من هم السدنة؟ .. تقلدوا شرف احتضان مفتاح الكعبة المشرفة
تمثل الكعبة المشرفة قبلة الصلاة عند المسلمين وهي المكان الذي يأتيه المسلمون من جميع أنحاء العالم ليؤدّوا فريضة الحج، وإن أوّل من بنى الكعبة هم الملائكة قبل آدم وأكمل بنائها سيدنا إبراهيم عليه السلام وساعده فيها ابنه اسماعيل عليه السلام، وهي أقدس وأطهر مكان على وجه الكرة الأرضيّة، ولها مكانة عظيمة في نفوس المسلمين .
وعلى الرغم من أن أننا نسمع كثيرًا بكلمة سَدَنة الكعبة المشرفة، لكن الكثير منّا لا يعرفون ماذا تعني هذه الكلمة، فكلمة السادن تعني الشخص الوحيد الذي يحمل مفتاح الكعبة المشرفة والمسؤول عن كلّ ما يتعلق بشؤونها من تغيير كسوتها وغسلها وتعطيرها بالطيب وفتحها وإغلاقها والسماح بدخولها أو عدمه.
وللسدانة مصطلحات أخرى مرادفة لها، والناس تستعمل هذه المصطلحات على السواء، أبرزها: الحجابة، والخِزَانَة. وهي في اصطلاح الإسلام: ولاية مخصوصة، لقومٍ مخصوصين، لشيءٍ مخصوص. فالمقصود بالولاية: خدمة الكعبة، وكِسْوتها، وتولي أمرها، وفتح بابها وإغلاقه، وهي مقدَّرة شرعًا لأناس مخصوصين.
ومنذ بناء إبراهيم عليه السلام الكعبة المشرفة، كانت السدانة بيد ابنه إسماعيل عليه السلام، الذي تولى رفع القواعد من البيت مع والده إبراهيم عليهما السلام، إلى أن انتزعها منهم "جرهم"، وبقيت إلى أن استردها قصي بن كلاب، وله 4 أبناء عبدالدار وعبد مناف وعبد عزة وعبد شمس.
كان هؤلاء الأبناء يذهبون في رحلة الشتاء والصيف التي ذكرها الله تعالى في كتابه. "وكان عبد الدار لا يخرج في هذه الرحلة. فأخذ إخوته يعيرونه بأنه لا يذهب في هذه الرحلة فغضب وغضب لغضبه أبوه قصي، وقال له: والله لأشرفنك عليهم.
فأعطاه كل ما لديه من شرف وبقيت عنده حتى توفي قصي. وعندما توفي قالوا: لقد أخذت الشرف كله. فقال لهم: خذوها كلها إلا السدانة فلن أتخلى عنها.
والتشريفات التي كانت موجودة هي "السدانة والرفادة والسقاية واللواء والقيادة ودار الندوة"، كل هذه انتهت ولم يبق منها إلا السدانة والسقاية.
عدد مستخدمي الإنترنت والهواتف المتنقلة والثابتة في المملكة
ويوم فتح مكة، أعاد الرسول صلى الله عليه وسلم #مفتاح_الكعبة إلى "أهل شيبة". وذلك في قصة "إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها". وفيها أن الرسول أمر عليّ بن أبي طالب أن ينادي عثمان بن طلحة فقال له علي: أجب رسول الله. فقال له عثمان: يا علي أخذت مني المفتاح عنوة. فقال له علي: لقد أنزل الله في حقك قرآنًا يتلى، فأجب. فلما جاء عثمان إلى الرسول، قال له: خذوها يا بني طلحة خالدة تالدة إلى يوم القيامة، لا ينزعها منكم إلا ظالم".
أمّا في وقتنا الحالي فكبير سدنة بيت الله الحرام الشيخ صالح الشيبي وحامل مفتاح الكعبة، جاء تعيين الدكتور صالح بن زين العابدين الشيبي كبيرًا لسدنة المسجد الحرام، ليصبح السادن السابع والسبعين.
والسدنة مهنة قديمة، وتعني العناية بالكعبة المشرفة والقيام بشؤونها من فتحها وإغلاقها وتنظيفها وغسلها وكسوتها وإصلاح هذه الكسوة إذا تمزقت، في حين تغسل الكعبة مرتين في السنة في 1 شعبان و15 محرم من كل عام من الداخل، تتم صلاة الفجر في الحرم، ومن ثم الدخول إلى الكعبة، ويتم الغسل بماء زمزم وماء الورد، وتمسح الجدران الأربعة، وتغسل بالماء المعطر، وتتم الصلاة فيها بعد الغسل.
وجرت العادة أن يوضع مفتاح باب الكعبة المشرفة لدى أكبر السدنة سنًا، ويسمى السادن الأول، وعند فتح الكعبة يُشعر السادن الأول جميع السدنة الكبار منهم، بوقت كاف ليتمكنوا من الحضور جميعًا إن أمكن ذلك أو بعضهم ليقوموا بغسلها بمعية ولي الأمر والأمراء.
وقد راج مؤخرًا مقطع فيديو للشيخ #صالح_الشيبي، يعرض مفتاح الكعبة، ومفتاح باب التوبة الذي يصعد لسطح الكعبة، ومفتاح مقام إبراهيم، وسط احتفائية العديد من متابعي وسائل التواصل الاجتماعي برؤية مفتاح أطهر مكان في الأرض.
ومفتاح باب الكعبة له أهمية تاريخية ودينية، فالمتاح له محفظة خاصة مطرزة باللون الأخضر، ومكتوب عليها آية: "إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها".
شاهد| ملوك السعودية اثنا تأديتهم فريضة الحج
وقد أورد التاريخ أن مفتاح الكعبة مصنوع من الحديد، يبلغ طوله حوالي 35 سم، وتم تغييره وتحديثه عدّة مرات خلال العصور الإسلامية المختلفة، مع العلم أن عبد القادر الشيبي استلم المفتاح في نهاية عام 2013 من أمير مكة، بعد أن حدثت مجموعة من الاعتراضات التي طالبت بتغيير المفتاح، أمَّا في الوقت الحالي فصنع قفل الكعبة ومفتاحها من مادة النيكل المطلي بالذهب عيار 18، كما يتم استلام الكسوة الداخلية للكعبة ولونها أخضر بعد أن كان اللون أحمر.
ويتغير مفتاح الكعبة من وقت لآخر، ويوجد في تركيا متحف إسلامي به 48 مفتاحًا للكعبة منذ أيام العهد العثماني، وأيضًا في متحف بالرياض نسختان لمفتاح الكعبة، ويبلغ طوله 35 سم وهو من الذهب الخالص.
وقد جرت العادة أن يوضع مفتاح باب الكعبة المشرفة لدى أكبر السدنة سنًا، ويسمى السادن، وعند فتح الكعبة يشعر السادن الأول جميع السدنة الكبار منهم، بوقت كاف ليتمكنوا من الحضور جميعاً إن أمكن ذلك أو بعضهم، ليقوموا بغسلها بمعية ولي الأمر والأمراء.