الزواج التقليدي.. مفاهيم خاطئة شائعة عنه في المجتمعات العربية
لكل دولة من الدول العربية عاداتها وتقاليدها الخاصة حين يتعلق الأمر بالزواج.. ولكن حتى ضمن المجتمع الواحد في الدولة الواحدة العادات والتقاليد هذه قد تختلف.
بعض المجتمعات ما تزال تعتمد المقاربات التقليدية وبعضها لم يعد يعتمدها على الإطلاق.
الزواج بشكل عام إما يتم بعد قصة حب أو عند طريق الزواج المدبر الذي هو عملياً نتيجة إعتبار طرف ثالث شخص ما يصلح للزواج بهذا الشخص وبالتالي «يدبر» له اللقاء على أن تكون نية الزواج معروفة.
في عالمنا العربي وفي الدول التي تعتمد الزواج المدبر فهو النمط الشائع والمتعارف عليه وبالتالي لا يوجد اي لغط حوله ولكن في الدول الأخرى التي لا تعتمده أو تلك التي ما زال فيها الزواج التقليدي محصور فقط ضمن العائلات المحافظة او المناطق الريفية فهناك الكثير من المفاهيم الشائعة الخاطئة حوله.
فكرة السماح للأم أو الاب أو احد الاقارب بإختيار زوجة أو زوج المستقبل قد تبدو ضرباً من الجنون للبعض وبالتالي الرفض تام وكلي له.. ولكن هذه الفئة التي ترفضه وربما تدينه تبني قرارها على مجموعة من المفاهيم الشائعة والخاطئة حول الزواج المدبر.
فما هي هذه المفاهيم الشائعة التي تجعل البعض يعتبرون بأن الزواج المدبر فكرة سيئة للغاية.
الرفض ممنوع
البعض يظن بأنه في الزواج المدبر لا يحق للمرأة أو للرجل الرفض، وإن كان الإعتقاد هذا يطال المرأة أكثر. وفق المفهوم الشائع الخاطئ في هذه النوعية من الزيجات وحين يختار الطرف الثالث الشخص المناسب للاخر فإن الرفض ممنوع كلياً والزواج سيتم لا محالة. ولكن الواقع هو أنه يحق لها الرفض كما يحق له الإعتذار والرفض. في الواقع البعض يحول حياة «المدبرين» الى جحيم جراء الرفض المتكرر لكل الخيارات التي يتم طرحها عليه.
وعليه فإن الزواج المدبر ليس بحالة ديكتاتورية وليست كن فيكن، هي إختيار لشخصين يظن طرف ثالث بانهما يناسبان بعضهما البعض بشكل مثالي ولكل طرف حرية الإختيار بعد اللقاء.
الطلاق هو النهاية المحتومة
مما لا شك فيه أن نسب الطلاق في دولنا العربية مرتفعة جداً وهي تشمل جميع أنواع الزيجات تلك التي تكون عن حب وتلك التقليدية. ولكن ما هو مؤكد ان الزواج التقليدي يستمر أكثر من الزواج عن حب. وفي الواقع إستمرارية الزواج التقليدي جعلت المجتمعات الغربية تعتمده مؤخراً بعد أن أثبتت الدراسات بأنها لا تستمر أكثر فحسب بل معدل المشاجرات فيها أقل بأشواط من تلك التي قد بدأت بقصة حب. بطبيعة الحال هذا لا يعني أن الطلاق لا يحدث في الزواج المدبر ولكنه نسبته أقل من الطلاق في الزواج عن حب.
لا حب في الزواج التقليدي
في الزواج غير التقليدي وغير المدبر قصة الحب تسبق الزواج.. ولكن في الزواج المدبر قصة الحب تأتي بعد الزواج وهي في الواقع تكون أقوى من تلك التي تسبقه. السبب هو أن العلاقة التي تجمع الطرفين في الزواج المدبر ومع مرور الزمن تتحول الى حب خلافاً للعلاقة التي تكون قائمة على حب وتتحول الى زواج إذ ان حدة المشاعر تخفت مع مرور السنوات. وعليه فإن في النوعين من الزواج مسار المشاعر يسير بشكل عكس، في المدبر هي تتكون وتكبر وفي غير المدبر فهي تبدأ بالتلاشي وتصبح أقل.
الخيارات تكون سيئة
في الواقع عندما يختار الأب أو الأم أو احد الاقارب الشخص الذي يظنون بانه مناسب للاخر فهم يختارون الشخص الأفضل. وهناك عملية طويلة ومملة جداً من الإستفسار ومعرفة كل ما يجب معرفته عن الشخص قبل حتى السماح للطرفين في اللقاء. الخيارات تكون مبنية على مجموعة من القواعد الهامة لاي زاوج فيتم أولاً الاستفسار عن سمعة العائلة، وحياة الرجل أو المرأة، المهنة، الوضع المادي وحتى الشكل الخارجي. الأمر أشبه بالقيام بتحريات معمقة جداً عن الشخص قبل فتح المجال لاي تواصل بين الطرفين. أحياناً وبعد الإختيار وبسبب بعض الامور غير المقبولة يتم شطب الشخص من المعادلة حتى قد حدوث أي لقاء.
الرجل أو المرأة.. يدبرون زواجهم بأنفسهم
هناك الكثير من مواقع الزواج الإسلامية والتي تعتمد معايير صارمة جداً تحترم خصوصيات المجتمعات وتعاليم الدين الإسلامي وعليه فإن الرجل أو المرأة باتا يدبران زواجهما بأنفسهما من خلال إعتماد هذه المواقع . هذه المواقع تسمح لأي شخص بالبحث عن شريك أو شريكة حياته وفق معايير محددة. ما يعني أن الزواج المدبر بشكل أو باخر قد تبنى مقاربات جديدة وإن كانت ما تزال تحترم خصوصية هكذا نوع من الزواج والأطر والقنوات الخاصة به.
التعاسة بإنتظارهما
البعض يظن بانه في الزواج المدبر فإن الارتباط يتم فوراً وبعد اللقاء الاول وعليه فان المرأة ستجد نفسها تعيش تحت سقف واحد بعض الرجل بعد أسبوع على حد أقصى وبالتالي فهي ستعاني الامرين لانه إما سيكون قبيحاً أو عجوزاً ثرياً أو قريب من أقاربها. في الواقع الخيارات الثلاث هذه هي من أكثر المفاهيم الشائعة والخاطئة عن الزواج المدبر بحيث يتم الإعتقاد بان الرجل الذي يعتمد الزواج المدبر هو واحد من الخيارات التي قمنا بذكرها، وبما انه لا يحق لها الرفض، فهي ستجد نفسها تحت رحمة شخص يعاني من الكثير من المشاكل النفسية وبالتالي ستكون تعيسة طوال حياتها.
دراسة صادمة.. النساء الأقل جاذبية أكثر ميلا لخيانة أزواجهن !