نيلس بوهلين مخترع حزام أمان السيارات.. هكذا أنقذ حياة البلايين
قام المهندس السويدي نيلس لوهلين بتطوير حزام الأمان الثوري للسيارات والذي رفع من مستوى السلامة وأدى لإنقاذ حياة عدد لايحصى من الأرواح حول العالم، ورفض نيلس حقه التجاري في هذا الإختراع منذ أن تم تقديمه لأول مرة في أوروبا، وسمح لجميع السيارات بإستخدامه، وخسر ثروة عملاقة بسبب هذا القرار.
بدأ مسيرته المهنية في شركة سويدية لتصنيع طائرات "SAAB" عام 1942، وكان مصمماً للطائرات وساعد في تطوير المقاعد القاذفة. وفي عام 1958، انضم نيلس إلى شركة فولفو للسيارات في مدينة غوتينبرج السويدية وكان مهندس السلامة فيها، وأصبح بعد ذلك مدير قسم السلامة في الشركة.
وفي هذه الأثناء، كان نيلس يهتم بإيجاد طرق عملية لتقليل عدد القتلى والجرحى في حوداث السيارات والشاحنات، حيث كان يستخدم في ذلك الوقت أحزمة أمان مربوطة في جميع أنحاء الجسم ومزودة بمشبك على البطن، وغالباً ما كان المشبك يتسبب في حدوث إصابات داخلية شديدة عند وقوع الحوادث بسبب السرعة الزائدة.
بقي نيلس يعمل على تطوير فكرة حزام الأمان لمدة عام تقريباً، كان يركز خلالها على الحفاظ على سلامة السائق في حوادث السير، واستخدم كل مهاراته في تطوير مقاعد القذف من الطائرات في شركة "SAAB"، وأجرى عليه عدة اختبارات قبل أن يقدمه لشركة فولفو في عام 1959، ويحصل على براءة اختراعه الأولى.
وخلافاً لأحزمة الأمان السابقة، كان اختراع بوهلين يرتكز على ثلاث نقاط تؤمن حماية للجزئين العلوي والسفلي للإنسان من خلال حزامين متصلين ببعضهما البعض ومتماسكين في نقطة الربط عند الورك، وساهم هذا الإختراع في انخفاض خطر الإصابات والموت أثناء الحوادث، وأصبح معياراً إلزامياً على السيارات في جميع أنحاء العالم، حيث قامت الولايات المتحدة الأمريكية بإجبار السائقين على ارتدائه أثناء القيادة في عام 1968، وأجمعت جميع دول العالم تقريباً بعد سنوات قليلة على إصدار قوانين إلزامية بإرتداء الحزام.
وبعد عشر سنوات من إنجازه هذا الإختراع، أصبح نيلس مدير قسم الأبحاث والتطوير المركزي لشركة فولفو في عام 1969، وأصبح بعد ذلك رئيس المهندسين في الشركة، وتقاعد في عام 1985. ودخل إلى قاعة الشهرة الوطنية للمخترعين في أكرون بولاية أوهايو الأمريكية في اليوم الذي توفي فيه. ولقد حصل على الكثير من الجوائز كان أهمها جائزة الأكاديمية الملكية السويدية لعلوم الهندسة، وجائزة "هندسة أمان المحركات".