
وطبعاً لا بد من الحديث عن مشكلة قديمة جديدة وهي أن أسعار لبنان مرتفعة مقارنة بغيره من الدول العربية وحتى بعض الدول الاوروبية. ولطالما وجد السائح الخليجي نفسه ضحية الإرتفاع الجنوني لأسعار الإيجارات، خصوصاً في المناطق الجبلية، ناهيك عن محاولة إستغلال واقع انه «خليجي» وبالتالي جعله يدفع أضعاف السعر الأصلي.
وفق الأرقام متداولة في لبنان فإن قطاع السياحة تكبد خسارة بلغت ٤ مليارات دولار بسبب إنحسار السياحة الخليجية بشكل عام والسعودية بشكل خاص لكون السائح السعودي من أكثر الذين يزورون لبنان. التراجع بدأ في العام ٢٠١٢ بنسبة ٤٠ ليرتفع خلال السنوات القادمة الى ٥٧٪ وصولاً الى ٧٤٪ .
الى أين توجه السائح الخليجي؟
دبي
السائح الخليجي ما زال يفضل دبي على غيرها من الدول، فهي قريبة جغرافياً كما أنها تتضمن كل شيء وكل ما قد يزور الدول الغربية من أجل الحصول عليه، وحتى أنها في بعض الأحيان تتفوق على الوجهات الغربية بأشواط. أعداد زوار دبي من دول مجلس التعاون الخليجي هم 3 مليون زائر وهم يشكلون 19٪ من مجمل عدد زائري دبي .
الأردن
عدد السياح من دول مجلس التعاون الخليجي الى الاردن في تزايد مستمر منذ سنوات. الكويتيون يعشقون الأردن وهم الاكثر زيارة لها بالإضافة الى السعوديين والاماراتيين. نسبة من السعوديين يزورون الاردن من اجل السياحة العلاجية وتحديداً للعلاج من السمنة بحيث يشكلون ١٢٪ من ٢٥٠ الف شخص يزورون البلاد بغرض السياحة العلاجية سنوياً.
الاردن استقطبت عام ٢٠١٧، أكثر من ١٨ ألف سائح إماراتي، فيما حقق الربع الأول من ٢٠١٨ ، زيادة في عدد السياح الإماراتيين، الذين بلغ عددهم ٤٥٠٠ سائح، بنمو ٢٣٪ مقارنة بالعام الماضي.
سوق عكاظ ينفرد بتلك الأحداث التاريخية.. تعرف عليها
المغرب
المغرب من البلاد الجميلة التي تجذب اليها ملايين السياح سنوياً. ولكن وفق الارقام فان ٢٧٠ الف سائح عربي زارو المغرب منهم ٢٢٠ الف خليجي. السعودية احتلت المركز الأول في عدد السياح الذين زاروا المغرب العام الماضي، تلتها الإمارات العربية المتحدة، ثم الكويت والبحرين وعمان وقطر.
الفلبين
الفلبين حققت زيادة ٩٦٪ في عدد السياح القادمين اليها في الربع الاول من العام ٢٠١٨ وذلك لاستقطابها العدد الاكبر للسياح من كوريا الجنويية. ولكنها أيضاً جذبت السياح القادمين من الشرق الاوسط بشكل عام ومن دول الخليج بشكل خاص، وجاء السعودي في المرتبة الأولى بـ٥٠٨٨٤ ألف سائح والإماراتي ثانياً بـ١٦٨٨١ سائحاً.
سويسرا
علاقة السائح الخليجي بسويسرا كانت متقلبة، فهو كان يقصدها وبشغف كبير ليعود ويهجرها بعض قرار حظر النقاب . لكن انترلاكن قلبت الصورة خصوصاً وأنها حرصت على أن تكون الغالبية الساحقة من الخدمات متوافقة مع العادات الإسلامية، فهناك الغرف المجهزة بنسخ من القرآن، سجادة صلاة ببوصلة، طعام حلال، خدمة غرف للإناث فقط وعدد كبير من الموظفين الذي يتحدثون باللغة العربية.
النمسا
السائح الخليجي يتربع على عرش السياح في النمسا، صحيح أنه ليس الاكثر لناحية العدد ولكنه الاكثر إنفاقاً من دون منازع. السائح الخليجي يعشق النمسا لما تقدمه من طبيعة جميلة خلابة كما انها تربعت على عرش افضل المدن من حيث جودة المعيشة وسبل رفاهيتها وأمنها وسهولة الحركة فيها لخمس سنوات متتالية. السائح الخليجي يقضي خلال ٥ أشهر في النمسا اكثر من ٦ ملايين ليلة.
تجمع بين سحر الطبيعة وعبق التاريخ .. 8 أماكن يجب زيارتها والتمتع بها
لندن
بين لندن والسائح الخليجي قصة عشق لا تنتهي، فهو يتواجد هناك في كل المواسم وفي كل الاوقات. زيارة لندن لا بد منها، والهدف بشكل عام هو من أجل التسوق. السائح الخليجي هو الأكثر انفاقاً على التسوق مقارنة بغيره من السياح. الأسر تتوافد الى عاصمة الضباب وبشكل كبير خلال الصيف وذلك لما توفره من مناخ ملائم ومراكز للتسوق وثقافة مألوفة.