كيف خرجت شركة نينتندو من غياهب النسيان وصعدت لقمة صناعة ألعاب الفيديو العالمية؟
تعد شركة نينتندو اليابانية من أقدم الشركات المستمرة في السوق لأنظمة ألعاب الفيديو وهي واحدة من أكبر وأشهر منتجي أنظمة ألعاب. ولكن الحالة العامة للشركة تدهورت بشكل عام على مدار العقدين الماضيين، ربما لأنها فشلت في مواكبة التطور بيد أنها عادت مرة أخرى من غياهب النسيان وتسلقت قمة صناعة ألعاب الفيديو العالمية.
دراسة تتوقع زيادة رواتب العمال المهرة وندرة المواهب في الشرق الأوسط
متعددة الجنسيات
وشركة نينتندو المحدودة هي شركة متعددة الجنسيات تأسست في 23 سبتمبر، 1889بمدينة كيوتو، اليابان في نصف القرن العشرين والاسم “نينتندو” يترجم من اليابانية بالكلمات “دع الحظ للسماء”، وقد جربت الشركة العديد من الأعمال الملائمة الصغيرة، مثل فندق وشركة سيّارات أجرة (تاكسي). بعد ذلك تحولت ن لتصبح شركة ألعاب فيديو، فباتت إحدى أهم الشركات في هذه المجال وثالث أثمن شركات اليابان مع أكثر من 85 مليار دولار كثمن الشركة في السوق.
وعلى رغم ما وصلت له الشركة من مكانة كبيرة إلا أن الحالة العامة للشركة تدهورت لاسيما بعدما مرت الشركة بفترات كثيرة عصيبة، تناول خلالها الإعلام تقارير حول الهلاك الحتمي لـ"نينتيندو".
ففي خريف عام 2012، كانت الشركة في واحدة من فتراتها الهبوطية الدورية القاسية؛ فقد صدر للتو جهاز "وي يو" الذي يعد امتدادًا لسابقه "ووي" ذي السنوات الست في ذلك الوقت. وتميز الجهاز الجديد بوضوح عالٍ للغاية للرسومات، وشاشة تعمل باللمس، لكن الأداء لم يكن على النحو المأمول.
منصة مبتكرة وفريدة
وعندما تم التسويق للجهاز الجديد تحت اسم "ووي يو"، شعر الكثيرون بأنه شبيه تمامًا بـ"ووي"، وأنه مجرد ترقية ثانوية، وليس منصة مبتكرة وفريدة. وتزامن ذلك مع بطء في إصدار الألعاب، وبطبيعة الحال ضعفت المبيعات.
ومع إطلاق "نينتيندو" منصةً مبتكرةً جديدةً مصحوبةً بإصدارات من الألعاب المميزة التي تصبح حديث العناوين الرئيسية وهواة ألعاب الفيديو؛ يعقب ذلك عادةً انفجار في المبيعات وانتعاش لخزائن الشركة، فيزيد الإنفاق على البحث والتطوير من أجل التحضر لدفعة جديدة.
وبعد صدور "ووي يو" تعطلت هذه الدورة على الفور، ودخلت الشركة في ركود امتد أثره لسنوات. وبحلول ربيع عام 2014، أعلنت الشركة عن خسائرها السنوية الثالثة على التوالي، وبدأ البعض يقارنها بشركات مثل "نوكيا" و"بلاك بيري" و"سيجا"، واقترحوا توقفها عن تصميم المنصات، والتركيز فقط على بيع تراخيص لتشغيل ألعابها على منصات منافسة.
أكثر من ثلث مليونيرات الصين يفكرون في الهجرة.. والسبب!
ضجة عالمية
وفي عام 2013 قال رئيس الشركة الراحل "ساتورو إيواتا": "فكرة التخلي عن منصات (نينتيندو) كانت لتكون لعنة على ثقافتها؛ فالشركة رغم كل شيء لا تزال تبيع أوراق (هانافودا) التي أصدرتها عام 1889، والمكان الوحيد لتجربة ألعابنا هو أجهزتنا فقط".
لكن ثقة المستثمرين واصلت الانحدار، فبدأت الشركة تحول المسار بحلول ربيع عام 2015؛ حيث استحوذت على 10% من شركة "DeNA" المتخصصة بألعاب الجوالات الذكية، وبعد أشهر استثمرت مبلغًا لم تكشف عنه في "Niantic" لتطوير الجوالات، وفي غضون ذلك توفي "إيواتا" وتسلم "كيميشيا" مقاليد الأمور.
وفي العام التالي، أصدرت "نينتيندو" لعبة "بوكيمون جو" بالتعاون مع "نيانتيك"، وخلال ساعات فقط أحدث الإصدار ضجة عالمية، واستحوذ على اهتمام مستخدمي الجوال حول العالم. ثم أصدرت "سوبر ماريو ران"، بالتعاون مع "دينا"، وأتيحت اللعبة لنظامي التشغيل "آي أو إس" و"آندرويد"؛ ما سمح لمئات الملايين من الأشخاص بتنزيلها على حواسيبهم اللوحية والجوالات الذكية.
أحداث مهمة
بيد أن"نينتيندو" عادت من غياهب النسيان ونجحت في تسلق قمة صناعة ألعاب الفيديو العالمية مرة أخرى وقد حفل العامان الماضيان بالأحداث المهمة بالنسبة إلى الشركة؛ في مسيرة درامية أكد الرئيس "تاتسومي كيميشيا" أنها تشعر الجميع في "نينتيندو" بالسرور الآن حيث تجاوزت مبيعات أجهزة ألعاب "نينتندو سويتش" الأرقام التي حققتها الأجهزة السابقة، وذلك بعد عشرة أشهر فقط من طرحها، لكن الجمهور كان متشككًا في قدرتها على النجاح وقد جاء ذلك بعد مرور أكثر من عقد من الزمان منذ آخر طرح رئيسي لمنتجات "نينتيندو" حينما أصدرت جهاز الترفيه المنزلي "ووي"؛ حيث رأى بعض المحللين أن الجوالات الذكية باتت تشكل مستقبل ألعاب الفيديو.
فورة مبيعات
وقد أحب اللاعبون أصالة "سويتش" وتعدد استخداماتها وتصميمها. وكشفت الشركة في أبريل الماضي عن بيعها أكثر من 15 مليون وحدة، وما يزيد على 63 مليون لعبة خلال السنة المالية الماضية. ومع فورة مبيعات الألعاب التي حققتها "نينتيندو"، قفزت إيرادات الشركة أكثر من الضعف مقارنةً بالعام المالي 2016-2017، مسجلة 9.5 مليار دولار، فارتفع السهم بنسبة 81%.
هؤلاء هم رواد الأعمال الأبرز في القارة السمراء لعام 2018
ومع طرح "سويتش" في ربيع عام 2017، جذبت الشركة اهتمام جموع اللاعبين. وعلى مدار السنة المالية الأخيرة، حققت المنصة إيرادات قدرها 6.8 مليار دولار بجانب 1.7 مليار دولار لمنصة "ثري دي إس"، ونمت مبيعات ألعاب الجوالات الذكية بنسبة 62% إلى 354.9 مليون دولار.
وتتعاون "نينتيندو" الآن مع شركاء لإنتاج فيلم حول بطلها الرئيسي "ماريو"، كما تعمل على وضع مجسمات لشخصياتها المختلفة في المتنزهات والمزارات السياحية للبلاد، التي سيتم افتتاح أولها في أوساكا قبيل أولمبياد طوكيو 2020.
أرباح خيالية
وستبدأ الشركة التي ستكمل عامها المائة والثلاثين في سبتمبر القادم خدمة عبر الإنترنت لمستخدمي "سويتش"، كما تعكف على إعداد بعض الألعاب الاستثنائية للمنصة. وتتوقع "نينتيندو" بيع ما يزيد على 20 مليون جهاز آخر، و100 مليون لعبة أخرى بحلول أبريل المقبل.
هذا وقد كشفت شركة نينتندو عن نتائجها المالية للربع الأول من العام 2018 والتي أظهرت أرباحاً كبيرة وصلت إلى 5 أضعاف أكثر من النصف الأول من العام 2017.
كما وصل صافي أرباحها إلى 1.6 مليار دولار، وارتفعت عائدات الشركة ككل بنسبة الضعف حيث وصلت عائدات نينتندو الإجمالية إلى 9.7 مليارات دولار، بحسب "فوربس".
من جهةٍ أخرى، باعت لعبة سوبر ماريو أوديسي 10 ملايين نسخة تليها لعبة ماريو كارت 8 ديلوكس والتي باعت 9 ملايين نسخة، كما باعت لعبة Splatoon 2 ستة ملايين نسخة. كما بيع أكثر من 5 ملايين نسخة من منتج SNES Classic Edition.