تاريخ طويل.. ما لا تعرفه عن مكتب الرؤساء الأمريكيين الخشبي داخل البيت الأبيض !
بكل تأكيد يعد البيت الأبيض هو أحد أهم الرموز بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية فكل قطعة وحجر داخل البيت الأشهر في العالم لها تاريخ وتقف خلفها الكثير من الحكايات والقصص .
وعلى الرغم من أن إعادة تزيين البيت الأبيض في يوم الانتقال من التقاليد الشائعة لرؤساء الولايات المتحدة وعائلاتهم حيث يقوم بعض الرؤساء بإحداث تغييرات وتجديدات تقدر بملايين بينما يكتفي البعض الآخر بإجراء بعض التغييرات الطفيفة على الديكور والأثاث بقي مكتب "الريسولوت" وهو المكتب الذي يستخدمه الرئيس الأميركي كما هو كانعكاس كبير لقيمة ومكانة منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية .
وتوجد الكثير من المعلومات التاريخية التي يحملها هذا المكتب الخشبي الذي جلس خلفه رؤساء الولايات المتحدة الـ 44 باستثناء الرئيس الأول للولايات المتحدة جورج واشنطن الذي لم يمهله القدر حتى يعيش بداخل البيت الأبيض ..ومن أبرزها :-
1- أصوله بريطانية
لم يصنع المكتب الخشبي الخاص برئيس الولايات المتحدة داخل الحدود الأمريكية فهو بالأصل كان إحدى القطع المتواجدة بإحدى سفن الأسطول الملكي البريطاني وتحديداً لسفينة تدعى (صاحبة الجلالة) التي تزن ما يقارب الـ 600 طن والتي كانت قد أرسلتها الملكة فيكتوريا في مهمة إنقاذ في القطب الشمالي في عام 1852 للعثور على بعثة فرانكلين المفقودة التي اختفت في عام 1848 أثناء التنقيب في القطب الشمالي.
وبعد أن تكاثر الجليد على السفينة بشكل شل حركتها وأعطبها في وسط المحيط ليكتشفها جيمس بودينجتون قائد إحدى سفن صيد الحيتان الأمريكية عام 1854 ويعود بها إلى الأراضي الأمريكية بصحبة طاقمها دون أي مشاكل أو إصابات .
2- في الوقت المناسب
إنقاذ سفينة الأسطول الملكي البريطاني "صاحبة الجلالة" من المحيط المتجمد وإعادة إصلاحها من جديد عن طريق العاملين في أحواض بناء السفن الأمريكية ثم إرسالها إلي المملكة المتحدة برفقة طاقمها كان له تأثير إيجابي في تهدئة العلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة حيث أهدت الملكة فكتوريا بعض قطع الأثاث التي تواجدت على متن السفينة البريطانية كهدايا إلى الجانب الأميركي .
تبدأ من 8.5 دولار.. تعرف على تكلفة جوازات السفر حول العالم
3- جزاء الإحسان !
بعد خروج سفينة (صاحبة الجلالة) التابعة للأسطول الملكي البريطاني من الخدمة عام 1879 أمرت الملكة أبرع النجارين باستخدام خشب السفينة في صنع مكتب خشبي فخم يتم نحته يدوياً وتظهر عليه رسومات تم تنفيذها من الخشب لرجل وسيدة تتشابك أيدهما لترمز للتعبير عن العلاقات الطيبة والنوايا الحسنة بين الملكة وبين رئيس الولايات المتحدة الأمريكية .
ولقد تم إرسال المكتب إلى الولايات المتحدة في هذا الوقت في عهد رئيسها الـ 19 رذرفورد هايز عام 1880 والذي أبدى إعجابه بروعة تصميم المكتب الخشبي المزخرف ليضعه داخل مكتبه داخل البيت الأبيض .
4- تعديل المكتب
على الرغم من أنه لا توجد أي تعديلات تمت على المكتب الخاص برؤساء الولايات المتحدة إلا أن الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت يعتبر هو الوحيد الذي أضاف له الألواح الخشبية في منتصفه والتي تتميز بأنها تفتح وتغلق لإخفاء ساقيه حيث أنه كان يعاني من مرض شلل الأطفال
5- لوحاته الخشبية تصور التاريخ
كان باب روزفلت السري الذي تمت إضافته ليخفي قدميه مطرّزًا بخاتم رئاسي منحوت لنسر يواجه سهام دليل على الحرب والقوة ولكن الرئيس ترومان أصدر قراراً بإضافة أفرع أغصان الزيتون حول شعار ختم النسر الرئاسي الخاص للرئيس روزفلت ليدل على السلام .
6- العودة من جديد إلى الحياة !
تم إهمال ونسيان مكتب "الريسولوت" الخشبي لسنوات طويلة حيث وضع في مخزان البيت الأبيض قبل أن يعود مرة أخرى أثناء فترة تولي الرئيس جون كينيدي عام 1961 برغبة من زوجته السيدة الأولى جاكي كينيدي ليصبح المكتب الأهم داخل البيت الأبيض مرة أخرى بعد فترة من التخزين داخل المخازن .
7- التقاط الصور العائلية
تم تصوير أطفال كارولين وجون جونيور وكيري كينيدي الرئيس كينيدي وهم يلعبون في الجانب السفلي من المكتب الرئاسي في عام 1962 لتصبح تلك الصورة من أشهر الصور التاريخية التي تم التقاطها لمكتب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وكثيراً ما شوهدت كارولين وجون جونيور وكيري كينيدي يلعبون في حجرة السرية التي كانت مصممة لتخفي قدمي الرئيس الأسبق روزفلت أثناء قيام جون كنيدي رئيس الولايات المتحدة في هذا الوقت بمهام وظيفته .
8- لم يكن داخل المكتب البيضاوي فقط
تنقل مكتب "الريسولوت" الرئاسي في عدة أماكن ولم يكن فقط داخل المكتب الرئاسي البيضاوي طوال الوقت فلقد استخدام المكتب في جولة لمدة عام وتحديداً في كينيدي بعد اغتياله ثم انتقال إلى معرض مؤسسة سميثسونيان ف الفترة ما بين 1966 و 1977 وقبل ذلك تم استخدامه أثناء البث الإذاعي والتلفزيوني أثناء تولي الرئيس إيزنهاور الرئاسة عام 1952 حيث تم نقل المكتب إلى غرفة البث في الطابق الأرضي .
ساعة «براغ الفلكية» الأقدم في العالم (صور)
9- العودة مجدداً
طالب الرئيس الأميركي جيمي كارتر عودة مكتب الريسولوت" الرئاسي مجدداً إلى المكتب البيضاوي داخل البيت الأبيض وكان المكتب الرئيسي لكل من لرونالد ريغان ، وبيل كلينتون ، وجورج دبليو بوش و باراك أوباما
10- جورج بوش الأب
لم يستخدم الرئيس جورج بوش الأب مكتب "الريسولوت" ليعود إلى مخازن البيت الأبيض مجدداً ولقد فضل بوش الأب استخدام مكتب عادي غير مزخرف من خشب الجوز أطلق عليه اسم "C + O Desk" وكان أحد قطع الأثاث التي تواجدت بداخل وشركة أوهايو للسكك الحديدية عام 1920 قبل أن تمنحه الشركة في وقت لاحق لصالح البيت الأبيض .
11- النقش بالحبر
تماماً كما يفعل المشاغبين على مكاتب الدراسة قام ديك تشيني نائب الرئيس في عهد جورج دبليو بوش بنقش اسمه على أحد الأدراج العليا لمكتب "الريسولوت" الرئاسي قبل مغادرته لمنصبه .
12- ليس المكتب الوحيد
في الواقع لم تهدي الملكة البريطانية مكتب خشبي واحد فقط بل كان عددها 3 مكاتب حيث كان المكتب الثاني أصغر بكثير مقارنة بالمكتب الأول وتم وضعه في متحف البحرية الملكية منذ الثمانينيات بينما كان المكتب الثالث المعروف باسم "مكتب الملكة فيكتوريا" أو "مكتب غرينيل" مكتب خاص بالسيدات للسيدات وكان هدية من الملكة إلى أرملة هنري غرينيل اعترافاً بمجهوده في البحث على بعثة فرانكلين .
13- لا توجد حجرات سرية
مثل ما حدث في الفيلم الأميركي الشهير " National Treasure" الذي قا ببطولته الممثل المخضرم نيكولاس كيدج يظن الكثير أن المكتب الرئاسي يحتوي على أزار سرية تفتح أبواب خفية داخل المكتب البيضاوي ولكن للأسف لا توجد مثل هذه الأمور في الواقع ولا توجد أي أبواب سرية خلف اللوحات المعلقة على الجدران داخل المكتب البيضاوي .
14- تعديلات ترامب
لم يعدل الرئيس الحالي للولايات المتحدة الكثير على مكتب "الريسولوت" أو حتى غرفة المكتب البيضاوي بشكل عام فقط قام بتزويد مقعدين بذراعين للزائرين أمام المكتب الرئاسي ووضع صورة لأندرو جاكسون الرئيس الـ 7 للولايات المتحدة الأمريكية بسبب تشابه السياسات المتبعة بينهما .
15- قدمي أوباما
أثار أوباما أثناء شغله منصب الرئاسة الكثير من التحفظات بسبب الصور التي ظهر خلالها وهو يضع قدميه على مكتب "الريسولوت" الرئاسي وما يحتويه من قيمة تاريخية كبيرة لدى الأمريكيين ولقد تسبب تلك الصور بالكثير من الانتقادات الصحفية للرئيس الأميركي السابق .