بعد ٥ ساعات من الأسئلة المحرجة.. ماذا قال مارك زوكربيرغ في شهادته أمام مجلس الشيوخ الأمريكي؟
على خلفية تسريبات بيانات المستخدمين لشركة "كامبريدج أنالتيكا"، خاض الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك مارك زوكربيرغ أمس الثلاثاء تحديًا حقيقيًا أثناء تقديم شهادته أمام مجلس الشيوخ الأمريكي في جلسة استماع للجنة مشتركة هاجمه فيها ما يقرب من نصف أعضاء مجلس الشيوخ بأسئلة محرجة حول قدرة فيسبوك على حماية البيانات الشخصية للأمريكيين وعن التدخل الأجنبي في الانتخابات الأمريكية.
هل يتخلى مارك زوكربيرغ عن منصب رئيس مجلس إدارة فيسبوك؟
واستهلّ زوكربيرغ شهادته باعتذار علني عن فضيحة الخصوصية التي طاولت عملاق التواصل الاجتماعي الذي أسسه قبل أكثر من عشر سنوات، لكنّه ترك بعض الأسئلة من دون أجوبة، على أن يرد مجددًا اليوم الأربعاء على أسئلة البرلمانيين الأميركيين .
وخلال مثوله الأول الذي كان يُنتظر بترقب شديد، واجه زوكربيرغ، على مدى خمس ساعات، أسئلةً كثيرة طرحها أعضاء مجلس الشيوخ حول إدارته لمشكلة سوء استخدام منصته ولمسألة حماية البيانات الشخصية وصولاً إلى التلاعب السياسي وهذا ملخص لأبرز ما دار في جلسة الاستماع:
- قال زوكربيرغ إنه لم يمكن مرتاحًا لمشاركة معلوماته الشخصية في جلسة استماع لمجلس الشيوخ تبث على الهواء مباشرة، وجاء ذلك لدى تلقيه سؤال حول اسم الفندق الذي أقام فيه قبل يوم من جلسة الاستماع، وعن الأشخاص الذين تواصل معهم خلال الأسبوع، وكان شديد الحساسية حول ذلك.
- لم يتمكن زوكربيرج من الإجابة عن العديد من الأسئلة حول الطريقة التي ستتبعها فيسبوك لإيقاف التدخل الأجنبي في الانتخابات الأمريكية، وعن مدى استخدام الروس للفيسبوك للتأثير على الانتخابات الرئاسية عام 2016. وقال إن فيسبوك تتعهد بالتحقق من الآن فصاعدًا من هوية المجموعات أو الجهات السياسية التي تجري حملة إعلانية على فيسبوك. ولكن مع التعمق في طرح المزيد من الأسئلة حول الآلية الدقيقة للقيام بذلك فإن زوكربيرغ لم يكن لديه إجابة واضحة. وعلاوة على ذلك لم يكن مارك قادرًا على الإجابة عن الصلة بين الشركة التي لها صلة مع الروس – والتي اشترت الإعلانات في الانتخابات الرئاسية وبين شركة كامبريدج أناليتيكا وهي شركة متخصصة في استقصاء وجمع البيانات والتي وصلت بشكل غير مناسب إلى البيانات الخاصة بحوالي ٨٧ مليون مستخدم لفيسبوك.
عالم الكارتون يودع المخرج المبدع «إيساو تاكاهاتا»
- أفضل طارح للأسئلة خلال جلسة يوم الثلاثاء كان السيناتور ريتشارد بلومنتال الذي بدا وكأنه وضع زوكربيرج في الزاوية عندما سأله عن شروط الخدمة التي وافق عليها فيسبوك عندما سمح لألكسندار كوغان – وهو فنان ومطرب روسي متورط في فضيحة كامبردج أناليتيكا – بتحميل بيانات مستخدمي فيسبوك عبر تطبيق قام هو بتطويره. وتجدر الإشارة هنا إلى أن الفنان الروسي كوغان وتطبيقه كانا محور تسريب البيانات، حيث قام ببيع بيانات مستخدمي فيسبوك التي حصلها عليها عبر التطبيق إلى شركة كامبريدج أناليتيكا التي استخدمت من قبل حملة ترامب في الانتخابات الرئاسية لعام ٢٠١٦. وقال مسؤولو فيسبوك إن بيع تلك البيانات غير قانوني وغير مسموح به، إلا أن السيناتور بلومينثال عرض ملصقًا فاضحًا يوضح بنود وشروط الخدمة الخاصة بالفنان الروسي كوغان والتي تنص على إمكانية استخدام البيانات لأغراض تجارية. ورد زوكربيرغ على السؤال بأنه لم يطلع على شروط الخدمة، وأن فريق التطبيقات كان مسؤولًا عن مراجعته. وقال زوكربيرغ أن أحدًا من هذا الفريق لم يفصل من العمل بسبب هذا الأمر بالتحديد
- قام العديد من المشرعين بإلقاء الأسئلة “الناعمة” أي غير الهجومية على زوكربيرغ ، لكن السيناتور أورين هاتش بدا أكثرهم مساعدة للرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك في تقديم قضيته. وبدا هاتش وكأنه يلوم زملائه في مجلس الشيوخ لقوله إنهم “صُدموا وصُدموا” لأن شركات مثل فيسبوك تستخدم بيانات الأمريكيين لبيع الإعلانات: “لا شيء في الحياة مجّاني، وهذه المواقع الرائعة التي لا تفرض رسومًا مقابل الوصول إليها، وتحصل على العائد بطريقة أخرى. ولا يوجد شيء خاطئ في هذا الأمر، طالما أنهم يتحدثون ويفصحون عما يفعلونه”.
«سلمان خان» في السجن بسبب هذه الجريمة !
وجاء استجواب زوكربيرغ أمام جلسة مشتركة لعدة لجان بمجلس الشيوخ الأميركي، وذلك بعدما تم الكشف خلال الأسابيع القليلة الماضية عن فضيحة استغلال شركة الاستشارات السياسية وتحليل البيانات "كامبريدج أناليتكا"، البيانات الشخصية لحوالى 87 مليون مستخدم، أغلبهم أميركيون، واستخدامها في أغراض انتخابية حول العالم، وبينها حملة الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب في 2016. بينما تقول "كامبريدج أناليتكا" إنها لم تتلقَّ سوى بيانات عن 30 مليون مستخدم.