كم سيدفع المليونيرات مقابل فيس بوك المدفوع؟
بعد فضيحة تسريب بيانات فيس بوك واستخدامها من طرف شركة الإستشارات السياسية Cambridge Analytics لصالح دونالد ترامب، إعترفت الشبكة الإجتماعية أنه بدون بيع بيانات عملائها ومستخدميها لا يمكنها أن تستمر أو تمول عملياتها.
البيع لا يتم بالطريقة التي يمكن أن تفكر فيها من الوهلة الأولى، بل من خلال برنامج إعلاني يضع فيه المعلنين مواصفات الفئة التي يريدون أن تظهر لهم إعلاناتهم وبناء على ظلك يتم بث الإعلانات للمستخدمين المستهدفين.
تحدث مسؤولين في الشركة عن إمكانية إطلاق نسخة مدفوعة من الموقع لمن يرغبون في استخدامها دون إعلانات، وهذه النوعية من المواقع منتشر خصوصا في المجال الإخباري حيث هناك الكثير من الصحف الإلكترونية التي توفر الإشتراك المدفوع للحصول على محتويات خاصة إضافة إلى التصفح دون إعلانات.
ويقال أن الشركة بصدد العمل على هذه النسخة التي لن تعرض الإعلانات وستتوفر باشتراك شهري أو سنوي.
وعلى الرغم من أن مارك زوكربيرغ، المؤسس والرئيس التنفيذي لفيس بوك، لم يستبعد فكرة وجود نسخة مدفوعة من الموقع، إلا أنه أشار إلى أنه لا يرى كيف ستصبح النسخة المدفوعة من الشبكة الاجتماعية نموذج أعمالها الأساسي العالمي.
يظهر أحدث استطلاع أجرته شركة CNBC Millionaire عن السبب وراء عدم تحمس مارك لهذه الفكرة. حتى بين الأغنياء، فإن أغلبية مستخدمي فيس بوك ليسوا مهتمين بالدفع مقابل ذلك حيث أن 83 بالمائة قالوا إنهم لن يدفعوا مقابل استخدام الشبكة الاجتماعية.
أجرت مجموعة سبيكترم في أبريل / نيسان مسحا لتقييم مواقف وسلوكيات الملايين من الأمريكيين. وقد شمل المسح 750 أميركيا في جميع أنحاء البلاد والذين يملكون ثروة 1 مليون دولار أو أكثر من الأصول القابلة للاستثمار. كان المستجيبون من الذكور والإناث مع انتماءات سياسية للأحزاب الجمهورية والديموقراطية والمستقلة.
بالطبع توصلت الدراسة إلى أن فيس بوك يمكنه أن يحقق بعض العائدات من هذه الخدمة، لكن ليس إلى درجة أن تكون بديلا للخدم المجانية التي تعرض الإعلانات.
بعض الأثرياء الأمريكيين أكدوا أنهم سيدفعون 15 دولارًا أو أكثر شهريًا، وقد وجدت الدراسة في حالات قليلة أن العائدات السنوية من هذه الخدمة يمكن أن تصل إلى 100 مليون دولار أمريكي، ولكن هذا ليس شيئا أمام 50 مليار دولار التي تتجه الشركة لتحقيقها هذا العام.
هناك 11.5 مليون أسرة مليونيرة في الولايات المتحدة الأمريكية، 17 في المئة منهم يرغبون في الدفع مقابل النسخة المدفوعة التي لا تعرض الإعلانات لهم ولا تجمع البيانات عنهم، هؤلاء مستعدين لدفع 1 دولار إلى 15 دولار شهريا، واعتمادا على ذلك يمكن القول أن العائدات التي ستحققها فيس بوك من هؤلاء تبدأ من 25 مليون دولار سنويا إلى 100 مليون دولار.
نعم إنه رقم ضعيف فيما أغلبية المستخدمين من المليونيرات يرفضون الدفع مقابل الخدمة، ونفس الأمر للمستخدمين من الطبقات الإجتماعية الأخرى، لذا ليس من المعقول أن تتخلى فيس بوك عن نموذج الربح من الإعلانات لصالح نموذج الربح من الإشتراكات المدفوعة.
يظل سوق أمريكا الشمالية هو القوة المحركة للإيرادات لشركة فيس بوك، مع أقل بقليل من 5.7 مليار دولار تم تحقيقها في الربع الأول وما يقرب من ضعف الدخل الأوروبي الذي يشكل ثاني أكبر مصدر للإيرادات على مستوى العالم. أمريكا الشمالية هي التي تتصدر عائدات الإعلانات لكل مستخدم. أفاد موقع فيس بوك أن أرباح الإعلانات لكل مستخدم على مستوى العالم بلغت 5.45 دولار في الربع الأول من عام 2018، مقابل 23.14 دولارًا لكل مستخدم في الولايات المتحدة وكندا.
ومن المنتظر أن تصل عائدات الشركة إلى 50 مليار دولار أمريكي هذا العام والرقم مرشح ليرتفع خلال السنوات القادمة مع تنامي العائدات من انستقرام وإمكانية عرض الإعلانات على واتساب.
في شهادة زوكربيرغ في كابيتول هيل خلال أبريل 2018، قال مؤسس فيس بوك: "سيكون هناك دومًا نسخة من فيس بوك مجانية" وأضاف: "بشكل عام، نعتقد أن نموذج الإعلان هو النموذج المناسب لنا".