لماذا يفضل المستشرقون الغربيون زيارة حائل في رحلاتهم للجزيرة العربية ؟
تعتبر حائل من أكثر المدن السعودية جذباً للمستشرقين الغربيين في رحلاتهم للجزيرة العربية في فترات متلاحقة في القرنين الماضيين نظرا لأنها كانت مسرحاً كبيراً للعديد من الآثار التاريخية، بما وُجد فيها من نقوش ثمودية ولحيانية، إضافة إلى عدد من الكنوز الأثرية الهامة التي وجدت منحوتة في جبالها وأوديتها في مواقع متعددة.
افتتاح منتجع «ون آند أونلي لو سان جيران» في موريشيوس (فيديو)
ويأتي الدكتور "جورج أوغست فالين فلندي" كأوائل المستكشفين الأوروبيين للجزيرة العربية في أبريل من عام 1845، حيث تحرك نحو الجزيرة العربية عبر صحراء معان في الأردن والجوف حتى وصل لحائل، وكتب فالين في مذكراته أنه في حائل "نسي العالم كله" وقد صاحب الكثيرين وتكونت له صداقات فيها حتى إن أحد شعراء حائل قد وعده بتزويجه ابنته.
وقد اعتنق فالين الإسلام وسمى نفسه عبدالولي وزار مكة في عام 1845 وبعدها بسنتين زار القدس وبلاد فارس، وبحلول عام 1851 عاد إلى أوروبا حيث نشرت الجمعية الجغرافية الملكية بعض كتبه، ومنحته ميدالية مؤسسها اعترافاً ببحثه الرائد، وقد أكمل رسالة الدكتوراه، وحصل عليها في العام التالي لوصوله.
بأيادٍ سعودية.. تزيين الأحياء والبيوت الشعبية القديمة وتحويلها إلى لوحات فنية وتشكيلية
وعن الحياة الحائلية يقول فالين: "حينما قدمت إلى حائل اندهشت كثيراً، ليس فقط لرؤيتي الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاثة واثنتي عشرة سنة في مجالسة كبار السن ومبادلتهم الحديث، ولكن أيضاً أخذ رأيهم في مواضيع تفوق مستواهم والاستماع لما يقولونه باهتمام".
ويضيف: "يعيش الصغار مع آبائهم في محبة وألفة ولم أرَ في حائل، تلك المشاهد الكريهة المألوفة، والد حانق يضرب ابنه، ولا رأيت الإذلال الذي يعانيه صغار، الذين لا يسمح لهم أبداً بالجلوس أو حتى الكلام في حضرة آبائهم المتغطرسين"
وفي العام ذاته قدم العالم "جورج والن" إلى حائل وألف كتاباً سمَّاه "صورا من شمال جزيرة العرب" ليأتي بعده بثمانية عشر عاما الإنجليزي "ويليام بالغريف" وكتب بعض مذكراته من حائل.
في دبي فقط.. شاهد أطول عجلة ترفيهية وأطول منصة تسلق بالحبال في العالم!
فيما زارت الإنجليزية الليدي ان بلنت حائل سنه 1879، ووضعت كتباً باسم (رحلة إلى بلاد نجد) وكانت الرحالة الإنجليزية قد كتبت العديد من مذكراتها عن حائل، فهي تقول عن جبة "أنها من أغرب الأماكن في العالم، ومن أجملها، إنها أحد مباهج النفود".
وتضيف بلنت أنها لن تنسى الانطباع الذي أخذها حين دخلت حائل، من نظافة الجدران والشوارع الخارقة للعادة والذي يكاد يعطي جوا خيالياً.
كما نال العالم الأميركي بارون شهادة الدكتوراه من جامعة ميتشغان عن رسالته في تاريخ حائل وهو الذي تعلم في جامعة هارفرد في كلية ييل للحقوق.