فيديو| كيف تستغل العوامل النفسية في الترويج لمحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي ؟
وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت أحد الأدوات الهامة التي يستخدمها أصحاب الأعمال للترويج للمنتجات أو الأفكار أو السلوك نظرا لما أصبحت تمثله من وسيلة قوية تصل إلى كل شخص في العالم.
ونظرا لما تمتلكه وسائل التواصل الاجتماعي من قوة، توجهت الأنظار إلى كيفية استغلالها وتحقيق أقصى استفادة منها لجذب المستخدمين، وهذه العملية لا تتم بشكل عشوائي على الإطلاق فهناك دراسات وأبحاث تجرى بشكل مستمر على دراسة سلوك مستخدمي تلك المواقع للتعرف على توجهاتهم وميولهم وما الذي يجذبهم نحو محتوى معين.
ووفقا للعالم النفسي جوناه بريجر، فإن التفاعل مع نشر المحتوى على الإنترنت مرتبط بالتحفيز النفسي، بمعنى أن أي تحفيز، سواء كان عاطفيا أو جسديا، يمكن أن يحفز رد فعل المشاركة ونشر المحتوى. ومع ذلك، فإن الوصول لرواج المحتوى ليست مسألة بسيطة مثل خلق قصة تلهب العقول ونشرها على صفحات وسائل التواصل الاجتماعية الخاصة بك.
هناك العديد من الجوانب للتحفيز على المشاركة، تلك العوامل تحدد أي قصص أو محتوى يمكنك من الحصول على الملايين من المشاهدات وأيها قد لا يلاقي هذا الاهتمام أو الرواج.
ويهدف هذا التقرير إلى استكشاف البحوث وراء ظاهرة المشاركة والتفاعل وكيف يمكنك استخدام تلك النتائج لإنشاء وترويج المحتوى الخاص بك.
وفيما يلي أهم المعلومات والعوامل التي ستساعدك لزيادة الترويج لمحتواك عبر وسائل التواصل الاجتماعي:
لماذا يشارك الناس المحتوى؟
يشارك الناس لأسباب مختلفة. ومن المستحيل أن نأخذ جميع الأسباب في الاعتبار، يمكنك استخدام البحوث التي أجرتها صحيفة The New York Times Customer Insight Group، لتخطيط رسائل واتصالات أكثر تأثيرا.
فقد وجدت الدراسة التي أجرتها الصحيفةأن الناس يقومون بنشر المحتوى لـ 5 أسباب رئيسية هي:
القيمة والترفيه:
بحث جديد أو دراسة جديدة تخلق معرفة جديدة. و إذا كانت المعرفة الجديدة تتماشى مع اهتمامات الشخص والدائرة الاجتماعية له، فسيتم اعتبارها قيمة. وعليك أن تضع في اعتبارك أن الناس ينظرون للمحتوى بشكل مختلف. فبعضهم يتشاركون لإظهار ما وجدوه ثمينا - وفي هذه الحالة، فإن المشاركة هي أيضا شكل من أشكال التعبير عن الذات.
آخرون يريدون مساعدة أصدقائهم في عملية التنمية الشخصية - في هذه الحالة، يتم يتجاوزون المصالح الشخصية طالما أن المحتوى مفيد للآخرين.
الترفيه هو سبب آخر لمشاركة الناس للمحتوى. سواء كان ذلك فيديو ممتع أو صورة جميلة، وأحيانا الناس تتبادل المحتوى ببساطة لأنهم يجدوه مسلية.
المحتوى الترفيهي خفيف ولا يتطلب تركيزا مكثفا، ولكنه يلفت الانتباه بسرعة. ويمكنك تحويل أي جزء من المحتوى إلى صورة جاذبة للاهتمام يتم مشاركتها فقط بسبب ما تحتويه من عوامل جذب بصرية، باستخدام مساعدة المحترفين أو أدوات التصميم عبر الإنترنت.
دعم قضية:
يعد وجود سبب أو حملة وراء المحتوى الخاص بك طريقة مؤكدة للحث على المشاركة. وغالبا ما تكون الرغبة في دعم القضايا الاجتماعية أقوى اداة تحفيزية وراء المشاركة، ببساطة لأن القضايا الاجتماعية تميل إلى التأثير على الملايين. فالحركة المجتمعية يمكن أن تدفع الوعي والمشاركة لأقصى حدود.
الفوائد الإضافية هي أن جهود المسؤولية الاجتماعية للأعمال التجارية غالبا ما تؤدي إلى تشكيل مجتمع، مما يجعل توزيع المحتوى أكثر سهولة.
يمكنك أيضا الحصول على فرصة لتوسيع انتشار محتواك ووصوله لعدد أكبر من خلال إشراك الأشخاص مهتمين بالقضية ولكن قلقون على صورتهم الذاتية أمام المجتمع.
أثرياء العالم وجوازات السفر الثانوية.. إقبال متزايد وقلق عالمي
العلاقات:
الناس مخلوقات اجتماعية. ويشتركون في حاجتهم للحفاظ على العلاقات وتعزيزها من خلال عملية المشاركة للمنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، وبما أن الجميع مشغولون هذه الأيام، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة سهلة وسريعة للوصول إلى الأشخاص الذين نهتم بهم.
عندما يكون للمحتوى المنشور القدرة على تعزيز العلاقة بين شخصين أو أكثر، فمن المرجح أن الناس ستلجأ لمشاركته مع الآخرين، هذا النوع من المحتوى يلتقط الاهتمامات المشتركة، ويثير ذكريات مشتركة، أو يساعد على توليد الأفكار لتخطيط أنشطة مستقبلية مع الآخرين.
التعبير عن الذات:
ولعل أحد أهم الدوافع وراء المشاركة هو ضرورة التعبير عن الذات. هذا الدافع هو الحاجة إلى خلق صورة نعتقد أنها قد تجذب الآخرين نحونا أو الحاجة للتعبير عن النفس بشكل حقيقي.
وعلين أن نضع في اعتبارنا أن الناس الذين يعبرون عن "الذات الحقيقية" من خلال وسائل التواصل الاجتماعية قد يفضلون نوع مختلف من المحتوى من أولئك الذين يحاولون إبراز "الذات المثالية".
تحقيق الذات:
يشارك الكثير من الناس على وسائل التواصل الاجتماعي لأنها تشعرهم بالارتياح. فمشاركة المحتوي ثم رؤية كيف يتفاعل الناس مع هذا المحتوى يجلب موجة من المشاعر الإيجابية. وفي هذا الصدد، يكون لدى الأشخاص هدف يتجاوز المشاركة: فهم يحاولون فهم أي محتوى سيتردد صداه أكثر مع متابعيهم ثم مشاركته. إنها هواية جمع الإعجاب والتي تأتي بعد مشاركتهم للمحتوى مع الآخرين.
ما الذي يجعل المحتوى رائجا؟
إنشاء محتوى رائج ليس مجرد مسألة حظ. فالتعرف على تفضيلات الجمهور وأسباب مشاركته تساعد بالتأكيد، ولكن رسالة وقصة المحتوي هي التي تبرز المحتوى وتجعله ينتشر عبر الإنترنت. المحتوى الخاص بك يحتاج إلى محاذاة أدوات المؤثرات على العواطف الرئيسية التي تدفع الناس لمشاركتها.
إليك الخصائص العاطفية للمحتوى الرائج:
عاطفي:
المحتوى الذي يلهم مجموعة واسعة من المشاعر يميل إلى أن يتم مشاركته بشكل أكبر وعلى نطاق واسع. وعلاوة على ذلك، المحتوى الذي يحفز المشاعر الإيجابية والسلبية في نفس الوقت لديه فرص أعلى من الرواج والانتشار.
فالتركيز على مشاعر واحدة نادرا ما يجلب النتائج المرجوة، ولكن إذا كان المحتوى المنشور يثير مجموعة من العواطف والنفعالا، يمكنك وقتها تعميق تأثيره مع مرور الوقت، ويضمن نجاح وسائل التواصل الاجتماعية.
ضع في اعتبارك أن هناك أنواع مختلفة من العواطف. فمشاعر الإثارة عالية مثل التلهف أو التسلية والاستمتاع تجعل الناس أكثر ميلا لمشاركة المحتوى، وانخفاض مشاعر الإثارة مثل الحزن تجعل المحتوى أقل فاعلية.
الإيجابية:
يتم مشاركة الأخبار الإيجابية أكثر من الأخبار السلبية. الناس يبحثون دائما عن طرق للهروب من ضغوط يومهم والمحتوى الإيجابي بمثابة الطريق الوهمي نحو الحياة مثيرة.
وعلاوة على ذلك، الإيجابية لها تأثير معدي وتدفع الآخرين لتبادلها فيما بينهم، وبالتالي فإنه يخلق دوامة من المشاركة على نطاق واسع.
عنصر المفاجأة:
من الممكن أن يسبب تطوير غير متوقع في القصة أن يحرر المتابعين ويلقيهم في مغامرة، ما يتيح تأثير المفاجأة. فغالبا ما تحدث المفاجآت عندما تظهر الأشياء العادية في زاوية مختلفة.
وعليك إن تضع في اعتبارك، أن عنصر المفاجأة لا يمكن أن يضمن رواج المحتوى، ولكن إلى جانب المشاعر الأخرى التي تضيفها يمكن أن يكون له تأثير قوي جدا.
العوامل السلبية التي تؤثر على الرواج:
قد تعتقد أن التركيز على إنشاء المحتوى العاطفي سيجلب النتائج المرجوة ولكن هناك عوامل أخرى تلعب دورا عندما يتعلق الأمر بإنشاء بمحتوى رائع.
بعض العوامل التي قد تعرض حملتك على وسائل التواصل الاجتماعي للخطر:
التوقيت السىء:
التوقيت أمر بالغ الأهمية عندما يتعلق الأمر بنشر المحتوى. إذا تم نشر المحتوى الخاص بك في أوقات غير رائجة، كل ما تبذلوه من الجهود سوف يذهب سدى، لذلك عليك جعل التوقيت المناسب لنشر المحتوى أو بدء الحملة له أولوية، وقم بعملية بحث حول عادات جمهورك من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي.
التصميم الرديء:
بغض النظر عن روعة الفكرة التي تكمن في جوهر المحتوى الخاص بك، فمن الممكن أن يقوض التصميم السىء كل الجهود الإبداعية. التصاميم السيئة يمكن أن تدمر إمكاناية رواج المحتوى.
فالأمر لا يتعلق فقط بلفت الإنتباه من خلال التصميم، فالتصميم يجب أن يجذب انتباه المستخدمين إلى النقاط الهامة التي تحتاج إلى لفت انتباههم إليها والتي تعبر عن فكرة المحتوى والهدف منه بشكل رئيسي
فالتصميم يرتبط أيضا بنظرية الألوان بشكل كبير، فبعض الألوان لها قدرة على إثارة المشاعر الإيجابية، ولذلك يمكنك استخدام التصميم للتأكيد على المشاعر التي تحاول نقلها للمستخدم.
سوء التوزيع:
ضعف التوزيع هو لعنة تسويق المحتوى.على الرغم أن معظم الشركات تنفق كمية قدرا هائلا من الوقت على خلق وتصميم المحتوى، وتولي قدر قليل من الوقت لطريقة وأفكار التوزيع. فبدون التوزيع المناسب، لا يمكن أن يظهر المحتوى الخاص بك، وبالتالي فإن فرص المشاركة ستكون ضئيلة.
وتتضمن بعض استراتيجيات توزيع المحتوى الفعالة، تحسين محركات البحث، والإعلانات المدفوعة، والتسويق المؤثر.
كلمة أخيرة:
ليس هناك وصفة واحدة واضحة لإنشاء المحتوى الرائج، ولكن هناك بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها ووضعها في الاعتبار لإلهام أكبر عدد ممكن من المستخدمين لتنشر ومشاركة عملك.
إن فهم الدوافع وراء المشاركة سيساعدك على اختيار نوع المحتوى وفقا لاحتياجات جمهورك. جعل المحتوى عاطفي وإيجابي سيجلب العديد من المشاركات والتفاعل.
اختيار التوقيت المناسب، وتعزيز العرض المرئي، والاستثمار في التوزيع الاستراتيجي سوف يأخذ المحتوى الخاص بك إلى الرواج والانتشار.
في نهاية الأمر، إنشاء المحتوى الرائج هو أبسط بكثير مما تظن. العواطف والقيمة هما القوة الدافعة وراء المشاركة. بغض النظر عن ما هو الجمهور المستهدف، فالسببين السابقين هما المحرك الرئيسي الدافع لإجبار الناس على التفاعل ومشاركة المحتوى.