كيف ستتعامل مايكروسوفت مع مشاكل منصة GitHub؟
بعد سلسلة طويلة من الشائعات والتسريبات قررت مايكروسوفت أخيرا الاستحواذ على GitHub بقيمة وصلبت إلى 7.5 مليار دولار أمريكي. تعد المنصة مصدراً مهماً لحوالي 28 مليون مطور وموطن لبلايين الأسطر من الكود المفتوح المصدر. وهي صفقة منطقية لمايكروسوفت التي تصالحت مع البرمجيات المفتوحة المصدر.
وبغض النظر عن الفوائد التي ستحصدها الشركة الأمريكية من الاستحواذ على GitHub إلا أن هناك تحديات ومشاكل عليها أن تتعامل معها في أسرع وقت ممكن.
تم إنشاء GitHub منذ أكثر من عقد من الزمن، حيث يشارك فيها الملايين من المطورين منها المبرمجين من الشركات مثل جوجل والذين ينشرون الملايين من الأكواد والشفرات البرمجية المفتوحة المصدر لإتاحتها لبقية المطورين.
وتوفر المنصة لأي شخص نشر شفرة مفتوحة المصدر إلى GitHub مجانًا، فيما تربح المال من حماية حقوق الشركات والمطورين وابقاء أكواد مشاريعهم خاصة.
ويستضيف موقعها أكثر من 85 مليون ملف ومستندات برمجية ما يجعله من أكبر المواقع الإلكترونية في هذا المجال، وبالطبع فإن الكثير من تلك البرمجيات تأتي بحلول لا تقدمها تطبيقات وبرامج مدفوعة، بل إن بعضها صمم من أجل مواجهة احتكار الشركات.
على سبيل المثال تستضيف المنصة Xbox emulators وهي أداة توفر لمستخدمي حواسيب ويندوز استخدام ألعاب اكس بوكس مجانا على أجهزتهم دون شراء جهاز الألعاب الشهير من مايكروسوفت، وهو ما يعني أنها تسبب في خسائر للشركة إذ تغني المستخدمين من شراء اكس بوكس واستخدام خدماته على الحواسيب بدون مقابل مادي.
في هذه الحالة سيكون من صالح الشركة الأمريكية إزالة هذه الأداة، لكن قد يصيب ذلك مطوريها ومجتمع المطورين بغضب وسيعتبرونه تدخل منها، أما إذا أبقت عليها فإن الشركة تتساهل مع القرصنة ومع ما يتعارض ضد مصلحتها.
هذه واحدة من المشكلات التي يجب على الشركة الأمريكية، وهي التعامل مع الأدوات والبرامج التي تشجع على السرقة وانتهاك حقوق الشركات دون أن تثير غضب المطورين أو تدفعهم إلى هجرة المنصة.
يضم GitHub أيضًا الكود الذي يسمح للأشخاص بإنشاء مقاطع فيديو عميقة، وأشرطة فيديو إباحية مزيفة تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحويل وجه شخص ما إلى جسم شخص آخر، ويجب أن تتعامل مع هذه المشكلة بوضوح، عليها أن تمنع استضافة مثل هذه الأكواد التي لا يوجد أي غرض مشروع منها.
إن بقاء هذا الكود متاحا على المنصة هو بمثابة التشجيع على إصدار مقاطع اباحية مزيفة، وهذا سيجعل مايكروسوفت أمام قضية أخلاقية تمس بسمعتها.
البعض سيدافع عن ابقاء الكود متاحا على الموقع لأنه يساعد على التعلم ويستخدم لأغراض تعليمية، لكن كونه متاحا للجميع يتيح للمطورين ذات النوايا السيئة استخدامه على نطاق سيء.
سيكون على مايكروسوفت أن تكون واضحة في مسألة الرقابة على المنصة ومراجعة الأكواد المنشورة وحذف الأكواد البرمجية الموضوعة من أجل استخدامها على نطاق سيء.
هذه الرقابة أصبحت مطلوبة بقوة اليوم وهي الفكرة التي تتنامى في عالم الشبكات الإجتماعية مثل فيس بوك وتويتر.
ومن المعلوم أن GitHub مفتوحة للجميع مجانا لإضافة البرامج والأعمال البرمجية المفتوحة المصدر إليها، ما يجعلها معرضة لاستضافة البرمجيات الضارة.
من جهة أخرى تتمتع مايكروسوفت بعلاقة أفضل مع الصين مقارنة بالشركات الأمريكية الأخرى، ومن المعلوم أن GitHub تستضيف الكثير من المحتوى الذي يرغب الحزب الحاكم في الصين بإزالته والتخلص منه.
وهناك خشية من أن الشركة الأمريكية ستعمل على الاستجابة لمطالب الصين وتعمل على تنظيف منصتها من تلك المحتويات أو تبرم صفقة مع الحكومة الصينية تحصل بموجبها على امتيازات في السوق الصينية مقابل ضمان GitHub صديقة للحزب الشيوعي الصيني.
هذه قضية أخرى أو مشكلة كبيرة ستواجه مايكروسوفت وسيكون عليها حلها، وأن تكون واضحة بهذا الخصوص.
يجزم روب غراهام، الرئيس التنفيذي لشركة Errata Security على ان مايكروسوفت ستعمل على اخفاء تلك المحتويات وحجبها أو ربما حذفها خلال قادم الأسابيع والأشهر.
تم حظر GitHub في عدد من البلدان الأخرى التي تمتلك مايكروسوفت فيها مصالح تجارية، بما في ذلك روسيا والهند، وهذا لاستضافتها محتوى يهدد تلك الدول، وهذه مشكلة أخرى يجب حلها وغالبا ما سيحدث ذلك بإزالة المحتوى الذي تعترض عليه هذه الدول.
هناك مشكلة أخرى تنتظر مايكروسوفت وهي التعامل مع الشفرات البرمجية المسروقة وانتهاك حقوق المطورين الأصليين، إذ سيكون عليها منع ذلك.