فوائد صلاة التراويح النفسية والصحية والدينية
صلاة التراويح خاصة بشهر رمضان، تقام بعد صلاة العشاء وهي من السنن التي سنها النبي محمد.
تعتبر صلاة التراويح شعيرة من شعائر الإسلام إذ ثبت في أحاديث كثيرة أن النبي كان يحث على قيام رمضان ومن الأحاديث المثبتة انه قال «من قام رمضان إيماناً وإحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه».
لم يثبت عن النبي إعتماده لعدد محدد من الركعات وإن كان قد ثبت أنه صلاها ١١ ركعة. ولكن ووفق علماء الدين فإنه يجوز الزيادة مع التأني والتطويل.
تؤدى كل ليلة من ليالي شهر رمضان بعد صلاة العشاء ويستمر وقتها حتى قبيل الفجر. وبالإضافة الى كونها من سنن النبي فإن لصلاة التراويح فوائد عديدة جداً في مختلف المجالات.
الفائدة البدنية
صلاة التراويح التي يتراوح عددها بين ١١ الى ٢٠ ركعة في كل ليلة من ليالي رمضان هي نشاط بدني يتدرج تحت خانة النشاط الرياضي المعتدل. النشاط الرياضي المعتدل هذا يشمل غالبية عضلات الجسد وذلك لان العضلات تنقبض وترتخي بالوتيرة نفسها لمدة معينة من الزمن ما يؤدي الى جعلها أكثر ليونة. بطبيعة الحال الحركات المتكررة هذه تؤدي الى حرق السعرات الحرارية وبالتالي ما تم تناوله خلال الإفطار يصار الى حرقه ما يمنع أو يحد من زيادة من الوزن خلال شهر رمضان.
صلاة التروايح وبحكم أنه يتم تأديتها كل يوم في التوقيت نفسه تحد أيضاً من إستهلاك الأطعمة، فلو كان الشخص في منزله لوجد نفسه يتناول الحلويات وغيرها من المشروبات التي تجعله في حالة من الخمول والكسل بسبب التخمة.
الفوائد الصحية
حركات الصلاة المنتظمة والمتكررة بشكل عام وفي صلاة التروايح بشكل خاص حيث عدد الركعات أكبر يمنح نفس الفوائد الصحية للصلاة وإنما بشكل مضاعف. وكما هو معروف الصلاة تؤدي الى ليونة المفاصل وتسهل حركتها وبالتالي توفر لها الحماية من التيبس. كما ان حركات الصلاة أثبتت بأن تأثيرها إيجابي جداً على مفاصل العمود الفقري من خلال تحسين مرنتها، كما انها تؤدي الى التخفيف من آلام العمود الفقري والظهر بشكل عام.
كما أن لصلاة التراويح تأثيرها الكبير والإيجابي على تنظيم مستويات السكر في الدم إذ كما سبق وذكرنا الحركات المتكررة هي أشبه بنشاط رياضي معتدل. وبالتالي وبعد يوم طويل من الصوم حيث تكون مستويات السكر في أدنى مستويات، ترتفع هذه المستويات بشكل كبير ومفاجئ بعد الإفطار، وعندما يتم أداء صلاة التروايح فان المستويات هذه يعاد تنظميها وإعادتها الى مستوياتها الطبيعية.
وفق بعض الدراسات فإن الصلاة تجعل الجسم يحرق ٥٨٠ سعرة حرارية وعليه فان العدد هذا يرتفع بشكل كبير جداً في صلاة التراويح.
حركات الركوع مفيدة جداً لعضلات البطن، اما السجود فيدفع الهواء من البطن الى الخارج ما يخفف من الضغط عليها ويريح جميع عضلات تلك المنطقة وفي منطقة الظهر أيضاً. خفض ورفع الرأس أثناء الصلاة يمنح شرايين الدماغ مرونة ما يقي الإنسان من تصلب الشرايين كما ان الحركات المتتالية للرأس وبالإتجاهات المختلفة تخفف من حدة الصداع وتقي منه.
الفوائد النفسية
الصلاة بشكل عام تجعل الشخص يشعر بالسكينة والإطمئنان والسعادة وذلك لان الشخص خلال الصلاة يشعر بأنه قريب من الله تعالى.
ويضاف الى ذلك انه خلال الصلاة وعند السجود فان تدفق الدم الى الدماغ يزيد عن معدله، ما يعني وصول كميات كبيرة من الأوكسجين ما يبعد ضبابية الدماغ ويجعل التفكير أوضح. وحين يتم الجمع بين تدفق الدم وبين المشاعر الإيجابية المرتبطة بالصلاة فإن الشخص يكون في حالة من الهدوء والإسترخاء ما يحفز الجسم على إفراز هرمونات السعادة وبالتالي يبعد عنه شبح القلق والتوتر والإكتئاب.
وفق بعض الدراسات تبين بان الذي يصومون ويحرصون على أداء صلاة التروايح بشكل دائم يتمتعون بصحة نفسية أفضل وأكثر إيجابية من غيرهم فهي ليست فقط رياضة بدنية بل نفسية أيضاً قائمة على الانضباط والصبر و«المكافأة».
الفوائد الدينية
علماء الدين أجمعوا ان صلاة التراويح سنة مؤكدة وأنها عبادة عظيمة ومنسك من مناسك الإسلام. فهي من أعظم العبادات التي تجعل الصائم يتقرب من ربه خلال شهر رمضان. لها العديد من الفضائل وهي إحياء لسنة النبي محمد. فالله يغفر ما تقدم من ذنوب للمسلم الذي يلتزم بها وهي من أعظم مناقب المسلم الذي يتقي الله ويطعيه. وفق علماء الدين فإنه يكتب لمن صلى خلف الإمام حتى انتهائه تماماً من صلاة التراويح قيام ليلة كاملة.
كما ان صلاة التراويح هي جامعة لعدد من العبادات فهي صلاة وتلاوة للقرآن ودعاء وتسبيح. وكل هذه الامور لها حسناته وهي التي تقي المسلم من نار الاخرة وتقربه الى الجنة. هي السبيل الذي يفوز من خلالها برمضان ويرضي الله ويكسبه الحسنات.
النبي قرن بين الصيام والقيام وأثنى على الذين يقومون الليل في رمضان ووعدهم باحسن الثواب وأعظم الجزاء.