سمة شخصية واحدة يمتلكها كل ريادي وعليهم التخلص منها نهائياً
أي ريادي أو قائم على أعمال كبرى ينظر دوماً لمشروعه بنظرة الأب الحنون على ابنه الصغير، كما أن للنظرة الدفاعية جانب مهم في كيان أي قيادي مسؤول وتعد هذه السمة الشخصية هي الشريك المتصل بين جيمع أصحاب المشروعات الكبيرة والصغيرة أيضاً.
من التحديات العظمى التى يواجهها الرواد في أعمالهم قدراتهم على إنشاء مشروع مؤسسي ناجح، فيما يأتي التحدي واضحاً في أكثر من صورة والبداية تأتي من نشأة المنتج ومراقبة الأسواق وتحديد الجمهور المستهدف، ومن ثم زيادة معدلات التمويل وتسهيل الشراكات وتحقيق الأرباح. وفي ضوء مواجهة هذه التحديات ينتج بناءاً عملاقاً أو سوراً عالياً بالتزامن مع عملية ريادة الأعمال وذلك على المستوى السيكولوجي النفسى ويعرف باسم "الدفاعية".
وفي ضوء امتلاك معظم القادة ورواد الأعمال لعناصر هذه السمة الشخصية والتي تعود إلى مفهوم الحماية والدفاع عن أي ممتلك، ومن خلال ماسيتم تناوله لاحقاً سندرك سوياً الأسباب وراء كون سلاح الدفاعية مضراً على مهمة أي مشروع قائم ويُعيق آمال كل رائد أعمال في تحقيق المراد منه.
فيديو| لعنة الدقيقة 90 تطارد المنتخبات العربية في مونديال روسيا 2018
ردود فعل المنتج صديق لك
ويُعبر أحدهم عن تصرف قابله من جانب أحد رجال الأعمال المتصلين به، ويرغبون في تلقي المشورة منه وحالما بدأ ذلك الشخص في تقديم بعض خدماته للمتصل كان الرد هو إنهاء الحديث والسبب هو اقتناعهم الشديد بأن منتجهم كان مثاليًا ولا تشوبه شائبة. وتكمن المشكلة هنا في رد الفعل المتخذ تجاه الانتقاد الموجه ضد المنتج الخاص بذلك الريادي، ففي حالة اكتساب ذلك المنتج لسمات الروعة والتميز فمن الضروري التكيف مع الانتقادات بل وقبولها والتي ربما تضيف إليك زاوية من الأمور لم تلاحظ، وبالتالي تكون على استعداد لسد تلك الثغرات إثر إداركها والعمل على التخلص منها بغرض تفادي تفاقم المشكلة الصغيرة أو غير واضحة المعالم،. ومن هنا يتحقق التوازن المطلوب.
وفي الحقيقة، إن تلقي ردود أفعال كثيرة من شأنها أن تفسح المجال واسعاً داخل محيط العقل المستقبل في إدراك سبل وطرق عدة في عمليات التنفيذ المتبعة حالياً وفيما بعد أيضاً، وبالتالي تزداد رقعة الفرص الأعلى للنجاح. وهذا لايعني في المقابل أن يكون لأي رد فعل قيمة عليا ولكن ينبغي على كل ريادي ورجل أعمال أن يكون صاحب عقلية متفتحة بشكل كافي تسمح له بسماع كل ردود الفعل باختلافاتها تجاه منتجه واستيعابها، بل واتخاذ القرار السليم إما بالقبول أوالرفض بشأن الخلفيات المثارة التي تستحق التفكير والملاحظة حقاً.
المستثمرون صعبٌ رضوخهم لقول كلمة "نعم"
للمستثمرين هدف واحد فقط دون غيره، وهو تحقيق أقصى حد ممكن من العائد المالي في استثماراتهم. فإذا أخرج أحد المستثمرين دفتر الشيكات الخاص بي لتدوين رقم ما لك بدون أي مؤشر تحدي مثار تجاهك، فتأكد أن كل شئ فيما بعد ربما سيحتاج منك إلى إعادة نظر بشأن استعانتك بأموال أحد المستثمرين.
فعلى سبيل المثال، إذا لجأ مستثمراً بعينه لاستخدام أسلوب الأسئلة المستفزة المثيرة للإزعاج لك ومن بينها مثلاً:" مالذي يمنع محرك البحث جوجل من إزاحتك جانباَ بالغد؟" أو " كيف ستكون مختلفاً عن 50 شركة بالفضاء التجاري؟". ووقتها ستبدأ مهمتك كريادي في عالم رجال الأعمال وبعد استنشاق نفس عميق، على الفور واجه غرائزك اللامعة لمحاربة هذه التساؤلات وليس باستخدام أساليب الدفاع والجدال ولكن بإحكام السيطرة على ذلك الوضع من خلال قدرتك على امتلاك هذه الميول الطبيعية وسلسلتها ثم إزاحتها جانباً، وهنا تأتي الخطوة الأهم وهي إيفاء إجاباتك على التساؤلات المطروحة عليك لسند قوي يتمثل في حقائق وبيانات لا تقبل التكذيب.
كيف يدفع رواد الأعمال الشباب مجتمعاتهم نحو التطور ؟ .. أسيا نموذجًا
وبعيداً عن الإجابات الجدية كأسلوب منطقي وعقلاني مهم للغاية اتباعه، فإنه دليل آخر ومؤشر واضح يشير إلى مدى النضوج العقلي حين التخلي عن أحاسيسك الشخصية وعدم منحها فرصة القيادة واستعانتك في الردود على الأسلوب الحسابي والأرقام والدلائل المحسوبة مع المستثمرين وأصحاب المال.
المنافسة تعادل فعالية التأثير
غلبة الميول البشرية والغرائز النفسية التى تعزز من كونك أنت الأفضل دوما ولست في حاجة للمنافسة تفكير لن يعود بالنفع على صاحبه على الإطلاق، ففي الواقع أن خوض غمار أي منافسة ليس بالأمر السئ بل أنه أمرصحي وتعم فوائده على الأطراف المشاركة ككل. فبدون المنافسة تتقلص الرؤية السليمة وتـُمحى فعالية أي تأثير مرجو تحققه. لذلك عندما يطرح عليك تساؤلاً محتواه من هو منافسك؟، فلا تلجأ للموقف الدفاعي في الرد، بل استعن بحرفيتك ومهاراتك المهنية عند الإجابة.
حب التمركز طبيعة بشرية
معظم الشركات الناجحة تمتلك بأسلوب أو بآخر سمة التمحور والمركزية وهذا أمر مقبول، فربما تكون شخص عبقري أو فكرتك عظيمة ولكن يجب أن تدرك أن من حولك ما يفوق ملايين الأشياء في حاجة إلى التوافق مع الفكرة الخاصة بك حتى تصبح وتظل أعمالا تجارية باقية. وبقاء معظم هذه الأمور يعتمد على طبيعة عقلك المنفتحة كريادي وصاحب أعمال واستعدادك للانصات والتنفيذ في ضوء مركزية كيانك المؤسسي القائم على الظروف المحيطة بل والزج بها لأعلى المراتب والمستويات.
ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في كيفية نصح القادة والرياديين بواجب التخلي عن صفة الحماية والدفاعية غير المبررة في ضوء ترسخ هذه السمة بعقول الكثير منهم وبالتالي لن يكون خير مستمع للانتقادات الموجهه له. فأي ريادي لديه وعي وإدارك كبير بذاته فإن الطريق الذي سيسلكه إجباري وسيؤدي به في نهاية المطاف إلى نجاحات تفوق التوقعات.