بعد عامين من وفاتها.. ما لا تعرفه عن «زها حديد» عملاقة الهندسة المعمارية العالمية
لطالما ارتبط اسم زها حديد، المِعْمَارية العراقية الشهيرة، بتصميمها لمركز روزنتال للفن المُعَاصِر بالولايات المتحدة ومركز حيدر علييف بأذربيجان حيث تتميَّز أعمالها بالحداثة والانسيابية، مع اتباعها نمط العمارة التفكيكية مُتعددة المناظير.
قبل عامين من اليوم، توفيت البريطانية من أصل عراقي وعملاقة الهندسة المعمارية عن عمر ناهز الـ64 عاماً، تاركة خلفها إرثاً أعاد تعريف عالم الهندسة والعمارة بأكمله.
منزل صغير يقتحمه مجموعة من الأشباح في «A Quiet Place» (فيديو)
عرفت زها بأنها أول امرأة تفوز بعدة جوائز عالمية ومرموقة، مثل جائزة بريتزكر للهندسة المعمارية، والميدالية الذهبية الملكية في جوائز ريبا. وما زالت روح حديد العبقرية، تعيش اليوم في مجموعة من تصاميمها ومبانيها الرائعة حول العالم، من الشرق إلى الغرب حيث اشتهرت بتصميماتها المُعَبِّرَة التي تتسم بانسيابية من نقاط منظور متعددة، وتُعتَبَر أحد روَّاد فن العمارة المُعاصِرة.
كما اشتهرت عالميًا بتصميماتها المُبتكرة ذات النمط التجريبي، وقد كانت العقل المُبْدِع وراء تصميم مركز لندن للرياضات البحرية في دورة الألعاب الأوليمبية عام 2012، ومتحف إيلي وإيديث للفن المُعاصِر Eli and Edythe Broad Art Museum في الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى العديد من الإبداعات المعمارية الأخرى.
ولدت زها في بغداد لأسرة ثرية، وتلَّقت تنشئة مُرَفَّهة مع التحاقها بمدارس داخلية في إنجلترا وسويسرا. وأدركت منذ صغرها أنها ستصبح مشهورةً يومًا ما، فقد كانت ذكيَّة وطموحة، درست الرياضيات بالجامعة الأمريكية في بيروت، قبل أن تنتقل إلى لندن لدراسة الهندسة المعمارية بكلية الجمعية المعمارية هناك.
ولاحقًا حصلت على الجنسية البريطانية، وأنشأت مكتبها الخاص للهندسة المعمارية وحققت نجاحًا هائلاً من خلاله. وقد اكتسبت تصميماتها المُبتكرة والتجريدية شُهرةً عالمية، وفي خلال سنوات أثبتت ذاتها كأحد أشهر المِعْمَاريين عالميًا كما مارست مهنة التدريس وباشرت بعض التصميمات الداخلية عالية المستوى، إلى جانب أعمالها المعمارية.
ورغم موتها إلا أن "ملكة المنحنيات" كما سمّيت، تركت إرثا سيمتد لأعمق بكثير من الجوائز العالمية التي حازت عليها فقط، والهياكل التي أنشأتها على مدار 40 عاماً من عملها في مجال تصميم المباني، إذ إن العراقية التي ولدت في العام 1950، استطاعت تحطيم القيود وكسر القواعد في عدة مجالات فنية واجتماعية معاً، من أجل الوصول إلى ذروة عملها المهني، حتى استطاعت تشجيع جيل جديد كامل من الفتيات على السعي وراء أحلامهن والوصول للعالمية في المجال المعماري.