قصص ملهمة وتجارب حياتية رائدة.. مشاهير حولوا الفقر إلى ثراء فاحش
المليارديرات وأصحاب الملايين لم يولدوا وفي أفواههم ملعقة من الفضة، بل في الواقع كثير من بين صفوفهم أتوْا من العدم لا يملكون أي شئ ُيذكر سوى شئ وحيد، من اكتشفه وأدرك قيمته حوّل حياته رأساَ على عقب. إنه كَنزُ كل بشري وُجد على وجه هذه الأرض إنها عقولنا.
بعض أشهر المليونيرات في عالمنا اليوم يمتلكون قصصاً حياتية واقعية مرّوا بها وذاقوا خلالها الحصى والتراب، وبالمثابرة وحسن التدبير والتفكير وإعلاء راية التحدي والإصرار تمكنوا من تحقيق وترجمة مفهوم "الانتقال والتحول من الفقر المدقع للثراء الفاحش" وجعلها حقيقة ملموسة على أرض الواقع.
الإعلامية الأمريكية أوبرا وينفري: من فقر واضطهاد إلى رَغَد وثراء وفي صحبتهما قيمة وشأن عالي
نشأت في محيط أسري فقير بولاية ميسيبي جنوبي الولايات المتحدة، وخاضت معارك نفسية من الصعب أن يتحملها بنات جنسها كالإعداءات اللفظية والجسدية بل ومن جانب أقرب المقربين لعائلتها، ولكنها لم تخنع أو تخضع ولم يمنعها ماشهدته في حياتها من صعاب بالفوز بمنحة دراسية إلى جامعة ولاية تينيسي.
ومن بعدها وفي عمر 19 عاماً كان أوبرا وينفيري هي أول مراسل أمريكي أفريقي، وفي عام 1983 اتجهت وينفري إلى شيكاجو لتبدأ أولى مراحل صعودها لعالم النجوم عندما قدمت برنامج حواري أو توك شو صباحي ، قد عُرف فيما بعد باسم "شو أوبرا وينفري" ووقتها كانت هي أول مقدم برامج أمريكي أفريقي في ناشفيل. ووفقاً لمجلة فوربس، تعد أوبرا هي أغنى الأفارقة الأمريكيين في القرن العشرين وتقدر ثروتها الحالية بحوالي 2.8 مليار دولار أمريكي.
رجل الأعمال محمد الطراد.. من الحياة البدوية الفقيرة إلى عالم الشركات ومالك أشهرها عالمياً
نشأ السوري محمد الطراد نشأة بدوية فقيرة لأم عاشت ضعيفة وماتت صغيرة بينما ترعرع محمد الطراد الطفل الذي لم يتعد عمره الخمس سنوات في كنف جدته بخيمة متنقلة في صحراء سوريا والتي حرمته لفترة من الزمن الالتحاق بالمدرسة بحجة أن الراعي ليس في حاجة إلى الكتب.
إلا أن إصراره على التعلم ومثابرته كانت سبباً في خضوع من حوله لطلبه ودخوله المدرسة بمدينة الرقة بسوريا رغم حالتهم المادية المتردية لكنه جاهد لكسب المال بغرض الانفاق على مستلزماته الدراسية، ليتحمل أعباءاَ حياتية تفوق عمره حتى أتمَّ المرحلة الثانوية والتي حقق فيها المركز الأول على المنطقة ليحصل في المقابل على منحة من الحكومة السورية للدراسة في فرنسا وتحديداً مونبيلييه ووقتها لم يكن يتقن التحدث باللغة الفرنسية وقد استغرق الأمر منه عدة شهور للتحدث بتمكن، ومن الصعاب التي لم تكن تفارقه طوال فترات مواجهته ومحاربته لمعوقات الحياة هي قلة المال والتي أجبرته على تناول وجبة واحدة يومياً.
وبمرور الوقت انتقل الطراد إلى باريس في بداية السبعينيات من القرن الماضي ليحصل على شهادة الدكتوراه في علوم الحاسوب، وعين مهندساً في عدد من الشركات الفرنسية الرائدة تكنولوجياً، لتتطور الأمور لصالحه على المستوى المادي كما سبق وأن جرى على المستوي العلمي ليصبح محمد الطراد رجل الأعمال الفرنسي من أصل سوري رائداً وصاحب مجموعة الطراد العالمية في عالم السقالات وخلاطات الأسمنت، كما يمتلك أحد أشهر أندية الركبي في إيرلندا. بينما تقدر ثروته بنحو 2.6 مليار دولار أمريكي.
الكوري وون تشانج.. من السعي الدؤوب لكسب المال إلى صاحب سلسلة متاجر عالمية للملابس
في فريق عمل يسعى كلا من الكوريين دو وون تشانج وزوجته جين سووك كثيراً لكسب المال بعد وصولهما إلى الولايات المتحدة الأمريكية قادمين من كوريا الجنوبية في أوائل الثمانينيات، وكان جين سووك يعمل ثلاث مهن في آن واحد لكسب مايكفي لسد جوعهم فقط، فيما تمثلت هذه الوظائف في دوره كعامل بمحطة بنزين وكافيتيريا بالإضافة إلى عمله كحارس بناية.
إلا إنهما بالإصرار والعزيمة تمكنا بعد أكثر من ثلاثة أعوام من تواجدها بولاية كاليفورنيا في تأسيس مشروعها الخاص للملابس افتتاح أول متجر لهما في 1984 وعرف باسم "للأبد21"، والذي أصبحت فروعه الآن على مستوى العالم تضم 790 متجراً متخصصاً في ملابس الفتيات والسيدات. بينما تبلغ ثروة رجل الأعمال المكافح دو وون تشانج حوالي 3.2 مليار دولار أمريكي.
رجل الأعمال الروسي رومان أبراموفيتش.. من حياة الفقر واليتم المبكر إلى صاحب أشهر أندية العالم في كرة القدم
رومان أبراموفيتش الذي ولد بجنوب روسيا في محيط فقير مادياً كما افتقرت حياة أبراموفيتش للدعم المعنوي نظراً لتيمته مبكراً وهو لم يتجاوز عمره في الحياة عامين اثنين، حيث انتقل للعيش مع أولاد عمه في منطقة بالقطب الشمالي الروسي.
في مرحلة عنفوان الشباب وعندما كان طالب بمعهد موسكو لنقل السيارات في عام 1987، بدأت أولى انجازاته حينما أسس شركة صغيرة لإنتاج اللعب البلاستيكية، والتي كانت بوابة اكتشافية لميوله وقدراته الإدارية المتعددة ليتجه مسرعاً إلى عالم الإدارة وتأسيس الكيانات في مجالات النفط والتي تمكن فيها وببراعة من نقش اسمه بحروف من ذلك الذهب الأسود، كما أصبح مؤخراً الزعيم الأوحد لشركة سيبنيفت لتجارة النفط المحدودة بعد إكماله عملية الاندماج الذي جعل اسم شركته رابع أكبر شركة نفط في العالم، إلا أنه قرر بيعها في 2005 بحوالي 13 مليار دولار أمريكي.
كما لمع اسمه عندما قرر الحصول على نادي تشيلسي أشهر أندية العالم في كرة القدم وذلك في عام 2003، ويمتلك أبراموفيتش أكبر يخت على مستوى العالم والذي كلفه مايفوق 400 مليون دولار عام 2010. هذا وتقدر ثروة رجل الأعمال الروسي رومان أراموفيتش بحوالي 11.6 مليار دولار أمريكي.
المسئول التنفيذي الأشهر لاكشمي ميتال.. من وسط فقير بالهند إلى مالتي ملياردير في عالم صناعة الحديد والصلب
هو من مواليد عام 1950 وكانت نشأته وسط محيط عائلي فقير للغاية ويعيشون بمدينة راجاستان الهندية، ورغم بداياته المتواضعة بالهند إلا أنه تمكن من تأسيس ثروته بعد عقدين من الزمان بسبب اتقانه وسعيه المتواصل لتقديم الكثير من الأعمال في عالم صناعة الصلب بما يعادل مستودع خصمه المقابل، والآن أصبح الريادي الكبير ميتال المؤسس والرئيس التنفيذي لأكبر شركات صناعة الحديد والصلب في العالم كله والتي جعلت منه ذلك المالتي ملياردير والذي تصل ثروته حالياً إلى 18.9 مليار دولار أمريكي.