#نعم_أتغير.. من بينها تجنب الأزمات القلبية.. تلك هي فوائد الصيام للقلب
خلال شهر رمضان المبارك تمتد الكثير من التغييرات على حياة الإنسان وبكل تأكيد النظام الغذائي وكمية الطعام التي يستهلكها الأفراد خلال الشهر الكريم من أكثر الأمور التي تشهد تغييرات جذرية خاصة مع تقلص وجبات الطعام الأساسية بشكل إجباري إلى وجبتين فقط وهما وجبة الإفطار والسحور .
وبالنسبة لمرضى القلب والأوعية الدموية التي تعتبر أمراضهم أحد الأسباب الرئيسية للوفاة حول العالم يعد التغييرات في نمط الحياة والنظام الغذائي فإن التعرض للانتكاسات الصحية أمر وارد الحدوث بشكل كبير في حال عدم اتباع نظام غذائي صحي .
فعوامل الخطورة الضارة المرتبطة بأمراض القلب التاجية والسكتة الدماغية مثل مستويات الدهون في الدم وعوامل تخثر الدم وارتفاع ضغط الدم والتدخين تكون أشد وأكثر شراسة وضرراً في حال إهمال اتباع نظام غذائي متوزان ومناسب بالنسبة للمصابين بأمراض القلب والشرايين .
ولكن وعلى الرغم من الضرر الذ قد يتسبب به تغير نمط الحياة بالنسبة للمصابين بأمراض القلب والشرايين إلا أنه وبحسب الأطباء والمتخصصين يعتبر الجمع بين الصيام خلال شهر رمضان والالتزام بنمط غذائي وحياتي صحي فرصة ذهبية لخفض فرص الإصابة بالأزمات القلبية والسكتة الدماغية بالإضافة إلى العديد من الفوائد الأخرى مثل :-
1- خفض مستويات الدهون في الدم
تعد الدهون المتراكمة بداخل الدم والمترسبة على جدران الأوعية الدموية واحدة من العوامل الرئيسية التي تسبب أمراض القلب والشرايين فهي تؤدي إلى تصلبها وانسدادها وتقلص اتساعها وهو ما ينتج عنه التعرض للأزمات القلبية و السكتة الدماغية .
ولكن وبحسب بحث أجراه الطبيب في أكاديمية الطب والكيمياء الحيوية الأمريكية محسن نعمتي عام 2012 لتأثير الصيام على نسبة تواجد الدهون السيئة والجيدة بداخل الجسم وجد "نعمتي" بأن مستويات الدهون الضارة من من 4.5 ± 1 مجم / ديسيلتر إلى 3.9 ± 1 مغ / ديسيلتر كما انخفضت نسبة الكوليسترول داخل الجسم من 193.4 ± 51 ملغ / ديسيلتر إلى 184.3 ± 42 ملغ / ديسيلتر .
وعلى صعيد الدهون المفيدة فإن نسبتها قد شهدت تحسن وارتفاع ملحوظ عند مقارنة الفترة ما قبل شهر رمضان والفترة ما بعد انتهائه مباشرةً .
#نعم_أتغير.. أهم النصائح الطبية لمرضى الكلى في رمضان
2- ضبط مستوى ضغط الدم
بالنسبة لمرضى ارتفاع ضغط الدم تعاني قلوبهم بشكل كبير بسبب عملها الدائم والمستمر بقوة في ضخ الدم بشكل أكثر كثافة من الأشخاص العاديين وهو ما يتسبب بإرهاق وتضخم في عضلة القلب مما يؤدي إلى قصور القلب ومضاعفات أخرى قد تصل إلى تمزق الأوعية الدموية الدماغية وهو ما يتسبب في حدوث سكتة دماغية يصاحبها نزيف .
ولكن خلال شهر رمضان تتغير الأمور نحو الأفضل بسبب تأثير الصيام الرائع على ضبط مستويات ضغط الدم وخفضها من 132.9 ± 16 ملم زئبقي إلى 129.9 ± 17 مم زئبقي وهو ما يقي مرضى ضغط الدم المرتفع من حدوث أي تطورات سيئة لقلوبهم خلال شهر رمضان .
3- الأنسولين والهوموسيستين
في حالة اتباع نمط غذائي صحي ومتوازن فإن التغير الذي تشهده عادات الإنسان الغذائية خلال شهر رمضان بتقليص عدد الوجبات إلى وجبتين فقط له أهمية كبيرة في استقرار مستويات الأنسولين بداخل الجسم وخفض إفراز حمض الهوموسيستين الأميني في الدم وهو الأمر الذي يقي مرضى القلب والأوعية الدموية ويحميهم من التعرض لأي وعكات صحية مفاجئة .
صدق أو لا تصدق.. ربع سكان العالم سيكونون بدناء في عام 2045
4- السمنة وخفض الدهون
بكل تأكيد تعد السمنة أحد أكثر العوامل فتكاً وشراسة بقوة القلب وكفاءته أثناء القيام بمهامه الوظيفية فالوزن الزائد والدهون المتراكمة بداخل الجسم تزيد من الضغط على القلب الذي يبذل مجهود مضاعف لضخ الدم إلى جميع أنحاء الجسم مما يفتح المجال للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بكل تأكيد . .
وبشكل عام يعاني أصحاب الوزن الزائد والسمنة المفرطة من انخفاض مستويات الأنسولين في الجسم الذي يساعد على تحويل الجلوكوز إلى طاقة للجسم وهو ما يرفع احتمالية إصابتهم بمرض السكري .
ويلعب الصيام دوراً بارزاً ومحورياً بالنسبة لقلب الشخص الذي يعاني من السمنة المفرطة وذلك لأن الامتناع عن تناول الطعام والشراب لساعات طويلة وخلال الأجواء الحارة يعمل على إجبار الجسم لاستخدام الدهون المتراكمه بداخله لتوليد الطاقة بدلاً من مخزونات الجلكوز التي تم استنزافها خلال الساعات الأولى من الصيام ونتيجة لاتجاه الجسم إلى استخدام الدهون كمصدر للطاقة تبقى أمام أصحاب الوزن الزائد والسمنة المفرطة فرصة ذهبية للتخلص من الكتلة الدهنية الكبيرة بداخل أجسامهم وتعزيز كفاءة وقوة عضلة القلب وتجنب التعرض لأي أزمات قلبية مفاجئة .
وفي النهاية من الأفضل دائماً تحديد وترتيب مرضى القلب والأوعية الدموية خطة خاصة بصيام الشهر الكريم بمشاركة واستشارة الطبيب وأخصائي التغذية من أجل تحقيق أكبر المكاسب الممكنة من صيام شهر رمضان .