لماذا أثارت السترة التي ارتدتها ميلانيا ترامب عاصفة من الانتقادات؟
شنت مواقع التواصل الاجتماعي، ومعها الإعلام الأميركي انتقادات لاذعة للسيدة الأولى ميلانيا ترامب بسبب سترة ارتدتها أثناء توجهها من واشنطن إلى تكساس لزيارة مراكز احتجاز الأطفال المهاجرين الذين فُصلوا عن ذويهم بقرار من زوجها الرئيس دونالد ترمب وتحديداً العبارة التي طُبعت على السترة.
وظهرت ميلانيا أثناء توجهها إلى الطائرة التي ستقلّها إلى تكساس بسترة باللون الكاكي من علامة Zara يبلغ سعرها 39 دولاراً فقط. وقد حملت هذه السترة على ظهرها عبارة: "?I really don’t care, Do u" أي «أنا حقاً لا أبالي، فهل انتم كذلك؟». ولم تقف المسألة عند انتقاد العبارة، بل ذهبت أبعد من ذلك عندما بدأت التساؤلات عن الجهة المقصودة بهذه العبارة، ولمن هي موجهة.
بيل غيتس يتبرع لبعوضة بـ4 مليون دولار!
وتضمنت الانتقادات الحديث عن الموقف الذي أرادت ميلانيا إطلاقه حيال قضية احتجاز أطفال المهاجرين وهو ما اضطر ستيفاني غريشام، المتحدثة باسم السيدة الأميركية الأولى، للتغريد عبر موقع "تويتر" بأن لا وجود لأي معنى خفي لما كُتب على السترة. وهي دعت وسائل الإعلام للتركيز على الجهود التي تقوم بها ميلانيا لمساعدة الأولاد المهاجرين بدلاً من التركيز على خزانة ملابسها.
وكانت ميلانيا زارت أول من امس مركز إيواء ماكالين وهي مدينة كبيرة في ولاية تكساس، والتقت على مدى ساعة أطفالاً كتبوا مرحبين بها على علم أميركي: «أهلاً وسهلاً». وقالت: «إنهم خائفون من دون عائلاتهم». وسألت العاملين في المركز: «كيف يمكن أن أساعد في جمع الأطفال بعائلاتهم بأسرع وقت ممكن؟»، مضيفة: "أشكركم لعملكم الشاق، لتعاطفكم ولطفكم مع (الأطفال) في هذه الفترة الصعبة".
وفي خطوة غير متوقعة، وقّع ترامب مرسوماً ينهي فصل الأطفال عن أهلهم بعد توقيفهم على الحدود مع المكسيك تطبيقاً لسياسة «عدم التسامح» مع المهاجرين غير الشرعيين. وباعتراف زوجها، لعبت ميلانيا، دوراً في توقيع هذا المرسوم الذي لا يحلّ مشكلة أكثر من 2300 قاصر فصلوا عن ذويهم منذ بدء تنفيذ سياسته في مطلع أيار (مايو) الماضي.
ووسط المحنة الإنسانية للاجئين وعائلاتهم، وجد الإعلام وقتاً للتوقف عند السترة التي ارتدتها ميلانيا. وفي صلب الجدل الرسالة التي حملتها العبارة، ففي الوقت الذي تُظهر السيدة الأولى تعاطفاً مع الأطفال اللاجئين وتضغط لحل الأزمة، فإن العبارة على سترتها تقول عكس ذلك: "لا أبالي".
وسرعان ما امتد الجدل إلى وسائل التواصل الاجتماعي حول السترة العسكرية الخضراء التي تبين أنها من تصميم محلات «زارا» ويبلغ ثمنها 39 دولاراً. أحد المغردين المستائين استعار صورة للسترة ووضعها للترويج لجماعات تعمل لمصلحة أطفال المهاجرين. كما ظهر رسم كاريكاتوري يرتدي فيه تمثال الحرية السترة.
تراجع شعبية «أنغيلا ميركل» للمرة الأولى في تاريخها
وفيما رأى البعض أن المسؤولية تقع على الطاقم العامل مع السيدة الأولى لسماحه لها بارتداء هذه السترة، رغم المراسم الحذرة المتبعة في البيت الأبيض، دافع البعض الآخر عن ميلانيا قائلاً إن من الصعب أن نصدق أنها تكبدت عناء السفر إلى تكساس، وزيارة الأطفال، والتحدث إلى الموظفين، والانخراط في هذه القصة المفزعة، لتقوم في النهاية بتحطيم كل هذا عمداً باختيارها هذه الملابس التي تُظهر عدم الاكتراث.
ووجهت الناطقة باسم السيدة الأولى ستيفاني غريشام انتقادات لوسائل الإعلام الأميركية من خلال «تويتر» لتركيزها على اختيار السيدة الأولى أزياءها. وقالت في تغريدة حملت هاشتاغ إنها تهتم وهذه مجرد سترة: "إنها مجرد سترة، ولم يكن هناك أي رسالة مخفية. وبعد الزيارة المهمة لتكساس، أتمنى ألا يختار الإعلام التركيز على خزانة ملابسها".
ودافع ترامب عن زوجته، مقدماً تفسيراً آخر للعبارة، وغرد على «تويتر» بأنها "تشير إلى الأخبار الإعلامية الكاذبة. ميلانيا علمت كم هم غير صادقين، وهي حقاً لم تعد تبالي".
على أن كل هذا الجدل لم يمنع ميلانيا من ارتداء السترة نفسها أمام المصورين في طريق عودتها من تكساس إلى واشنطن، وكأنما تبعث برسالة تتطابق مع العبارة المطبوعة على سترتها: «لا أبالي». كما تجاهلت أسئلة الصحافيين بينما كانت تستقل موكب السيارات الرئاسي.