خبير أسواق يحذر من حرب تجارية دولية.. وتوقعات بتهاوي أسهم البورصة العالمية
قال حسين السيد، كبير استراتيجي الأسواق في FXTM، إن المخاوف من اندلاع حرب تجارية عالمية، لا تزال تظغط على معنويات المستثمرين، مما يرجح أن تسجل الأسهم العالمية هبوطا جديدا اليوم الاثنين.
وبسحب تحليل "السيد" لما يحدث في البورصة العالمية، فإن ردّ الاتحاد الأوروبي على تهديدات دونالد ترامب بفرض تعرفة جمركية قد جاء سريعاً من خلال الدعوة إلى اجتماع هذا الأسبوع لمناقشة اتخاذ تدابير حمائية في حال مضت الولايات المتحدة قدماً وفرضت تعرفة جمركية على الفولاذ والألمنيوم. ومن المنتظر أن يردّ رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونيكر من خلال فرض تدابير مضادّة على الولايات المتّحدة، وعلى المنوال ذاتّه هدّدت كندا والصين برد معاكس.
وتوقع خبير الأسواق، أن يكون النزاع على التجارة فوضوياً وأن يتسبّب بتقلّبات في أسواق الأسهم، والدخل الثابت، والعملات على المدى القصير، مؤكدا بأنه يؤمن بأنّه احتمال انتهاء هذه المسألة بتدابير أقل حمائية من الاتحاد الأوروبي والصين أعلى من احتمال سياسات حمائية إضافية من الولايات المتحدة.
وفي نهاية المطاف، ليس هناك من منتصر في أيّ حرب تجارية على المدى البعيد، وصنّاع السياسات يعلمون ذلك جيداً. وحتّى نصل إلى تلك اللحظة، أتوقّع رؤية المزيد من العمليات البيعية في أسواق الأسهم والدخل الثابت، بحيث يكون المستفيد الأكبر هما الين الياباني والذهب، بحسب تحليله.
وحول الدعم الذي من المتوقع أن يتلقاه اليورو، بعد أن صوّت الحزب الديمقراطي الاجتماعي على اتفاقية للائتلاف مع حزب الاتحاد الديموقراطي المسيحي برئاسة ميركل، قال انه لم يحصل على الدعم المتوقع.
ويعود السبب الرئيسي في ضعف رد فعل اليورو إلى المخاوف المتعلقة بنتائج الانتخابات الإيطالية والتي أفضت إلى برلمان معلّق. وسوف يضطر الاتحاد الأوروبي إلى التعامل مع صداع جديد إذا شكّلت إيطاليا ائتلافاً متشكّكاً باليورو ممّا سيشكّل تحدّياً من دون شك لقواعد الموازنة في الاتحاد الأوروبي. وأتوقع حصول تراجع حاد في الأسهم الإيطالية اليوم.
وبالنسبة للبيانات الاقتصادية، من المرجّح أن تُظهر مؤشرات مديري المشتريات لقطاع الخدمات في منطقة اليورو الصادرة في وقت لاحق اليوم بعض التراجع المشابه لما رأيناه في قطاع التصنيع الأسبوع الماضي، ولكن من غير المرجّح أن تؤثّر الأرقام تأثيراً كبيراً على اليورو. وهناك الكثير من الأخبار التي يتعيّن على المستثمرين استيعابها هذا الأسبوع.
اجتماعات السياسة النقدية
وضمن توقعات خبير الأسواق، لن يُسفر اجتماع البنك المركزي الأوروبي يوم الأربعاء القادم عن أي تغيير يذكر في برنامج شراء الأصول أو معدّلات الفائدة. وسوف يركّز المتداولون بصورة رئيسية على اللغة المستعملة في البيان الصادر، وتحديداً أي تغيّرات في السياسة الاسترشادية.
وفي ضوء الأداء القوي للتعافي الاقتصادي في منطقة اليورو، فقال "السيد" أن العديد من المستثمرين ينتظرون إشارات لتحديد توقيت تخارج البنك المركزي الأوروبي من شراء السندات. وفي هذه المرحلة، أعتقد أنّه لن تصدر إشارات واضحة. ولكن هناك احتمالاً لإزالة فكرة زيادة حجم التيسير الكمّي من البيان. وبالتالي، من المتوقع أن يكون الاجتماع حدثاً إيجابياً نوعاً ما بالنسبة لليورو.
لكنّ البنكين المركزيين الكندي والاسترالي سيجتمعان هذا الأسبوع. ونظراً للتباطؤ الطفيف في البيانات الاقتصادية مؤخراً، فإنني أتوقع أن يحافظ كلا البنكين المركزيين على السياسة النقدية دون تغيير، ومن المرجّح ألا يشكّل الاجتماعان أيّ حدث بالنسبة للمتداولين بالعملات.
تقرير الوظائف الأميركية
يري خبير الاسواق حسين السيد، أن المتداولون سوف يراقبون عن كثب بيانات الوظائف غير الزراعية الأميركية. ورغم أنّ التوقعات تشير إلى أنّ التوظيف سيكون قد سجّل زيادة طفيفة في فبراير/ شباط، وأن تظل البطالة عند 4.1%، إلا أنّ كلا هذين الرقمين سيحظيان بالتجاهل.
وأختتم تحليله بأن مصدر القلق الأساسي بالنسبة للمتداولين هو رقم المعدّل الوسطي للأجور الساعية. فبعد أن زادت الأجور بأسرع وتيرة منذ عقد من الزمن، من المتوقع أن تتراجع 0.4% على أساس سنوي. وإذا صحّ ذلك، فإنّ المخاوف السابقة من التضخّم والتي تسبّبت بالهبوط الحاد في أسواق الأسهم في بداية فبراير/ شباط سوف تتراجع على الأغلب.