لماذا اتجهت مايكروسوفت إلى الاستثمار في الألواح الشمسية؟
تحتاج خوادم الشركات التقنية إلى الكثير من الطاقة كي تبقى تعمل على مدار الساعة تعالج عمليات المستخدمين وتخزن البيانات، فيس بوك و جوجل إضافة إلى مايكروسوفت هي شركات تعاني من مشاكل الحصول على الطاقة وتبحث عن الاستثمار في الطاقة البديلة، والغاية من ذلك بسيطة أولا التقليل من تكاليف الطاقة التي تستهلكها خوادمها ومراكز بياناتها الضخمة، ثانيا هو الإستثمار في الطاقة النظيفة والابتعاد عن الطاقات الملوثة للبيئة.
تتزعم شركة مايكروسوفت هذه الصحوة، حيث تواصل الاستثمار في الطاقات البديلة والمتجددة لتقدم نفسها على أنها شركة صديقة للبيئة، كما أنها خطة ذكية من أجل التقليل من التكاليف.
مشروع طموح للشركة في سنغافورة
ففي سنغافورة أقدمت عملاقة البرمجيات الأمريكية على عقد اتفاقية مع شركة sunseap لشراء الطاقة الكلية التي تنتجها مشاريعها لأجل مركز بياناتها الضخم هناك، الاتفاقية ستدوم لمدة 20 عاما كما جاء في نص الاتفاق، بالتالي فهي اتفاقية طويلة الأمد من شأنها أن تحل مشكلة كبيرة للشركة الأمريكية وتبقي الأمور جيدة لمدة طويلة.
وليس هذا غريبا على الشركة التي وقعت على اتفاقيتين مؤخرا للحصول على الكهرباء من طاقة الرياح من مشروعين للطاقة في إيرلندا وهولندا لمراكز بياناتها في أوروبا.
الإتفاقية التي وقعتها مع شركة sunseap تكشف عن التوجه الجاد لمايكروسوفت نحو تبني الطاقة النظيفة والبديلة.
وتراهن على أن تنجح في الحصول على الطاقة بنسبة 100 في المئة لكل مركز بياناتها في هذا البلد خلال الفترة القادمة دون أن تعتمد على أي طرق أخرى لتزويد مركزها بالطاقة.
الألواح الشمسية التي سيتم استخدامها لهذا المشروع سيتم تركيبها على المئات من المنازل في نفس المدينة حيث مركز البيانات، والهدف هو انتاج 60 ميغاواط من الطاقة الشمسية.
لتكتسب مقومات النجاح بشكل مختلف.. 10 أفلام عليك مشاهدتها على الفور (فيديو)
الخطط لإخراج هذه الطاقة من الطاقة الشمسية على السطح لن تكون محفوفة بالمخاطر مثل محاولة الحصول على الكمية بالكامل من مصنع واحد، هذا ما يؤكده مسؤولين في الشركة.
ولا توجد ضمانات في الواقع على أن هذا المشروع سيتمكن من توليد 60 ميغاواط المتفق عليها أم أقل، خصوصا وأن هناك مشاريع أخرى فشلت في السابق موجودة بتاريخ شركات إنتاج الطاقة الشمسية.
رغم أن الطاقة الشمسية طاقة متجددة ومتوفرة إلا أن هناك مخاطر عادة ما تهدد مشاريع توليد الطاقة الشمسية وهي التي تزيد من تكاليفها أو تجعل الإنتاج أقل من المتوقع.
مايكروسوفت لديها خطة للتحول إلى الاعتماد الكلي على الطاقة النظيفة
تملك مايكروسوفت حوالي 100 مركز بيانات ضخم في 40 دولة موزعة على أمريكا وأوروبا إضافة إلى آسيا وتستخدمها لإدارة عملياتها.
هذه المراكز تعمل على إدارة العديد من مشاريع الشركة منها سكايب إضافة إلى محرك بحث بينج والأهم عي خدماتها السحابية العملاقة حيث توفر للمستهلكين من الشركات والأفراد مساحات تخزينية لتخزين الملفات والمستندات والبيانات.
ومركز بياناتها في سنغافورة يعمل على تقديم خدمات السحابة الإلكترونية مثل "Azure" و"Office 365" لزبائنها في جنوب شرقي آسيا.
ووضعت الشركة هدفا واضحا لهذه السنة وهو أن تعتمد على الطاقة النظيفة بنسبة 50 في المئة ضمن التحول التدريجي نحو هذه الطاقات المتجددة.
لكن الإتفاقية التي وقعتها مع شركة sunseap تساعدها فعلا على تجاوز الهدف الذي وضعته لهذه السنة وقد نرى نسبة 55 في المئة على الأرجح وربما أكثر.
يمكن لميجا واط واحد تشغيل حوالي 164 منزل أمريكي والطاقة التي سيتم توليدها من مشروعها في سنغافورة كبيرة للغاية وستسعى الشركة إلى تخزينها أيضا ضمن بطاريات من اجل ضمان استدامة الطاقة التي تحصل عليها.
ولدى الشركة 850 موظفا في سنغافورة يعملون في مركز بياناتها الضخمة هناك، وهذا يكفي بالنسبة لها إلى جانب تكاليف شراء الطاقة المتجددة.
لماذا الاعتماد على شركة sunseap وليس بناء محطة لإنتاج الطاقة؟
لدى شركة sunseap خبرة كبيرة في توليد الطاقة الشمسية وهذا عملها ومجالها وهي تطور تقنياتها من أجل الوصول إلى نتائج أمثل.
وفيما يمكن لمايكروسوفت الاستثمار في بناء محطة لتوليد الطاقة الشمسية تكون خاصة بها، تدرك أن مشروع مثل هذا عالي المخاطر.
حيث سيكون عليها أن تتحمل مسؤولية الصيانة وتكون أيضا مسؤولة عن توليد حجم محدد من الطاقة إضافة إلى حاجتها إلى مساحة كبيرة للألواح الشمسية لا تتوفر بمبانيها.
شراء كمية معينة من الطاقة أفضل من الإستثمار في بناء مركز توليدها غير مضمون النتائج، وهذا ما يجعل الشركة الأمريكية مرتاحة لقرارها.