لطالما اشتهرت مدينة "هونج كونج" الساحلية الصينية بأنها الاولى في العالم في امتلاك " ناطحات سحاب" التي وصلت إلى 293 ناطحة سحاب متفاوتة الأطوال مابين 100، 150، 300 متر.
شاهد/ سانتا كروز ديل إزروتيه الجزيرة الأكثر ازدحاماً بالسكان بالعالم
ولعل مما يلفت الانظار في " ناطحات سحاب" هونغ كونغ هو وجود "فتحة" أو فجوة فارغة في وسطها ولكن موقع businessinsider هذا الغموض ذاكراً أنّ هذه الفتحات هي بوابة التنين، أي إنّها تسمح للتنين أن يطير من الجبال إلى الماء.
وبحسب فلسفة "فنغ شوي" الصينية، والتي تقوم على مبدأ تحديد مواقع المباني والأشياء بطريقة تتوافق مع القوى الروحية والطاقة الإيجابية، فان هذه الفتحات تسمح بتوليد الطاقة الإيجابية كما تحمل الحظ الجيد، كمثل التنين الذي يجسّد الحظ الجيد والتفاؤل والإيجابية.
ولكن، الحقيقة خلف هذه الفجوات تكمن في أسباب عملية أكثر، تتعدى حدود فلسفة "فنغ شوي".
وكمثال على ذلك فقد بني مجمع "ذا ريبالس باي" من قبل شركة "فنادق هونغ كونغ وشانغهاي" في العام 1986، بكلفة بلغت 38 مليون دولار. وتبلغ مساحة المجمع 88,733 مترا مربعا، ويحوي فجوة طولها 16 متراً وعرضها 24 متر.
لا ليست أسبانيا ..هذه المناظر الخلابة في بلد عربي ! (صور)
وكشف مارتين سوير، مدير مجموعة "فنادق هونغ كونغ وشانغهاي،" أن المجمع اعتمد الفجوة في تصميمه لأسباب جمالية، ومن أجل إضافة إحساس درامي إليها، مضيفاً: "نعتقد أنه الأول من نوعه في هونغ كونغ."
ورغم أن الفجوة في "ذا ريبالس باي" لم تكن مستوحاة من فلسفة "فينغ شوي،" إلا أنها ساعدت السكّان المحليين على تقبل المجمع الذي استبدل مبنى استعمارياً كان موجوداً في عشرينيات القرن الماضي.
أما أسطورة التنانين التي يتداولها المحليون حول الفجوة، فقد ظهرت تلك دون أي صلة لـ"فينغ شوي،" في ثمانينيات القرن الماضي، عندما بدأ المطورون بناء صفوف من المباني الشاهقة، سميت بـ"المباني الجدرانية" بيد أن العديد من الناس بدأوا بإصدار شكاوى على المباني المحيطة التي حجبت المشاهد الطبيعية وتيارات الهواء التي اعتادوا عليها.
مدينة بوخارا في نيبال.. اكتشف روعة الهيمالايا من وسط الأنهار
وبعد تعرض المطورون للكثير من الضغوطات، نشر قطاع التخطيط في المدينة تقريراً بعنوان "دراسة لإمكانية إنشاء نظام تهوية جوي" والتي عرفت أيضاً باسم "AVA" في العام 2005. وقد أدى هذا التقرير إلى إنشاء مجموعة من الإرشادات المتعلقة بالتهوية الجوية، ورغم أن الارشادات هذه لم تُفرض قانونياً على المنشآت الخاصة، إلا أنها لعبت دوراً ثقافياً كبيراً، مضيفا: "في الكثير من الأوقات، تطلب الحكومة ترك فراغ بين المباني في حال سمحت لك بالبناء. ولكن قد لا تتوفر مساحة البناء الكافية لفعل ذلك، وبهذا وصلوا إلى حل أوسط، وهو ترك فجوة في وسطها."