تعرف على الوجهات الأكثر جذباً للعمالة في العالم
كشفت دراسة جديدة أجرتها مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب (BCG) و"ذا نيتويرك" عن تراجع رغبة الناس في الانتقال للعمل في الخارج في السنوات القليلة الماضية، مما أدى إلى إضعاف أحد الحلول التي كانت تعتمد عليها الدول والشركات لمعالجة المشكلات المتعلقة بالقوى العاملة،
وأوضحت الدراسة التي حملت عنوان "استكشاف توجهات المواهب العالمية للعام 2018 أن الموظفين، بشكل عام، ما زالوا يركزون بشكل أكبر على المكافآت التي يمكن أن يحصلوا عليها في بيئة العمل، مثل تلك التي تقدمها العلاقات الشخصية الجيدة في المكتب، بدلاً من التعويض.
وشمل الاستبيان نحو 366 ألف عامل إضافة إلى 6000 موظف في شركات توظيف في 197 دولة حول العالم، وعبَر 57٪ من جميع العمال الذين شملتهم الدراسة عن رغبتهم بالانتقال إلى بلدٍ آخر للعمل.
كيف تجعل التواصل الجيد مع موظفيك لزيادة إنتاجيتهم وولائهم؟
وعلى الرغم من أن هذا العدد ربما يبدو كبيراً، إلا أنه أقل بنحو 7 نقاط مئوية عما كان عليه في عام 2014، عندما أجرت "بي سي جي" آخر استبيان مشابه ويعتبر هذا التراجع في الحماس للهجرة أحد النتائج الأكثر إثارة للدهشة في الدراسة، والتي أجريت في ظل تصاعد الجدل حول الهجرة والتجارة في العديد من البلدان.
ويبدو أن تصاعد الجدل حول هذه المسائل قد أثر في تفكير الأشخاص، الذين شملهم الاستبيان، حول العديد من وجهات العمل التقليدية الأمر الذي أدى إلى زيادة شعبية بعض الوجهات وتراجع شعبية بعض الآخر لدى الباحثين عن عمل حول العالم، حتى أن الدول التي لم يتغير تصنيفها العام قد خضعت لإعادة تقييم لدى المهاجرين المحتملين في مناطق معينة.
ووفقا للاستبيان لا تزال الولايات المتحدة تمثل الوجهة الأكثر شعبية في العالم، إلا أنها الآن أقل جاذبية -وسط تقلب سياساتها الوطنية -لدى الناس في المكسيك وأكثر من عشر دول أخرى بعد أن كانت في السابق الخيار رقم واحد.
كيف تشكل عادات الموظفين الصغيرة مخاطر أمنية كبيرة على الشركات؟
وجاء تقدم ألمانيا إلى المركز الثاني في الوقت الذي أصبحت فيه دول أوروبية أخرى -لا سيما بريطانيا وسويسرا -أكثر حذراً بشأن مسألة الهجرة وقد جعل ذلك ألمانيا، مع انفتاحها النسبي، في موقع أكثر ملاءمة وعزز تفوقها في التصنيف العالمي على منافساتها من الدول الأوروبية.
وأظهر الاستبيان تعزيز برلين لموقعها كمركز عالمي جديد، والتي تعتبر الآن ثالث أكثر المدن شعبية للعمل، صاعدةً من المركز السادس في عام 2014 ويعزى هذا التغيير السياسي أيضاً التصنيف المتراجع للمملكة المتحدة مقارنة بالترتيب الذي حصلت عليه في عام 2014، حيث تراجعت من المرتبة الثانية إلى الخامسة بين وجهات العمل الأكثر تفضيلاً. فيما حلت نيويورك في المرتبة الثانية كأكثر الوجهات الجاذبة للعمالة بين المدن بعد لندن ومتقدمةً على برلين التي جاءت ثالثاً، مما يدل على تفضيل العمالة للمدن الشهيرة في الغرب.
من جهة أخرى بدأت مدن جديدة في مناطق أخرى تجذب الانتباه، حيث حلت دبي (المدينة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في دولة الإمارات العربية المتحدة) في قائمة الوجهات العشر الأكثر جذباً للعمالة في العالم، إضافة إلى تقدم أبو ظبي بشكل حاد في التصنيف العالمي. كما تعد هونغ كونغ أيضاً إحدى المدن غير الغربية التي زادت شعبيتها في السنوات الأربع الأخيرة.
وحل العمال الصينيون ضمن الأقل رغبةً بالانتقال للعمل خارج بلدهم بين الـ 197 دولة التي شملها الاستبيان. كما أن العمال في كل من بولندا وكرواتيا وسلوفينيا ورومانيا هم الآن أقل من المتوسط العالمي للانتقال للعمل خارج البلاد بعد أن كانت هذه الدول أعلى من المتوسط العالمي بفارق كبير في عام 2014.
كيف يزيد العمل بروح الفريق الواحد الإنتاجية ويحسن الأداء؟
وحددت الدراسة أيضاً بعض الدول ذات الكثافة السكانية العالية التي يرغب العاملين فيها بشكل أكبر بالانتقال للعمل في الخارج مقارنة عما كان عليه الحال قبل أربع سنوات، ومن هذه الدول الهند والبرازيل، وكذلك الأمر بالنسبة للناس في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، حيث قد يكون الانفتاح الأكبر على الهجرة عاملاً جيوسياسياً بحد ذاته.
وسلط الاستبيان على واقع آخر للشركات تمثل في التأكيد على تمتع العمال حول العالم بعلاقات جيدة مع الزملاء والمديرين إضافة إلى التركيز على المسائل المتعلقة بالتوازن بين العمل والحياة اليومية لم يتغير التركيز على هذه العناصر الوظيفية -مقابل التعويض المالي، الذي يحتل المرتبة الثامنة بين جميع عوامل الرضا الوظيفي في العالم -منذ استبياننا الأخير في عام 2014.
وعلى رغم أن هذا الوضع سيجبر الشركات على إجراء تغييرات إذا ما أرادت مواصلة اكتساب المهارات وجذب المواهب التي تحتاجها في المستقبل، الا أن هناك اختلافات في عوامل الرضا الوظيفي حسب البلد والمنطقة. فعلى سبيل المثال، لا يشكل الأمن الوظيفي عموماً مصدر قلق كبير في دول أوروبا الغربية، حيث تكون قوانين حماية العمال شائعة إلى حد كبير، لكن ذلك يمثل مصدر القلق الأول في إندونيسيا وماليزيا.