كيف أصبح العمال والحراس والطهاة أغنى موظفي شركة صني أوبتيكال الصينية؟
لطالما كانت الملايين في معظم الشركات الكبرى من نصيب كبار المسؤولين التنفيذيين وأصحاب الفضل في تحقيق إيرادات ضخمة وأولئك الحاصلين على درجات علمية عالية مثل الدكتوراه، لكن الأمر يبدو مختلفا في شركة صني أوبتيكال الصينية، ، حيث إن أغنى الموظفين من المرجح أن يكونوا عمال المصانع والحراس والطهاة.
وتتخصص شركة "صني أوبتيكال" في تصميم وتصنيع المنتجات البصرية وإنتاج العدسات الزجاجية والبلاستيكية، وأجزاء من كاميرات الجوال، والمجاهر الطبية، وغيرها.
ما هو الاقتصاد الأزرق؟ وكيف تستفيد منه الدول في علاج مشكلات مثل البطالة والأمن الغذائي والفقر؟
وقد ارتفعت أسهم الشركة بأسرع من أي سهم آخر في مؤشرات "إم إس سي آي" على مدى العقد الماضي وعلى اثر ذلك تحول مئات من موظفي الشركة إلى مليونيرات بفضل قرار الشركة غير المعتاد بتوزيع حصص عليهم بغض النظر عن مواقعهم.
ورغم أن الشركة لا تفسر عدد الأسهم التي يمتلكها كل موظف وليس من الواضح كم منهم لا يزال يعمل لدى "صني أوبتيكال"، فإن بيانات الجهات التنظيمية التي جمعتها "بلومبرج" تعطي لمحة جزئية عن حجم الثروة غير العادية التي يستفيدون منها.
وستكون حصة نسبتها 0.013% كافية لمنح أي موظف من أعضاء هذا الصندوق لقب مليونير عن جدارة، وباستثناء الملكية المشتركة لأربعة من المديرين والتي تبلغ نسبتها 16%، فإن متوسط الحيازة التي يديرها الصندوق للموظف الواحد تبلغ نحو 17 مليون دولار.
يذكر أن "صني أوبتيكال" تأسست في الأساس على يد عامل سابق في مصنع للمعدات هو "وانغ وينجيان" الذي أطلق الشركة عام 1984 في يوياو، وهي مدينة صغيرة تقع في الساحل الشرقي للصين.
كيف تقنع الآخرين بذكائك وتجبرهم على احترام شخصيتك؟
وعندما أعيدت هيكلة "صني أوبتيكال" من نموذج الأعمال الصيني الذي يطلق عليه "مشروع القرية والضاحية" إلى شركة مساهمة في التسعينيات، اتخذ "وانغ" خطوة نادرة بتوزيع حصص في الشركة على موظفين خارج الإدارة العليا ومن ثم تنظيمها في صندوق به 400 مستفيد يملكون 35% من الأسهم المدرجة في بورصة هونج كونج.
ومن عشرة آلاف دولار من الأموال المقترضة أصبحت قيمة الشركة السوقية الآن نحو 22 مليار دولار، وتغدو من مزودي العدسات الرئيسيين لـ"سامسونج" و"شاومي".
وتوظف "صني أوبتيكال" الآن أكثر من 28 ألف موظف وعامل بدوام كامل موزعين على أربعة مواقع للإنتاج في الصين، بجانب مكاتبها في أمريكا الشمالية واليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة وتايوان.