خريف 2017 - 2018.. إطلالة يرسمها المزاج الإيطالي
خريف 2017 -2018 يعد بالتميّز أكثر من كل ما سبقه من مواسم. إذ إن جعبته واسعة بما يكفي لتسع الكثير من الاتجاهات. اما النتيجة فطرد مؤكد للملل الذي غالباً ما يحكم الخزانة الشتوية. كما في كل عام، تتحول هذه الفترة من السنة مرادفاً لإعادة النظر في ما لديكم من قطع، بهدف اضافة بعض التحديثات على نحو يجعل اختياراتكم مواكبة لأحدث التقليعات.
بعكس ما هي الحال على صعيد المسائل الصحية الشائكة، في عالمي الموضة والاناقة لا نحتاج الى الاطلاع على احدث الدراسات، بهدف تلمّس براهين من شأنها اثبات مدى العلاقة الوثيقة بين الاناقة المتقنة والاحساس بالثقة الذي ينتاب المرء معها؛ القاعدة هنا بسيطة: حضور قوي، مزاج جيّد.
في هذا العدد، اخترنا الانطلاق من شوارع ميلانو، للتعرف الى ما حملته إلينا أبرز الدور الايطالية من مفاتيح تطال أناقة الرجل الناضج تحديداً. لماذا ميلانو؟ السبب بسيط جداً: الاناقة الايطالية تبقى ركناً اساسياً لكل رجل يبحث عن خطوط كلاسيكية معاصرة، كما هي الحال مع الرجل العربي صاحب التنقلات والاسفار الكثيرة. معروف عن صاحب التقاليد الشرقية عدم مساومته على خطوط الاطلالة الرصينة، وعدم تبنيه سوى الافضل والارقى من بين كل التقليعات.
كانالي (Canali)
البداية مع "كانالي" (Canali) التي أيقنت جيداً كيف تقدم اطلالة رصينة تخاطب الرجل الواثق والمحترف، في ظل تبنيها الحداثة في المضمون والتفاصيل. فنرى رجلها يطلّ بقوام مرسوم وممشوق، مرتدياً تصاميم فيها حنين بارز الى زمن الستينات، إنما بلمسة الحاضر. البذلة تحضر في صلب أناقة هذه الدار، وقد "بنتها" بصفين من الازرار وجعلت حدودها واضحة المعالم، خصوصاً عند مستوى الكتفين، إنما غير ضيقة كتلك التي اعتدنا رؤيتها لدى دار "إيف سان لوران" مثلاً. هذا ما يجعل من هذه القطع متفلتة من الزمن ومن إملاءات آنية للموضة التي غالباً ما تمشي بخطوات متسارعة.
من بين اللمسات العصرية التي اعتمدتها الدار، لم تغب أهمية الاستعانة بالالوان الأساسية في تلوين اطلالات الشتاء، منها البرتقالي والاحمر البرغندي.
سلفاتوري فيراغامو (Salvatore Ferragamo)
أما دار "سلفاتوري فيراغامو" (Salvatore Ferragamo) فكانت لها كلمة مختلفة، إنما دوما ضمن خط الاناقة الايطالية الراقية. مجموعتها الخاصة بهذا الموسم من خريف وشتاء 2017- 2018، تفتح صفحة جديدة في تاريخ الأسلوب الرجالي المتقن، إذ إنها الأولى لمدير التصميم المعين حديثاً غيوم ميوند؛ اعاد هذا الرجل النظر بدقة في القصات والألوان والخامات التي اشتهرت بها الملابس الرجالية لدى فيراغامو. فكتب لغة جديدة وانتهج مقاربة مبتكرة تتحدّى الموضة الحالية لمصلحة التصاميم الحديثة والراقية المستوحاة من اجواء المدينة. تتوزّع تصاميم الدار بين قصّتين أساسيّتين: الأولى طويلة ومفصّلة والثانية فضفاضة ومريحة. اما النتيجة فقطع تصلح للدخول بسهولة تامة الى خزانة الرجل العصري.
ومن النماذج الرائعة التي حضرت في المجموعة بذلة رمادية بزرين، تتمتع بقصة توازن بين الفضفاض والضيّق. أهمّ ما في التشكيلة انها تقدم الكثير من الخيارات المبتكرة والرصينة التي تصلح للاجواء المهنية، من دون التمسك بالبذلة بشكل يومي. في هذا الاطار، تشكل السترات "الكاجوال" مدماكاً أساسياً ضمن اطلالات الدار، ترافقها الكنزات ذات العنق الملتف والكنات الصوفية سواء مزررة أم لا.
فندي(fendi)
حكاية الاناقة، بدت مميزة جداً مع دار "فندي" العريقة. إذ إنها جعلت من الخامات قاعدة اساسية للانطلاق صوب خيارات تزخر بالكثير من التجدد والعملية في آن واحد. هذا ما سمح بتنسيق الساتان والجلود والمخمل حتى الفرو ضمن اطلالة واحدة. اما النتيجة فمذهلة. الالوان كان لها حصة لا يستهان بها ضمن تشكيلة "فندي"، من الاخضر الزيتي الى البرتقالي وصولاً الى التدرجات الحيادية من الرمادي الى الاسود والبني الفاتح. ما ميز هذه القطع عن سواها من التي اعتلت منصات العروض الايطالية انها تمكنت من الاستعانة بالاسلوب الرياضي وتطويعه لتجعله في متناول الرجل المهني الناضج.
فيرساتشي (Versace)
لدى الحديث عن الدور الايطالية العريقة، لا يمكن ان نتخطى دار "فيرساتشي" التي تنجح في كل موسم في الاحتفاء بالرجولة على طريقتها الخاصة. على مرّ مواسم، تواصل الغوص في عالم من النقوش والرسوم، التي تبدو كأنها عمل يدوي بحت، لتطبع بصمتها الفريدة على غالبيتها القطع. تساهم هذه الرسوم في توحيد التصاميم الرسمية وتلك المريحة، وكأنها تنفح فيها نفَساً واحداً، فيمكن التعرف بسهولة على "رجل فيرساتشي"!