إستونيا جوهرة تتألق على ساحل البلطيق
تنتمي إستونيا إلى دول البلطيق، وتقع في شمال القارة الأوروبية، وتشترك بحدودها مع كل من لاتيفيا وروسيا، وتمتلك ساحلاً طويلاً وساحراً على بحر البلطيق وخليج فنلندا، وتعدّ جوهرة متميزة تشكلت من ثقافات عدّة؛ فهي البلد البلطيقي الوحيد الذي يتمتع بثقافة الجزر الواسعة التي يحمل بعضها آثار ثقافة الفايكينغ والقرون الوسطى. وتتمتع بمناخ بارد إجمالاً في أغلب أيام السنة، في حين أن فصل الصيف قصير نسبياً.
وتقدم إستونيا الكثير من المعالم السياحية البارزة، وتوفر الكثير من الأنشطة الثقافية والرياضية والسياحية الممتعة في الطبيعية الخلابة للبلاد التي تغطيها الثلوج، وتخترقها الأنهار الكبيرة، وتزيّنها أكثر من 1500 جزيرة تتألق بألوان الطبيعة الجميلة، إلى جانب االفنادق الراقية، التاريخية، أو المعاصرة ذات التكلفة المنخفضة، والمطاعم المتميزة والأسواق المتنوعة. وقد صُنّفت بأنها أكثر الدول التي تمتلك غطاءً أخضرَ على الكرة الأرضية.
العاصمة تالين مزيج بين العراقة والحداثة
تقع عاصمة إستونيا "تالين" على الساحل الجنوبي لخليج فنلندا، وهي بوتقة تمتزج فيها الحضارات القديمة والثقافة المعاصرة، كما أنها وجهة سياحية جذابة للغاية، لكونها تتربع على تلة تومبيا، حيث يهيمن على قلب المدينة جوّ ساحر من القرون الوسطى، وتكسو شوارعها الحصى والأحجار القديمة، وتمتلئ بالمنازل والأزقة التي تتغنّى بالفن المعماري الأنيق.
وتنتشر البلدة القديمة التي أُدرجت على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي، على سفح التل، ولا تزال محمية داخل جدار المدينة التاريخي الذي تنتشر خارجه سلسلة من الحدائق الخضراء التي حافظوا عليها بشكل مذهل. وتتدخل المدينة القديمة بمركز العاصمة، عبر ساحة الحرية "فابادوس فالجاك"، وتحتوي على ناطحات السحاب الرائعة والفنادق الفاخرة، ومراكز التسوق الكبيرة، إلى جانب الأحياء العصرية التي تنبض بالحياة في الليل والنهار.
وتفتخر المدينة القديمة بالكنائس والأبراج القوطية، والهندسة المعمارية الساحرة، والبوابات والسلالم التي تجعلها تبدو متاهةً كبيرةً. كما أنها تحتوي على الكثير من المطاعم والمتاحف وصالات العرض المزينة بلوحات الثيران التقليدية التي تجذب آلاف السياح كل عام. وخلافاً لكثير من المدن الأوروبية، حافظت إستونيا على هيكلية مدينة تالين بالكامل التي تعود للعصور الوسطى والهانزية.
يمتلئ الساحل الرملي الساحر للمدينة على خليج فنلندا، بالمتنزّهات الشاطئية والمنتجعات الراقية التي تقع بالقرب من منطقة كادريورج الرومانسية التي تحتضن حديقة كاديرورج التي تعدّ رمزاً للحب، وهي مزينة بالنوافير والبيوت الخشبية القديمة والأشجار المزهرة، وتقع بقربها مجموعة من المتاحف المميزة، مثل "أدامسون إريك" و"كومو إستونيا" الذي يضمّ أكبر مجموعة فنية في البلاد.
وتحظى منطقة بيريتا بشعبية كبيرة، لكونها موطناً للكثير من المعالم السياحية، مثل برج تالين التلفزيوني، وأطلال دير بيريتا كلوستر. كما أنها توفر الكثير من الأنشطة الترفيهية، بسبب الشواطئ والغابات والميناء والكثير من المرافق الرياضية. وتشتمل منطقة هابيرستي على بحيرة هاركو وشاطئ كاكوماي المذهل، ومتحف روكا آل مار في الهواء الطلق، حيث تنتشر اللوحات الجدارية الرائعة على جدران الأبنية والأزقة.
وتتغنّى منطقة كالاماجا بالمقاهي والحانات، وصالات العرض الجديدة، وتقع بين ساحل تالين ذي المناظر الطبيعية الخلابة، والمدينة القديمة، وتخفي الكثير من الكنوز المعمارية الحقيقية. كما أنها تضمّ عدداً من المسارح وأماكن التسوق التي تعرض المنتجات المحلية العريقة والعالمية الشهيرة، إلى جانب قربها من سيبلان هاربور، وهو أروع متحف بحري في العالم، وقلعة باتاري.
الفن الإنساني والطبيعة البرية في شمال إستونيا
تشتهر المنطقة الشمالية من إستونيا، بالغابات الخضراء الجميلة، والحياة البرية والمدن التاريخية، وقرى الصيادين؛ فهي توفر وجهة ممتعة لمحبي الطبيعة والمغامرات، لكونها تتغنّى ببساتين الصنوبر المحيطة بالشواطئ الرملية الطويلة ذات المناظر الساحلية الخلابة، التي تطل على الجرف الجيري الذي تكوّن عبر ملايين السنين،حيث يمكن الاستمتاع برحلة في القوارب، لاكتشاف الجزر الريفية الصغيرة، قبالة الساحل الشمالي.
المنطقة الجنوبية تتغنّى بالبحيرات الكريستالية والغابات الإستونية
تخفي الوديان والتلال التي تبدو كأنها تسقط من السماء، الكثير من الكنوز الثمينة في جنوب إستونيا، حيث البحيرات الزرقاء الكريستالية، والقلاع التاريخية الأنيقة المزخرفة بالفن الباروكي، والقرى الريفية الهادئة التي تتناثر بالقرب من الحديقة الوطنية الكبرى، حيث يستطيع السياح التأرجح بين السماء والأرض، فضلاً عن الغابات الإستونية المهيبة الملائمة لرحلات التنزّه والمشي لمسافات طويلة، أو القيام برحلات القوارب والتجديف في الأنهار والبحيرات المذهلة، واكتشاف الكثير من المناطق المخفية التي يصعب الوصول إليها سيراً على الأقدام.
غرب إستونيا والشواطئ المذهلة
يحيط بالجزء الغربي من إستونيا بحر البلطيق، وتنتشر على الساحل مجموعة من الشواطئ البكر الخلابة والقرى الساحلية الصغيرة، والمنتجعات الصحية الفاخرة التي تطل على مراسي اليخوت والموانئ الكبيرة. وتحتوي المنطقة الغربية على أفضل الأماكن لمشاهدة مختلف أنواع الطيور المهاجرة والحيوانات النادرة، في حديقة سوما الوطنية الكبيرة.
وتعدّ مدينة بارنو الرومانسية، أكبر منتجع سياحي في البلاد، لكونها تضمّ مجموعة متنوعة من المنتجعات الصحية والحدائق المائية الممتعة، والحمامات التاريخية القديمة، وهي متنزّه شاطئي جميل مثالي للتنزه وركوب الدراجات والتزلج على الجليد، فضلاًعن مناطق اللعب المذهلة الخاصة بالأطفال، والأنشطة المائية التي تتنوع بين قوارب التجديف والكاياك في نهر بارنو، والتزلج على الماء ورحلات اليخوت الفخمة.
الجزر الإستونية الساحرة
توفر الجزر الإستونية قدراً كبيراً من السحر والتاريخ القديم، ويقع معظمها على مسافة قصيرة عن الساحل الغربي للبلاد، حيث تتألق المنارات التاريخية والطواحين القديمة على امتداد سواحلها المغطاة بغابات الصنوبر الملائمة للمشي وركوب الدراجات، لاكتشاف الحصون التاريخية والكنائس القديمة، والمشاركة في الاحتفالات الثقافية التقليدية المحلية. ويوجد أكثر من 1500 جزيرة على طول السواحل الإستونية، ولكن البعض منها ليس سوى مستوطنات صغيرة الحجم، ويتمتع أغلبها بالشواطئ الرملية البيضاء والمياه الدافئة.
جزيرة ساريما
تجذب هذه الجزيرة الكثير من السياح الأجانب والمحليين، لكونها اشتهرت سابقاً بمنتجع أرينسبوغ الصحي، وهي الوجهة المثالية للذين يبحثون عن الاسترخاء والاستجمام في البيوت الريفية التقليدية، وبين أحضان الطبيعة الخلابة والقلاع الأسقفية التاريخية. وتتميز الجزيرة بالغابات الكثيفة المتداخلة بالشواطئ الساحرة والبحيرات الكريستالية الجميلة، مثل بحيرة كاروجارف التي تقع بالقرب من خليج كارلا.
جزيرة هيوما
تعدّ ثانية كبرى الجزر في إستونيا، وتشتهر بمنارتها التاريخية كيبو التي تعدّ من اقدم المنارات في العالم، ويعود تاريخها إلى القرن السادس عشر، ويمكن الوصول إليها، عبر أطول طريق جليدي في أوروبا. وتغطي غابات الصنوبر أكثر من 60% من مساحة الجزيرة التي تضمّ كثيراً من المتاحف المذهلة، مثل المتحف العسكري ومتحف المنزل الكبير. وهي وجهة ملائمة للذين يبحثون عن الهدوء والسلام، في مزيج من المناخ البحري ونسيم الغابات اللطيف.
جزيرة موهو
تميزت هذه الجزيرة بأنماطها الشعبية الخاصة، وهي متصلة بجزيرة ساريما عن طريق جسر طويل،بُني عام 1900، وهي جزء من محمية طبيعية تشتهر بسواحلها الصخرية الخلابة، وبساتين العرعر العطرية التي تُصنع من أخشابها أجمل التذكارات اليدوية. وتحولت منازل الجزيرة إلى بيوت ساحرة للضيافة،ويستطيع السياح الاستمتاع بركوب الخيل في جميع أرجاء الجزيرة. فضلاً عن ذلك، تحتوي الجزيرة على قرية كوغوفا التاريخية والمأهولة إلى يومنا هذا، وتعدّ بمنزلة متحف في الهواء الطلق، حيث يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر.
جزيرة كيهنو
أُدرجت هذه الجزيرة الملوّنة على قائمة اليونيسكو للتراث، فهي تتمتع بطابع ريفي جميل، وتتكون من أربع قرى صغيرة، يعمل سكانها بالصيد، ومازالوا يحافظون على التقاليد المحلية القديمة. كما أنها تتمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة التي تمزج بين السواحل المنعشة والغابات البرية النابضة بالألوان الساحرة.
وتشتمل الجزر المهمة الأخرى على روهنو وفورمسي التي تتميز كل منها بخصائص فريدة من نوعها، ولا تحمل الجزر الإستونية الصغيرة الأخرى أي أهمية ثقافية، ولكنها تُعدّ مناطق رائعة لمشاهدة الطيور والتجديف بالقوارب والإبحار والصيد.
الشتاء في إستونيا
يجذب جمال الشتاء الإستوني الذي يمتدّمن أواخر نوفمبر حتى أواخر مارس، الكثير من السياح الذين يستمتعون بمشاهدة الشلالات المجمدة، أوالقيام بتجربة فريدة عبر القيادة من البرّ الرئيسي إلى الجزر، فوق مياه البحر المتجمدة، أو الذهاب إلى حديقة تارتو الثلجية التي تُعدّ من أكبر الحدائق في أوروبا، وتوفر الكثير من مسارات التزلج ومنحدراتهالمناسبة لجميع الأعمار، ويستطيع محبو الزلاجات الاستمتاع بمسارات الغابات الضيقة، والمسارات الرياضية الأولمبية الرائعة، أو ممارسة التزلج الحر فوق بحيرة بوهاجارف.