نجوم صنعوا المجد للمنتخب الإنجليزي رغم أصولهم المختلفة.. رحيم سترلينج أبرزهم
لم يكن يتخيل الإنجليز في بريطانيا، أن من يعبر بهم إلى بر الأمان في بطولة كأس العالم روسيا 2018، هم المهاجرين من أصول ليست إنجليزية، على الرغم من أن أبرز اسباب التصويت لصالح الأنفصال عن الاتحاد الأوروبي، كانت سياسة استقبال المهاجرين.
فصناعة المجد ومرور المنتخب الإنجليزي إلى الدور نصف النهائي كان نتيجة لجهد الطيور المهاجرة، والتى نسجت من نفسها خيوطًا ليعبر عليه منتخب الأسود الثلاثة، حسبما ذكرت صحيفة ماركا الإسبانية الرياضية، والتى عددت الضربات القاضية التى تلقتها المنتخبات المنافسة كانت جميعها عن طريق المهاجرين الذين استقبلتهم انجلترا في السابق، وكان لهم مكانًا في منتخب الأسود الثلاثة.
وفي لافتة ذكرتها الصحيفة الإسبانية عن المهاجمين من أصول ليست بريطانية، أكدت أنهم من أزاقوا مرارة الهزيمة للمنتخب التونسي، عندما فازت إنجلترا بهدفين مقابل هدف، في الدقائق الأخيرة، وهي نفسها الحصون التى دُكت بفعل أرجلهم عندما هزموا بنما بسداسية مقابل هدف، فكانت وقتها ايضًا التشكيلة متعددة الثقافات، وهي نفسها التى قضت على أحلام المنتخب الكولومبي في الدور التالي لتزيحه من البطولة بركلات الترجيح، لتعود وتفوز على السويد بهدفين نظيفين.
وركزت الصحيفة في حديثها هذا على ما قاله مدرب منتخب الأسود الثلاثة غاريث ساوثغيت، حول تعدد الثقافات التى يضمها المنتخب الإنجليزي، مشيرًا إلى أن هؤلاء هم من يمثلون انجلترا الحديثة، الأمر الذى يعكس هوية الدولة الحديثة. وفي وقت سابق كان قد تحدث ساوثغيت عن أصول لاعبي منتخب بلاده، والتى كان أبرزهم رحيم ستيرلينج، والسطور التالية توضح كيف فرق هذا اللاعب مع منتخب الأسود الثلاثة رغم أصوله التى ليست إنجليزية.
الجامايكي في بريطانيا
في نبره تملئها الفخر، تحدث رحيم ستيرلينج -اللاعب الإنجليزي الوحيد الذي لم يُولد في الأراضي الإنكليزية- انه لم يكن يحلم بأن الطفل المشاغب الذى أتي على كتف أمه من جامايكا سيلعب للمنتخب الإنجليزي، قائلًا أن الحلم قد تحقق، لافتًا إلى أنه كان يستيقظ من النوم يوميًا الساعة الخامسة صباحًا، لمعاونة والدته في تنظيف المراحيض، أما الآن فوالدته باتت مديرة لمركز لاجئين وهو يلعب لمنتخب الأسود الثلاثة: انه الحلم تحقق.
فيديو| تعرف على أغرب تقاليع كأس العالم روسيا 2018.. مشجعون يطلبون يد صديقاتهم من المدرجات
وبحسب المعلومات المتاحة، فإن جناح نادي مانشستر سيتي قد وُلد في مدينة كينغستون، وعندما بلغ الخامسة من عمره، لفحته والدته وهاجرت به إلى إنجلترا، أملًا في أن يكون له مستقبل أفضل، ومن الواضح أن مغامرة ستيرلينغ تشبه كثيراً التجارب التي خاضتها عائلات العديد من اللاعبين، الذين هاجروا إلى المملكة المتحدة، الذين ذُكرت أسماؤهم في قائمة ساوثغيت.
مدرب الأسود الثلاثة يورى قصص اللاعبين
يقول مدرب المنتخب الإنجليزي، أنه منذ أن بدأ تدريب المنتخب منذ ما يقارب الواحد وعشرين عامًا، فوجده يضم لاعبين من خلفيات وأديان متعددة، وليست فقط من دين واحد أو عرق واحد، ضربًا مثال باللاعب سايدو بيراهينو والذى ينحدر من بوروندي، أما اللاعب ويلفريد زاها فولد في ساحل العاج من أصل أفريقي.
وشدد ساوثغيت، على أن التنوع هو سر وحدة المنتخب الإنجليزي، مشيدًا بعملية التجانس التى يتميز بها الفريق ممثلًا على ذلك باللاعب الإنجليزي إيريك داير الذى عاش وترعرع في البرتغال، رغم ولادته في إنجلترا.
وقال داير عن ذلك: "عندما كنت صغيراً، تحدَّث الاتحاد البرتغالي مع سبورتينغ لشبونة، لكن الأمر لم يتجاوز هذا الحد. فأنا إنكليزي 100%"
هكذا تنوع لاعبي الأسود الثلاثة
ويظهر التنوع جليًا فيما بين أصول لاعبي الأسود الثلاثة، فما بين الأصول الأيرلاندية لوالد هداف كأس العالم روسيا 2018 وهداف المنتخب هارى كين، إلى الأصول الجامايكية التى ينحدر منها داني روز وأشلي يونغ لاعبا الفريق، بينما ينحدر كل من فابيان ديلف وروبن لوفتوس تشيك من غيانا الجديدة، أما اللاعب ترنت ألكساندر أرنولد، كان من الممكن أن يلعب بقميص المنتخب الأمريكي، لكنه فضل الأسود الثلاثة.
بعد تحرشه جنسيًا بالأطفال.. قصة نهاية أسطورة #طمبق في المملكة
وعلى الرغم من أن التنوع في الأصول هو ما أعطي المنتخب الإنجليزي قوة وصلابة ظهرت خاصة في بطولة كأس العالم 2018، وفي وصول الأسود الثلاثة إلى نصف نهائي البطولة، إلا أن عوائل هؤلاء النجوم الذين كانوا سببًا في هذا المجد، مهددين بعدم القدرة على ترسيخ أصولهم عقب الاستفتاء على خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي بسبب أزمة المهاجرين.