المدارس باتت خطراً على أولادكم؟.. هذه صور العنف المدرسي في العالم العربي
في الوقت الذي تدور المعارك بين الهيئات التعليمية وإدارات المدارس في غالبية الدول العربية حول حقوق المعلمين يبدو بأن هناك حقاً أساسياً يتم تجاهله وبقوة من قبل الطرفين.. حق التلميذ ببيئة تعليمية آمنة حيث لا يتعرض للتعنيف اللفظي أو الجسدي لا من زملائه ولا من الهيئة التعليمية.
المشكلة مع النظام التعليمي في البلدان العربية هو أنه لم يخرج تماماَ من الإطار القديم الذي لطالما كان مقولب فيه، ففي الماضي المعلم كان يضرب التلميذ لأنه «يحبه» ولأنه «يريد له الخير» وحتى أن المعتاد كان أن يطلب ولي أمر طالب ما من أستاذ معين أن «يربي» إبنه من خلال صفعة أو فلقة.
بطبيعة الحال نحن لا نقول أن جميع المعلمين والمعلمات يشبهون بعضهم البعض، فهناك فئة تحب عملها وتحترم تلامذتها ولا تمارس بحقهم أي نوع من أنواع العنف. ولكن وللأسف هذه الفئة، مقارنة بمن يمارسون العنف قليلة.
العنف يأتي بمختلف الأشكال والألوان
العنف المدرسي غير محصور فقط بالتعرض للضرب بل هناك ثلاثة أنواع أساسية على كل والد ووالدة معرفتها كي يتمكنوا من المطالبة بحقوق أولادهم.
العنف الجسدي: الضرب، الصفع، شد الشعر، الدفع، القرص.
العنف النفسي: الإهانة، الإذلال، السخرية، الإحتجاز في الصف، القساوة في التخاطب، الإنتقاد الدائم، التمييز بين طفل وآخر، البرودة العاطفية في التعامل مع التلميذ، عدم تقدير الجهود.
العنف الجنسي: إستخدام كلمات ذات دلالة جنسية، التحرش، ملامسة أعضاء التلاميذ.
حتى أنه وفي إطار مظاهر العنف المدرسي فإن الأبنية غير الملائمة والصفوف التي لا تتمتع بالمواصفات المناسبة والخدمات المدرسية وحتى وزن الحقيبة الذي «يكسر» ظهور أولادكم من سمات العنف أيضاً التي تحاسب عليه المدرسة قانونياً.
معرفة الأنواع كما قلنا هام جداً، لأن الغالبية عادة لا تقدم على ردة فعل إلا حين ينحصر الأمر إما بالعنف الجسدي أو الجنسي.
العنف اللفظي كما قلنا يتنوع بين الصراخ وتوجيه الملاحظات الحادة والتمييز بالمعاملة بين تلميذ واخر والسخرية منه سواء بسبب علاماته أو عدم قدرته على الإجابة عن الأسئلة. مشكلة هذا النوع من العنف هو أنه عادة يمر مرور الكرام رغم أن ضرره النفسي غالبية الاحيان يتجاوز ضرر العنف الجسدي بأشواط.
العنف اللفظي موجود بكل المدارس حتى تلك التي لها سمعتها والتي تعتمد أنظمة تعليمية أجنبية، تبدل لغة «الإهانة» لا يبدل من واقع أنها إهانة فكلمة غبي هي نفسها بغض النظر عن اللغة التي تقال بها.
في المقابل هناك عنف الزملاء والذي على المدرسة التعامل معه والحد من إنتشاره.. ظاهرة التنمر منتشرة بشكل كبير وعلى المدارس التعامل معها بجدية أكبر.
ولعل الأخطر هو العنف الجنسي الذي يتمثل في ظاهرة التحرش بالطلاب والتي وعلى ما يبدو منتشرة في دولنا العربية، فالقصص المروعية من مصر الى المغرب فلبنان تؤكد أننا نعيش هذا الواقع.
إن لم يكن هناك التواصل الصحي بين الأهل وأولادهم فهم لن يقوموا باللجوء إليهم وإبلاغهم بما يحدث معهم في المدرسة وبمعاناتهم، بل سيعانون بصمت وسيتراجع الاداء وستبدأ مرحلة الغضب المنزلي منهم وربما حتى التعنيف أو المعاقبة ما يعني طفل بين نارين. يجب توفير بيئة آمنة للطفل في المنزل بحيث يمكنه الحديث عما يحصل معه لانها السبيل الوحيد لمعرفة ما أن كان يتعرض للتحرش أو الضرب أو التعنيف النفسي.
المدرسة يجب أن تكون بيئة آمنة نفسياً وجسدياً للطفل كي يتمكن من النمو بشكل صحي يمكنه من تحقيق نتائج أكاديمية جيدة.
القانون في صفكم
القانون في جميع الدول العربية هو الى جانب الطفل المعنف.. بغض النظر عن نوعية هذا العنف. يمكن اللجوء الى وزارة التربية والتعليم في بلادكم وتقديم شكوى بحق المدرسة أو المعلم أو المعلمة في حال لم تقدم المدرسة على إتخاذ أي إجراءات. كل القوانين تحمي حق الطفل في الحصول على التعليم في بيئة آمنة وتعاقب أي جهة لا تحترم هذا الحق. كما أن هناك الخطوط الساخنة في معظم الدول العربية للتبليغ عن أي انتهاك يتعرض له الأطفال إلا ان البعض لا يقدم على ذلك ويفضل حلها ضمن إطار قوانين المدرسة. المشكلة هي أن بعض قوانين المدارس وفي أنظمتها الداخلية تحصر العنف في نصوص عامة ولا تتطرق الى العقوبات التي تلحق بمرتكب العنف.
نماذج من العنف المدرسي في دولنا العربي
فيديو من مصر لأستاذ ينهال ضرباً على تلميذ من تلامذته ونسمع في الفيديو صوت تلميذة أخرى تحتج على ما يفعله الأستاذ فما كان منه إلا ان نهرها وأكمل ضرباً فنسمع صراخ رفاق التلميذ وهم يشاهدون زميلهم يتعرض للضرب والركل.
طفلة صغيرة في القسم الإبتدائي عجزت عن كتابة الرقم 5 بشكل صحيح فما كان من معلمها إلا أن بدأ بالإستهزاء بها . وما هو مستفز فعلاً في الفيديو هو أن الأستاذ نفسه يقوم بتصويرها ويمكن وبوضوح رؤية الخوف في عينيها وهي ترفعها بإستمرار بإتجاهه.. ليحولها لاحقاً الى مادة للتندر ويبدأ بالسخرية منها وسط ضحكات زملائها في الصف.
فيديو اخر من لبنان أثار ضجة كبيرة وتظهر أستاذ يقوم بضرب تلميذ صغير بالعصا على قدميه بينما الصغير يبكي بصوت مرتفع. وما إن انتهى من التمليذ الاول حتى بدأ يضرب تمليذاً اخر كان ينتظر دوره!