كيف يقضي أشهر الرواد والمدراء التنفيذيين ساعات يومهم ؟
كثير يتساءلون كيف يقضي رجال الأعمال والمدراء التنفيذيين أيام الأسبوع، وفي دراسة بحثية نشرتها مجلة "هارفارد بيزنس ريفيو"تم إلقاء الضوء على كيفية استغلال هؤلاء القمم في مجال الريادة لأوقاتهم.
وقت الكبار
وقد تضمنت الدراسة التى قام عليها كلا من الأكاديميين بجامعة هارفارد، مايكل بورتر ونيتين نورية، ونشرت في عام 2006 ملاحظات بحثية على قرابة 27 من المدراء التنفيذين لشركات كبرى، بينهم سيدتان و25 رجل، وكيفية قضاء هؤلاء الرواد أيامهم في ضوء ما يحققونه من متوسط دخل يقدر بـ 13.1 مليار دولار سنوياً.
كما تم تجميع البيانات المالية وزيادة الرواتب المحققة بواسطة هؤلاء المدراء والتي تجري عليهم الدراسة أبحاثها، فيما تمكن الباحثون من تجميع نحو 60 ألف من الساعات التي يقضيها المسؤولون خلال الأيام السبعة للأسبوع على مدار 3 أشهر.
ومن أبرز ما كشفت عنه الدراسة البحثية متوسط عدد ساعات العمل لدى القادة وكبار المسؤولين والتي بلغت 9.7 ساعة كل يوم خلال الأسبوع، وهو ما يقدر بـ48.5 ساعة كل أسبوع عمل.
كما بلغت النسبة المئوية بخصوص العمل في أيام العطلات حوالي 79% وذلك بما يعادل في المتوسط نحو 3.9ساعة يومياً، فيما قدرت مئوياً في أيام الإجازات بنسبة 70% وذلك بمتوسط 2.4 ساعة في تلك الأيام، لتحصد الدراسة في الإجمالي متوسط عدد ساعات عمل كبار المسؤولين والمدراء التنفيذيين على مدار الأسبوع الواحد والتي بلغت نحو 62.5%.
مابين الجد والتمتع بالحياة نسب وأرقام
ووفقاً لاحصائيات مكتب العمل بالولايات المتحدة الأمريكية وفي تقريرها عن العمل خلال عطلة الأسبوع، توصل الباحثان الأكاديميان إلى أن حوالي 75% من وقت المسؤولين مخطط له ومعد مسبقا ًفي جداول زمنية محددة، بينما 25% من أوقاتهم تعد حرة طليقة وغير مسندة لأي خطط.
ومن هنا يتضح لنا في صورة مكبرة وأكثر تفصيلاً أن القادة المسؤولين يُطيحون بالتوازنات بين مسئوليات العمل والوقت الشخصي لهم عٌرض الحائط، وذلك في ضوء قضائهم نحو 31% من أوقاتهم بالعمل، أمام 10% في رحلة الذهاب والإياب للعمل، مقابل 25% فحسب للعائلة والأمور الشخصية، وحوالي 29 % مخصصة للاستمتاع بقسط من الراحة والنوم والتى لا تزيد ساعاته عن 6.9 ساعة ليلاَ، بينما لا تتعدى نسبة الأوقات المستغلة في الإجازات الخمسة بالمئة.
ولكن هنا يأتي السؤال، ما لذي يفعله الرؤساء التنفيذيون والقادة المسئولون خلال ساعات يومهم بالضبط؟
أما الإجابة فهي أن أبرز النشاطات التى يؤديها رجال الأعمال والمسؤولين طوال يومهم المشغول متنوعة وللغاية، حيث تمثل العلاقات الاجتماعية مع البشر في أماكن العمل حوالي 25%، والنسبة ذاتها في عمليات المراجعة الوظيفية والتجارية، فيما تصل نسبة تحضير وإعداد الاستراتيجيات إلى 21%، مقابل ثلاثة بالمئة فقط مخصصة للنمو والتطور على المستوى المهني، وواحد بالمئة لإدارة الأزمات، يقابلها 4% لإعداد الخطط التشغيلية. وفيما يتعلق بجو الاجتماعات والتى تشكل جزءًا كبيرًا من يوم أي مسئول تنفيذي، تبلغ نسبة عقد الاجتماعات من ساعات العمل ما يقدر بـحوالي 72%.
للتواصل وجهاً لوجه مزايا لا تحصى
ومن الاستطلاعات التي نشرت بمجلة هارفارد بيزنس ريفيو وقام بإعدادها الباحثان بورتر ونورية، تلك التي تتناول متوسط الأوقات المستغرقة في عمليات عقد الاجتماعات حيث اعترف كثير من الرؤساء التنفيذيون بأن اجتماعات العمل قد تقطع في الساعة الزمنية الواحدة نحو30 دقيقة أو 15 دقيقة فقط.
ومن أبرز ماتوصلت إليه هذه الدراسة أيضاً، قيمة الوقت المخصص للمقابلات وجها لوجه لدى القادة والرواد في مجالات أعمالهم، حيث يمثل التواصل المباشر وجهاً لوجه نسبة بلغت 61%، مقابل 24% بغرض إنجاز المهام الإلكترونية كالإيميل على حسب المثال، ويقابلها كذلك 15% لإتمام عمليات الاتصالات الهاتفية ومتابعة الخطابات النصية.
كما أنه من الصعب إحصاء كم المميزات التي تعود من عمليات التواصل المباشر والمواجهة وجهاً لوجه بواسطة إجراء مقابلات العمل مع الموظفين أو العملاء من قبل الرؤساء التنفيذيين وكبار المسئولين، ومن بين هذه الميزات أنها بمثابة تمرين ذهني وجسدي فعال يمارسه رجال الأعمال يومياً والذى بدوره يزيد من خبراتهم تجاه عمليات التفويض والمُضي قدما في إنجاز جداول الأعمال المتعددة المعدة مسبقاً، فضلا عن مايسببه هذا التواصل من توسع وامتداد في السعة المسموحة لدى المسؤولين أمام الآخرين والذي من شأنه أن يجعل المسئول مبادراً وأكثر إقداماً على اتخاذ الخطوات الجادة في عمليات دعم وتدريب العاملين لديه بالمؤسسة عن قرب وذلك وفقاً لرؤية البحث والقائمين عليه.
المصدر