قصص ملهمة وتجارب حياتية رائدة.. مشاهير حولوا الفقر إلى ثراء فاحش
المليارديرات وأصحاب الملايين لم يولدوا وفي أفواههم ملعقة من الفضة، بل في الواقع كثير من بين صفوفهم أتوْا من العدم لا يملكون أي شيء ُيذكر سوى شيء وحيد، من اكتشفه وأدرك قيمته حوّل حياته رأساَ على عقب. إنه كَنزُ كل بشري وُجد على وجه هذه الأرض إنها عقولنا.
بعض أشهر المليونيرات في عالمنا اليوم يمتلكون قصصاً حياتية واقعية مرّوا بها وذاقوا خلالها الحصى والتراب، وبالمثابرة وحسن التدبير والتفكير وإعلاء راية التحدي والإصرار تمكنوا من تحقيق وترجمة مفهوم "الانتقال والتحول من الفقر المدقع للثراء الفاحش" وجعلوا منها حقيقة ملموسة على أرض الواقع.
قصص ملهمة وتجارب حياتية رائدة.. مشاهير حولوا الفقر إلى ثراء فاحش
جان كوم الأوكراني مؤسس الـ"واتس آب":
من طفل بائس فقير إلى ملك الدردشة في العالم
جان كوم ذلك الطفل الذي لم يختر بيئته التي نشأ بها وترعرع في كنفها المتواضع والفاقد لأبسط متطلبات الحياة، حيث ولد بقرية فقيرة بمدينة كييف في أوكرانيا وعاش بها سنوات طفولته مابين الحرمان تارة والشقاء تارة أخرى، وحين أذِن موعدَ الرحيل من بلاده والهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وهو في السادسة عشرة من عُمره، رافق كوم والدته متجهاً معها إلى ولاية كاليفورنيا بينما اختار الأب البقاء تاركاً ابنه وزوجته يواجهان مصيرهما فرادى.
ولم تكن الأيام أقل معاناة حيث عملت الأم جليسة أطفال، أمّا هو فكان عامل نظافة في إحدى المتاجر الصغيرة للبقالة، كما تمكنا من الحصول على منزل متواضع من خلال الإعانات الحكومية للفقراء. كانت هموم الدنيا لا تفارق جان كوم، قويُ الإرادة، خاصة بعد مرض والدته بالسرطان ليتجه إلى علاجها مستعيناً بكوبونات الحكومة، بينما كرس كوم بقية وقته في التعلم ذاتياً مهارات الكمبيوتر والتعمق في علوم الشبكات الإلكترونية، بالإضافة إلى إصراره على إكمال دراسته والالتحاق بالجامعة، وكان يعمل في المساء آنذاك حارساً بإحدى أكبر الشركات المهنية في العالم.
وفي ضوء مثابرته وكسبه الكثير من الخبرات الحياتية على الصعيدين العملي والعلمي تمكن كوم من التوظف في شركة ياهو وتولي مسئوليات تفقد نظام الدعاية بالمؤسسة، إلا أنه بعد سنوات قلائل من استقراره في محيط عملي يليق بما وصل إليه، فارقت أمه الحياة وأحاطت به الهموم والأحزان مجدداً لولا دعم زميله ورفيق الدرب الجديد بريان أكتون، لتبدأ انطلاقة جديدة كانت سبباً في دخوله عالم الريادة من أوسع أبوابه وذلك بعدما قوبل طلبه بالتعيين في شركة فيسبوك بالرفض، وفي مطلع 2009 حدثت المفارقة حينما تمكن الصديقان كوم وأكتون من تأسيس أكبر خدمة رسائل عبر المحمول وإطلاق تطبيق واتس آب للدردشة أو "ما الجديد" المجاني، والذي تم شراؤه من قِبل شركة فيسبوك التي رفضت تعيينه في وقت سابق بمقابل مالي بلغ 22 مليار دولار أمريكي في 2014. عاني المبرمج الإلكتروني جان كوم كثيراً لكنه تمكن في النهاية من تكوين ثروة مالية قدرت بنحو 9.1 مليار دولار.
رجل الأعمال الأمريكي كين لانجون:
من عامل حفر ومساعد جزار لأشهر مؤسسي شركات التكنولوجيا
هو من مواليد نيويورك عام 1935 لأبوين مكافحين حيث عمل الأب في مهنة السباكة بينما شغلت والدته وظيفة إحدى العاملات بكافيتريا عامة، ولم يكن مختلفاً عن والديه في رحلة الشقاء والكفاح مع الحياة حيث لعب كين لانجون اليافع أكثر من دور في مهن متنوعة المجالات وذلك لسد مصاريف دراسته بجامعة بوكنيل في بنسيلفينيا بنيويورك مثل شغله دور مساعد جزار و قائم بأعمال حفر الخنادق، فضلاً عن دور أبويه المساعد أيضاً وقرارهما بعرض المنزل للرهن لتوفير ما تبقى من تكاليف جامعة ابنهما.
وبمجرد تخرجه اتجه لانجون إلى منهاتن للتقديم بمدرسة ستيرن المتخصصة في علوم الإدارة والأعمال في جامعة نيويورك لينقسم يومه بين نهار مخصص للدراسة والحضور الجامعي، وليل للعمل في دوام كامل، ليحمل برنامجه المسائي المتبع على مدار سنين اسمه والذي أصبح مشهوراً حالياً داخل أروقة مدرسة ستيرن للأعمال والإدارة والمعروف باسم "برنامج لانجون".
تجاوز راتب أحدهم 126 مليون درهم.. المديرون العرب أصحاب أعلى رواتب في 2017
وكانت بوادر نجاحه تتألق في الأفق عالياً وتحديداً في عام 1868 عندما قابل لانجون رجل الأعمال الأمريكي روز بيرووت مؤسس شركة "هوميو ديبوت" وإقناعه بالسماح بإدخال نظم البيانات الإلكترونية والتي أصبح على إثرها السيد لانجون وبعد عام واحد الرئيس التنفيذي المسئول عن إدارة عمليات خدمات الاستثمار المصرفي وعمليات الإيداع الخاص بالديون وأسهم الشركة، لينتهي الأمر بقبول شراكة المستثمر الريادي كين لانجون وانضمامه مع رجل الأعمال بيرووت في شركة " هوميو ديبوت" التي أصبحت لها انتشاراً واسع النطاق بسبب أطروحات لانجون في مجال تبادل المعلومات والتطور التكنولوجي.
هذا وتقدر ثروة المستثمر الأمريكي كين لانجون بنحو 3.3 مليار دولار أمريكي.
الباكستاني شاهد خان:
من غسل الأطباق مقابل دولار وعشرين سنت في الساعة لصاحب أكثر من 5 مليار دولار
جاء قادماً من باكستان إلى الولايات المتحدة الأمريكية وهو في عمر الـ 16 ولم يكن في محفظته سوى 500 دولار، فيما عمل لأيام طويلة بوردية الليل في غسيل الأطباق والتي كان يتلقى في مقابلها كل ساعة دولار وعشرين سنت فقط، بينما كان يقضي نهاره في دراسته الجامعية بجامعة إلينوي.
ومن أبرز الاهتمامات التي ركز جهده حيالها المصمم التجاري شاهد خان صناعة قطع غيار السيارات والتي كانت بمثابة فتحة الخير عليه والمكون الرئيسي لثروته، ففي عام 1956 أسس خان مشروعه بقطع غيار السيارات المستعمل، وبعد 12 سنة من الكفاح نقش السيد خان اسم شركته "فليكس إن جيت" لصناعة اكسسوارات السيارات وقطع الغيار الخاصة بها على طبق من فضة والتي أصبحت مسئولة عن إنتاج منتجات ذات جودة عالية ونظم تتلائم مع مصانع المحركات في ضوء سعيه الدءوب على تحسين المنتجات الصادرة عن كيانه المؤسسي الذي ازداد اتساعاً ليبلغ عدد فروعه على مستوى العالم في الوقت الراهن قرابة 62 محطة تمتاز بخلوّ منتجاتها من العيوب والالتزام المهني بأوقات التسليم.
يف حطم وارن بافيت الرأسمالية الأمريكية؟.. هذا هو الجانب المظلم
ولم يقتصر لمعان الريادي الملياردير خان على عالم السيارات، ولكنه خاض أكثر من تجربة امتلاك لنوادي رياضية شهيرة كنادي "فولهام" المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، ونادي جاكسونفيل جاجوارز" الذي يشارك في دوري هوكي الجليد بأمريكا الشمالية، بالإضافة إلى انتقال ملكية فندق فورسيزونس في مدينة تورونتو الكندية لملكية شاهد خان، أما عن ثروته فتصل إلى 7.1 مليار دولار أمريكي.
الكندي جاي لاليبيرت:
من لاعب سيرك بسيط لرائد أكبر التجمعات الترفيهية المباشرة على مستوى العالم
بدايته كانت من الشارع في مدينة كوبيك الكندية، وأدى خلالها أدواراً صعبة ومن أبرزها اللعب بالنار وإخراجها من جوف فمه بالإضافة إلى السير على ركائز طويلة أشبه بالساقين، بالإضافة إلى إجادته اللعب على آلة الأكورديون الموسيقية إلا أن الصدفة والحظ كانا حليفا جاي لاليبيرت وذلك عندما تلقى عرضاً حكومياً مجزياً وفيه تم توقيع عقد الاتفاق بين الطرفين وتمويل الحكومة الكندية فرقته بمبلغ مالي قدره مليون دولار أمريكي والذي كان بمثابة الانطلاقة الحقيقية لإمبراطورية لاليبيرت في مجال السيرك والترفيه الحي، وعلى الفور طارت فرقة جاي إلى لوس أنجلوس لتعد لهذا الحدث الضخم والتي كانت بالفعل احتفالية عالمية هائلة تابعها ما يفوق عن 180 مليون مشاهد عبر أكثر من 400 مدينة في 6 دول أوروبية في آن واحد.
وبعدها لم يترك لاعب السيرك المخضرم لاليبيرت مدينة لوس أنجلوس وقرر أن يشيد بها أكبر تجمع ترفيهي مباشر ويحمل اسم " سيرك دو سوليه". تقدر ثروة المؤسس والرئيس التنفيذي جاي لاليبيرت بحوالي 1.19 مليار دولار.
مصمم الأزياء الأمريكي رالف لورين:
من موظف بمحل قماش لمالك أضخم كيان مؤسسي للأزياء
بعدما أنهي المرحلة الثانوية بالدراسة في برونكس بنيويورك توجه صوب حلمه الأول ورغبته في القبول بالكليات الحربية إلا أن أمله كما طار وقع، وهنا بدأ لورين شق طريق آخر في الحياة عندما عمل موظفاً بإحدى متاجر القماش والمعروفة باسم "بروكس براذرز" للأقمشة، ووقتها تساءل لورين هل صاحب المتجر مستعداً لتصميمات رابطات العنق بأساليب واسعة ومبهرة للعيون بطلتها؟.
ما هو الحل السحري الذي اقترحه الملياردير ريتشارد برانسون لمشكلة عدم المساواة في الدخل؟
ولم يمر كثيراً حتى أجاب رالف لورين على سؤاله ففي نفس العام قرر أن يحقق هذا الحلم ويحوله لواقع ملموس وذلك عندما أسس مشروعه الخاص بمكتب صغير عام 1967 وبدأ بوضع لمساته على تصميمات رابطات العنق والتي حققت مبيعات بلغت 500 ألف دولار بعد أن شهدت رواج كبير، توالت النجاحات وأصبحت من نصيب المصمم العالمي لورين خصوصا بعد تأسيس الماركة التجارية "بولو" في عالم صناعة الأزياء والملابس، والآن رالف لورين هو الرئيس التنفيذي والمسئول الإبداعي الأول عن إمبراطوريته في الموضة بأمريكا كله . هذا وتقدر ثروته بحوالي 6.3 مليار دولار أمريكي.