انتبه.. مسارك المهني قد يُسحق إذا لم تتفادَ ست عادات سيئة
إذا كنت واحداً من ضمن القيادات المسئولة في عملك فعليك أن تُـكمل صورتك بحلاوة الطموح للأفضل دوماً، ولكن لن يتحقق ذلك إلا بشروط.. واجه وتغلب على ست عادات من شأنها أن تعيدك للخلف أمتاراً، بدلاً من ترفعك لأعلى المناصب التي ترجوها مستقبلاً.
أصبح الإبحار في عالم الشركات يتطلب من عابريه أن يتحلوا بصفات المراوغة والمواربة في بعض الأحيان، وبالمقابل قد تواجه التدقيق المكثف وإمعان النظر تجاهك، كما يمكن أن تحيط بعض الشكوك بشخصك، فضلاً عن خوض كثير من المنافسات الشرسة. وفى إطار محاولاتك المضنية لمواكبة الحراك السريع في عالم الريادة و إدارة الأعمال قد يقودك الأمر إلى اكتساب بعض الصفات السيئة والتي من شأنها أن تلحق الضرر الجسيم بمجال عملك المهني، وذلك حسبما ذكر فيشال أجاروال مؤلف كتاب " امنح لتنال: دليل كبار القادة للإبحار في عالم الشركات".
ترتيب السعودية بين أكثر الدول يقيم فيها مليارديرات لعام 2018
في نبذة مختصرة، يروي المدير التنفيذي السابق أجاروال سيرته الذاتية في عالم القيادة وشغل المناصب العليا، مستهلاً بكلمات تكشف لنا بدايات حياته العملية التي انطلقت من نقطة الصفر كمتدرب وصولاً لشريك رئيسي في صفقات كبيرة بشركة برايس ووتر هاوس كوبرز متعددة الجنسيات وغيرها من الشركات المالتي ناشيونال. وكشخص مثابر تمكن من صعود الدرج حتى بلوغه المراكز القيادية وشاهدٌ على أولئك الأشخاص الذين لم يتخطوه بعد، يقول "أجاروال" إن القادة الطموحين عليهم أن يتجنبوا ست عادات تؤثر بالسلب على حياتك ومسارك المهني.
أولها: اللعب ببطاقة "المريسة"
جملة واحدة لا يجب عليك التفوه بها مطلقاً وهى" أنا الرئيس". ويرى القيادي المخضرم أجاروال أن كثير من المحترفين الصغار الذين بلغوا مناصب قيادية لابأس بها يسقطون كفريسة لتلك العادة حين اللعب ببطاقة "المريسة" ومطالبتهم العاملين لديهم بتنفيذ مهام بعينها تلبية لأوامرهم، أو تصرف المسئول بأسلوب جاف وخشن وغليظ مع مرؤوسيه بغرض استعراض هيبته المكتسبة من مركزه القيادي.
تظاهرك واستعراضك بأنك الرئيس خطأ كبير ترتكبه، وعليك تفاديه. فقادة اليوم عليهم دور كبير ألا وهو، خدمة القيادة. فخدمتك للفريق الذي تقوده وتحلِّيكَ حين التعامل معهم بصفات الود والألفة تساعدك على المــُضي قدمًا في حياتك المهنية بشكل أسرع.
ثانياً: ظنُّكَ بأنك "أبو العريف" وتعلم كل شيء
إن الأفراد الذين يرفضون المُـدخلات الخارجية يواجهون مخاطر إلحاق الضرر والإيذاء بمسارهم المهني نظراً لفشلهم في إحاطة أنفسهم بمجموعات من الأناس الأذكياء الذين قد يمدوا لهم يد العون في دفعهم للمضي قدماً أكثر وأكثر. هذا ويقدم الملهم أجاروال النصح بضرورة الاستماع بحرص للمقترحات المعروضة، بالإضافة إلى ضرورة إتاحة الفرصة للمرؤوسين بأحقية تولي مسئولية وملكية المشاريع، ويضيف "أجاروال" موضحاً " إذا لم يمتلك العاملين تحت إشرافك إدارة نماذج تجريبية معينة فتوقع أن نسبة ما يقدموه من مهارات احترافية لديهم لن تبلغ الـ 100% أو الكمال". وحتى إذا باءت نتائج المشروعات تحت إدارتهم بالفشل، فاعلم أن الموظفين سيظلون يتعلموا من أخطائهم كما سيلجئون إليك لاستشارتك في كيفية تحسين الأمور وتفادي ما جري في المرة القادمة.
ثالثاً: اختيار المفضلين لديك
إنها الطبيعة البشرية التي ترغب في دعم من ساندها، ولكن لا ينبغي أن يكون لديك تفضيل واضح،. فعندما تُفضل بعض الأشخاص وتنبُذ آخرين أو تتجاهلهم، من شأن ذلك أن يصنع حاجزاً وحائطاً تملؤه الاعتراضات والاحتجاجات مما يصعب عليك كرئيس مجموعة الاستفادة من نقاط القوة لدي العاملين معك بل ومساعدتك على تحقيق أهدافك المخطط إليها مع فريقك. فاعلم إنه أمر حاسم إذا كنت ترغب في علو شأن الشركة والارتقاء إلى درجات أعلى.
رابعاً: الانخراط في صراعات
لا يوجد شخص يفضل أو يحب "البلدوزر" على حد وصف القيادى أجاروال، مشيراً إلى أن هذا النوع من البشر تغلب عليك صفات العجرفة والبلطجة بالإضافة إلى قدرته على إحباط الآخرين وإخماد قدراتهم الإبداعية على ابتكار وطرح الأفكار الجديدة ودائما ممن يشاركون في صراعات. فإذا ارتفعت معدلات تطورك المهني فكن على يقين بأنك ستدمر ما حققته في إطار سمعتك الوظيفية نتيجة لامتلاكك لـ"شخصية البلدورز". حيث يرى فيشال أجاروال أن الشخصية الهجومية من الممكن أن تواجه ما يعرف بـ"الانتحار الوظيفي"، بحسب تعبيره.
خامساَ: العمل في صوامع
يقول "أجاروال" إن صاحب القيادة أحياناً يرتكب الخطأ حينما يكثف تركيزه على "حارة السباحة" الخاصة به في محيط العمل، فهو ممن يلقون ضوء اهتمامهم فحسب على شروط قواعدهم أو على فريق عملهم الخاص وعزل أنفسهم عن الآخرين. ولكن لكي تتخطى درجات السلم واحداً تلو الآخر فينبغي عليك العمل داخل فرق ومجموعات ونيل الدعم من المحيطين. وهذا يعنى التواصل وضرورة بناء علاقات مجتمعية واسعة النطاق تتخطي شبكة معارفك المباشرة.
سادساً: اللعب على الحبلين
من شأن هذه العادة السيئة أن تخلق الشك وتتسبب في اهتزاز الثقة بك حينما تقول شيئاً وتفعل شيئاً آخر، كما يقول المدير التنفيذي السابق أجاروال، مستشهداً بمثال حي لازالت أصداؤه قائمة حتى الآن، حيث موقف الرئيس التنفيذي ومؤسس موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" مارك زوكيربيرج، الذي كان قد صرح مراراً وتكراراً عن حرص الموقع الاجتماعي للتواصل على خصوصية مستخدميه واتخاذ الأمر على محمل الجد، ولكن مع استمرار تقارير خروقات البيانات على "فيسبوك" ، اتضح للمستخدمين والجماهير عامة مدي التباين بين ما قاله مارك زوكيربيرج، وما يصدر من الموقع الاجتماعي من تصرفات متناقضة مع أقوال الرئيس التنفيذي لـ"فيسبوك"، الأمر الذي أدى في النهاية إلى انعدم الثقة بين كثير من مستخدميه.
باختصار، أفعالك يجب أن تسير بالتوازي مع أقوالك، كما أن القادة بحاجة إلى الخوض في دائرة الأحاديث والمتحدثين والترجل سيراً على الأقدام.