خمسة دروس ملهمة في القيادة من سيمون سينيك
طرح سيمون سينك المُتحدث المٌلهم ومؤلف أحد الكتب الأكثر مبيعاً، سؤالاً محيراً خلال إحدى خطاباته في برنامج "تيد TEDx Talk" لعام 2009 "كيف تشرح لماذا يتمكن الآخرون من تحقيق أشياء يبدو أنها تتحدى جميع الافتراضات؟".
وفى عام 2005 أكتشف سينيك شيء غير رأيه بشكل عميق حول الطريقة التي يعتقد أن العالم يسير بها والطريقة التي يعمل هو بها. وكان هذا الاكتشاف هو نمط يفكر ويتصرف ويتواصل به القادة، وهو عكس الجميع.
وفي عام 2011، أصدر سينيك كتابه "ابدأ بالسؤال عن السبب". ويكشف الكتاب عن "كيف يلهم القادة العظماء الجميع لاتخاذ قرارات".
تعرف على المميزات التي يوفرها تحديد احتياجات العميل وتلبية رغباته عملائها
ما الذي يجعل القائد عظيماً
أجرى سينك محادثة في برنامج TED في مارس الماضي، حول "لماذا يجعلك القادة الجيدين تشعر بالأمان". حيث قال في هذا الحوار أن هذا الشخص هو الذي يجعل أعضاء فريقه يشعرون بالأمان ويجذبهم إلى دائرة الثقة. وفي حديثه الأخير في برنامج TED، كتب حول أن "القادة هم من يستفيدون في نهاية الأمر" والذى يفسر "لماذا تقوم بعض الفرق بالتقدم سويا والبعض الأخر لا".
ولتنمية مهاراتنا القيادية، لا يهم دورك في مؤسستك. فلدينا جميعا الفرصة للتعلم من هذه الدروس في القيادة. وإليك خمسة دروس ملهمة في القيادة من سايمون سينيك
1 - ابدأ بالسؤال عن السبب
يشير سايمون سينك إلى أن كل شخص في أي منظمة يعرف ما عليه القيام به. والبعض يعرف كيف يقومون به. ولكن، عدد قليل جدا يعرف سبب ما يقومون به. ويشير إلى أن السبب لا يمكن أن يكون تحقيق الربح. فهذه نتيجة، ودائمًا ستكون كذلك لتوفير شيء ذي قيمة.
ومن خلال السبب: فإنك تعرف "ما هو هدفك؟، وما هو سبب القيام به؟، وما هو اعتقادك وايمانك؟ ولماذا تتواجد منظمتك من الأساس؟ ولماذا تقوم من السرير صباحا؟ ولماذا يجب على أي شخص أن يهتم؟.
ويشير سينيك إلى بعض أمثلة من القصص العظيمة للقيادة الناجحة. فيقول "لا أعتقد أأيًا من هؤلاء القادة كانوا يبحثون عن السبب. ولكن أعتقد أن شيئًا ما حدث في حياتهم تسبب في رد فعل عاطفي، وكان هذا سبب رغبتهم في القيادة. وهذا هو أقوى "سبب" يمكن للشخص أن يحصل عليها. ومن المهم أيضا ملاحظة أن هؤلاء يهتمون بخدمة الآخرين في المقام الأول وليس أنفسهم.
ومعظمنا لا يحالفهم الحظ عندما يتعلق الأمر بفهم السبب. وعلى الرغم من كونه مفهومًا بسيطًا، إلا أنه يأتى من خلال الاطلاع على تجارب شخصية سابقة.
فنحن نعيش بالعديد من المعتقدات يوميًا. وهذه المعتقدات قد توقعنا في فخ العمل من أجل مصلحة العمل طوال أسبوع العمل الذي يستغرق 40 ساعة.
وللعثور على السبب، فإن سينك يوصي بأن تحدد أهدافًا متوازنة حول أهم ثلاثة مجالات من حياتك:
1 - تحديد أهداف شخصية وعائلية وصحية واضحة. وهذا هو سبب أهدافك.
2 - تحديد أهداف التطوير المهني الشخصي. هذه هي كيفية تحقيق أهدافك.
3 - تحديد عملك والأهداف المهنية والمالية. هذه هي ما هى أهدافك.
2 - الوضوح والانضباط والتناسق
وضوح السبب. إذا كنت لا تعرف لماذا تفعل ما تفعله، فكيف سيكون أي شخص آخر أن يعرف؟ فالوضوح هو ما يمّكن القادة الكبار من التعبير عن "سبب" تواجد منظمتهم، وهذا شيء موجود خارج حدود منتجاتها وخدماتها. فأولا لابد أن يكون السبب واضح للموظفين، ثم للعملاء. والقيادة تتطلب تابعين طواعيةً. وتتطلب أن تكون جزءًا من شيء أكبر. ومن أجل إلهام الآخرين بإتباعك، عليك أن تبدأ بالسبب.
"الناس لا يشترون ما تصنعه، ولكنهم يشترون سبب صنعك له". سيمون سينك
الانضباط. وضوحك في سبب عمل شيء سوف يقودك إلى السؤال عن كيفية عمله؟ وكيف تفعل الأشياء التى تجعلك تحقق السبب على أرض الواقع. العثور على "السبب" بسيط، مقارنة بوجود الانضباط اللازم الذي لا يجعلك تحيد عن السبب. وأن تكون مسؤولاً عن كيفية القيام بالأشياء هو الجزء الأصعب.
"لكي تكون القيم أو المبادئ التوجيهية فعالة، فيجب أن تكون أفعالًا". سايمون سينك
كما يشير سينيك إلى أنها ليست "نزاهة"، ولكنها "فعل الشيء الصحيح دائمًا". كما أنها ليست "إبداع"، ولكنها "النظر إلى المشكلة من زاوية مختلفة".
ويتوقف انضباط "الكيفية" على جعل الانضباط يركز على "السببية".
التناسق. إن كل ما تفعله أو تقوله، يجب أن يثبت ما تؤمن به. فما تقوم به هو نتيجة معتقداتك والإجراءات التي تتخذها لتحقيق هذا الاعتقاد. وهو كل ما تقوله أو تفعله، من منتجات وخدمات وتسويق وعلاقات عامة وثقافة وأشخاص تستأجرهم.
"إذا لم تكن ثابتًا في الأشياء التي تقولها أو تفعلها، فلن يعرف أحد ما تؤمن به". سايمون سينك
3 - القادة بحاجة إلى أتباع
القيادة تتطلب أن يكون لديك أشخاص يختارون إتباعك. فيجب إقامة الثقة قبل أن يقرر أي شخص إتباعك. فالثقة لا تظهر ببساطة لأن العميل قرر شراء شيء ما. فالثقة ليست قائمة مرجعية. فإنجاز المسؤوليات لا يخلق الثقة.
الثقة هي شعور يبدأ بالظهور عندما يكون لدينا إحساس بأن شخصًا أو منظمة مدفوعة بأشياء أخرى غير الربح. فيجب أن يتم اكتساب الثقة من خلال التواصل ونشر القيم التي الشبيهة بنفس القيم والمعتقدات التى يؤمن بها الجمهور.
4 - الاتصالات ليست بالكلام ولكن بالاستماع
معظم الشركات لديها شعارات، لكن القليل منها تمكن من تحويل تلك الشعارات إلى رموز ذات معنى. معظم الشركات سيئة في توصيل ما يؤمنون به. فبدون وضوح "السبب"، سيكون الشعار ليس أكثر من شعار. كما إن القول بأن الشعار يعني الجودة والخدمة والابتكار وما شابه، يعزز مكانة الشعار فقط.
ولكي يصبح الشعار رمزًا، فينبغي أن يتم إلهام الناس لاستخدام هذا الشعار.
"ليس المهم فقط هو ما تفعل او كيفية فعله، ولكن ما يهم أكثر هو اتساق ما تفعله وكيفية فعله مع سببية ما تفعله". سايمون سينك
5 - خدمة الذين يخدمون الآخرين
كونك قائدا عظيما يشبه كونك والدا. تماماً مثلما نوفر لأطفالنا فرصة لبناء الثقة بالنفس، والتعليم والانضباط، حتى يتمكنوا من تحقيق أكثر مما يمكننا تخيله.
فالقيادة ليست رتبة وظيفية. فهناك أشخاص يمتلكون السلطة، ولكنهم ليسوا قادة. وهناك أشخاص ليس لديهم سلطة، ولكنهم قادة.
ونطلق عليهم قادة لأنهم:
- دائما في المقدمة، ويواجهون المخاطر قبل أن يفعل أي شخص آخر.
- يختارون التضحية لحماية وتحقيق الأمان لمرؤوسيهم ولكسب أشخاص جدد.
فعندما يفعلون هذا، ستكون الاستجابة مذهلة. وسيضحي هؤلاء الناس من أجلهم، ويعطونهم دماءهم وعرقهم ودموعهم ليروا أن رؤية قادتهم تتحقق على أرض الواقع. فعندما يتم سؤالهم عن السبب سيكون الرد هو نفسه دائمًا "لأنهم كانوا سيفعلون ذلك من أجلي". أليس هذا هو نوع المؤسسات التي نرغب جميعا في العمل فيها؟
"لماذا يجعلك القادة الجيدين تشعر بالأمان؟" وهذا هو السؤال الذي أنهي به سيمون سينيك حديثه الرائع في برنامج TED".