كيف تغير التسويق على فيسبوك ؟ وكيف تستعد لذلك ؟
يعيش تطبيق فيسبوك على وقع تغييرات ومحطات مهمة للغاية في تاريخه، فبعد أن وصل عدد مستخدميه إلى 2.2 مليار مستخدم نشيط حول العالم، وتصاعد تأثيره في مختلف المجالات وعلى الرأي العام وآراء الناس، يتعرض لضغوط من الحكومات والمنظمات التي تحارب الأخبار المزيفة وخطاب الكراهية كي يغير من سياساته لمنع استخدامه لأغراض مشينة.
كل ما تريد معرفته عن قمة ترامب وكيم .. لماذا التقى الزعيمان ؟
افتتحت الشبكة الإجتماعية الأكبر في العالم هذه السنة بتعهد من مارك زوكربيرغ بإصلاحها وتطويرها، معلنا بذلك عن خوارزمية 2018، وهي تغييرات تهم كيفية عرض المنشورات في صفحة الخلاصة للمستخدمين، وقد كانت الشركة واضحة عندما قالت، أنه من الآن فصاعدا ستعطي أهمية أكبر للمنشورات من الصفحات الشخصية وهذا لتعزيز التواصل بين المستخدم والأصدقاء والعائلة والعودة إلى تحقيق المهمة التي أنشأ لأجلها فيس بوك في الأصل.
خلال السنوات الأخيرة ابتعد فيس بوك عن الهدف الرئيسي وأضحى مصدرا إخباريا ومنصة يقضي المستخدمين فيها أغلب أوقاتهم في النقاشات حول السياسة، ورغم أن الشركة لا تزال تريد الإحتفاظ بالناشرين والعمل معهم، وترغب في تطوير صناعة الأخبار والتعاون على الاقل مع صناع المحتوى، إلا أنها تولي أهمية كبرى حاليا للمنشورات الشخصية، ولها في ذلك غاية مهمة وهي الرفع من تفاعل المستخدمين والرفع من المنشورات الشخصية التي تنشر يوميا على الموقع.
منذ أشهر أكدت فيس بوك تراجع المنشورات والمشاركات الشخصية على الموقع، ووجدت أن السبب في ذلك هو أنها لا تعطي أهمية للمنشورات الشخصية وتظهر للمستخدمين المنشورات العامة، لهذا لجأ كثيرون إلى إنشاء الصفحات العامة لتواجه الشبكة تسرب المستخدمين نحو منصات أخرى لمشاركة أحداث حياتهم.
من جهة أخرى أعلنت الشركة عن تغييرات تهم الواجهة البرمجية التي توفرها للمطورين حيث جاء في بيان نشرته 25 أبريل المنصرم ما يلي:
سيتم إيقاف العمل بإذن `publish_actions`. يمنح هذا الإذن التطبيقات إمكانية الوصول إلى نشر المشاركات إلى فيس بوك كمستخدم تم تسجيل دخوله. لن تتمكن التطبيقات التي تم إنشاؤها من اليوم فصاعدًا من الوصول إلى هذا الإذن. يمكن أن تستمر التطبيقات التي تم إنشاؤها قبل اليوم والتي تمت الموافقة عليها مسبقًا لطلب `publish_actions` في القيام بذلك حتى 1 أغسطس 2018.
تعني هذه التغييرات أن المطورين ، والأنظمة الأساسية مثل Buffer، لن يتمكنوا من نشر المحتوى نيابةً عن ملفات شخصية على فيس بوك. يؤدي هذا إلى وضع واجهة برمجة تطبيقات فيس بوك بالتوافق مع انستقرام، مما يعني أنه لا يمكن للمطورين سوى النشر في الملفات الشخصية للأعمال والصفحات العامة على كل من فيس بوك و انستقرام.
هذا يعني أن فيس بوك يريد أن لا تعمل الصفحات الشخصية على كل من فيس بوك و انستقرام بشكل تلقائي بل أن تنشر فيها المحتويات يدويا.
يبدو فيس بوك حريصًا جدًا على تشجيع المزيد من المستخدمين على مشاركة المحتوى ومواجهة انخفاض المشاركات التي ينشئها المستخدمون.
على سبيل المثال، يمكن النظر إلى تركيزه الحديث على القصص والمجموعات كطريقة لتشجيع المزيد من المحتوى الفريد. هذا بالإضافة إلى تحديث "التفاعلات ذات المغزى"، كل هذا يوضح لنا أن فيس بوك قد يأمل في أن المزيد من المحتوى الفريد الذي يشاركه المستخدمون، والوصول إلى المزيد من أقرب الأصدقاء والعائلة سوف يساعد على إثارة المزيد من المحادثات والتفاعل على النظام الأساسي.
في بين نشره مارك زوكربيرغ خلال يناير الماضي جاء فيه:
تظهر الأبحاث أنه عندما نستخدم وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع الأشخاص الذين نهتم بهم، يمكن أن يكون ذلك مفيدًا لرفاهيتنا. يمكننا أن نشعر بأننا أكثر ارتباطا وأقل وحدة، وهذا يرتبط بمقاييس السعادة والصحة على المدى الطويل. من ناحية أخرى قد لا تكون قراءة المقالات أو مشاهدة مقاطع الفيديو حتى وإن كانت مسلية أو إعلامية جيدة.
ومن المرتقب أن تعمل فيس بوك على إصدار المزيد من السياسات التي ستساعده على تحقيق هذا الهدف، ما يضيق الخناق ويجعل التسويق على فيس بوك أمرا صعبا.
هذا يعني أيضا انه على الناشرين والمسوقين الإستفادة من المجموعات إضافة إلى إنشاء محتوى عالي الجودة على صفحاتهم العامة واستخدام الإعلانات لأن الوصول المجاني للمنشورات سيستمر في التراجع.