وإن لم تكن تهتم.. لهذا عليك متابعة حركة أسهم البورصة
البورصة هي سوق لتداول الأسهم والأوراق المالية، والتي تعتمد عليها كبرى الشركات في تسويق أسهمها، ويعتمد عليها كبار المستثمرين وصغار المستثمرين في تحديد أفضل الفرص الاستثمارية، ولكن وظيفة البورصة لا تتوقف عند هذا الحد، ولكنها تمتد إلى قياس مدى استقرار الأسواق المالية، وتوجهاتها نحو الصعود والهبوط، ومتى تتخذ بعض القرارات المالية ومتى تستثمر أموالك ومتى تحصل على القرض.
فيما يلي سنعرض عليك أحداث واقعية من البورصة الأمريكية، والتي تتعرض لتغيرات حادة في الفترة الحالية، ومن خلال تلك التغيرات سنعرض عليك قراءة الخبراء التحليلية وأبعاد تلك التغيرات وكيف ستؤثر على كل المستثمرين الكبار والصغار، بما يتيح لك الفرصة لاتخاذ القرارات والإجراءات المالية، بما يتناسب مع شركتك وأعمالك التجارية.
البورصة الأمريكية:
مؤشر "داو جونز الصناعي" بدى أنه غير قابل للتوقف طوال العام الماضي، وأرتفع من أقل من 21000 نقطه إلى أكثر من 26600 نقطة، والتي مثلت ذروته في أواخر يناير/كانون الثاني، ولكن في الأول من فبراير/ شباط، تحول النمو المطرد إلى توقف حاد عندما انخفضت الأسواق بنحو 600 نقطة.
ثم جاء يوم الاثنين، 5 فبراير، الذي شهد تراجع مؤشر داو جونز بنحو 1200 نقطة إضافية. لقد كانت هذه اللحظة بالتأكيد لحظة توقفت فيها قلوب المستثمرين والشركات المتداولة على حد سواء.
ولكن بعد ذلك، جاءت الإغاثة، وبحلول نهاية اليوم في 6 فبراير، تعافى السوق بنحو 600 نقطة، وبالرغم من تنفس العالم الصعداء إلا أن الريبة والغموض لا يزالان قائمان في نفوس المستثمرين، وبعد ساعة ونصف من الجرس الافتتاحي صباح يوم الاربعاء، ارتفع مؤشر "داو جونز" بمقدار 250 نقطة، لكن التقلب في الأيام القليلة الماضية لم ينساه أحد.
عند هذا الحد، قد تفكر: "أنا صاحب شركة صغيرة أو صاحب عمل تجاري صغير، فلماذا أهتم بتلك الأمور؟".
أصحاب الشركات الصغيرة:
السؤال الذي طرحته معقول، فمعظم الشركات الصغيرة لا يتم تداولها علنا، والكثير منهم لا يجذبون المستثمرين بنشاطتهم، لذلك من يهتم منهم إذا كان السوق حذرا الآن أم لا؟ ما حدث في البورصة ليس كما يبدو انهيار حقيقي أو أن الناس سوف تتوقف عن إنفاق أموالهم، أليس كذلك؟
هذا صحيح، في الوقت الحالي – صحيح أن هذا كان متوقعا منذ فترة طويلة ولا يبدو أنه يذكر بالأزمة المالية الطاحنة التي وقعت في العام 2008، ولكن الانهيار الجزئي لمؤشر داو جونز يسلط الضوء على التغيير القادم في الاقتصاد الأمريكي، الذي يؤثر تقريبا في كل أصاحب الأعمال: سلسلة من رفع أسعار الفائدة يوشك على الحدوث.
وإليك كيف يؤثر ذلك عليك.
سوف يصبح المال السهل أصعب أن يأتي من ذي قبل:
هذا صحيح، فعصر المال السهل ينتهي رسمياً، بدأ كل ذلك تحت إشراف رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي السابق "جانيت يلين"، عندما بدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي بحذر رفع معدلات الفائدة من مستويات قريبة من الصفر في ديسمبر 2015.
ومنذ ذلك الحين، ارتفع سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية إلى 1.5 %، وذلك بعد أن رفعت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة المعدل -وهي المرة الخامسة التي فعلت ذلك منذ الأزمة- في ديسمبر 2017، في حين أن 1.5 % قد تكون أعلى بكثير من مستويات ما بعد الركود، مع العلم أنه تاريخيا لا تزال لا تمثل شيئا.
وقبل الأزمة، كان معدل الأموال الفيدرالية يتراجع بنحو 5%، وهذا يعني أن المقترضين يتمتعون برأس المال بفائدة متدنية، في فترة غير مسبوقة.
ارتفاع معدلات الفائدة حتمي:
الأن كل ذلك يشارف على الانتهاء، وقد رفع "بنك الاحتياطي الفدرالي" بالفعل وتيرة رفع أسعار الفائدة في الماضي، واقترح مسؤولو بنك الاحتياطي الفدرالي أن يتم رفع أسعار الفائدة على الأقل ثلاثة أو أربعة مرات في الأفق لعام 2018، وهذا يعني أن معدل الفائدة على الأموال قد يصل إلى 2.5 في المئة بحلول نهاية العام، بدلا من 1.5%.
ولكننا نعرف كل هذا فهو أمر معلن ومتوقع، فلماذا يتناول المستثمرون هذا الأمر بشكل مفاجئ؟
هناك العديد من الأسباب، على سبيل المثال، زيادة المعروض في سوق السندا، وقد دارت الكثير من الشكوك حول الاضطرابات طويلة الأمد من أن التضخم في طريقه، مما سيزيد من الضغط على بنك الاحتياطي الفيدرالي لزيادة معدلات الفائدة.
وعلاوة على ذلك، تسلم رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي الجديد "جيروم باول" إلى منصبه يوم 5 فبراير، وهو اليوم الذي هبط فيه السوق، وعلى الرغم من استقبال باول المترنح، إلا أنه أكد على الفور عزمه على البقاء فى طريق زيادة أسعار الفائدة تدريجيا.
أفضل استراتيجية هي العمل بسرعة أو (التخلف عن الركب):
لأصحاب الأعمال الصغيرة - أو فعلا أي شخص لديه ديون أو الذين يخططون للحصول على قروض جديدة - وهذا يعني أن الاستراتيجية الخاصة بك يجب أن تبقى هي نفسها، عليك الحصول على قروض إضافية إذا كنت بحاجة لها، عليك القيام بذلك على الفور، فأنت لست بحاجة إلى أن تكون خبيرا ماليا لتعرف أن ارتفاع سعر الفائدة يعني أن تكلفة الحصول على القروض سترتفع.
وعلى الرغم من الشواهد التاريخية، فإن القروض ستبقى رخيصه، ولكن بحلول نهاية العام يمكن أن ينمو معدل تمويل الصندوق الفدرالي بنقطة مئوية كاملة، وهذا سيحدث فرقا عندما تبدأ في سداد الديون التي ستحصل عليها بعد تلك الزيادة، لذا فمن الحكمة عدم الانتظار على رأس المال الذي كنت تتطلع للحصول عليه مؤخرا كقرض.
في حين أن التقلبات اليومية في السوق هي في الواقع مجرد استيراد للتجار والشركات العامة ليس أكثر- هذا ما لم تحدث كارثة اقتصادية ضخمة-، فمن المهم قراءة الأوراق جيدا لفهم ما يفكر فيه المستثمرون حول الوضع الاقتصادي الأكبر.
هذه المرة، كل شيء واضح كالشمس، ارتفاع معدل الفائدة الطويل قادم، والجميع يجب أن يكون مستعد.